المهندس إبراهيم محلب أثناء - تفقد عدد من المشروعات فى القليوبية أن تعيش في محافظة يقطن بها أكثر من 6 ملايين نسمة، وتشتهر بإنتاجها الزراعي من المحاصيل والخضراوات والفاكهة ما يجعلها الحديقة الخلفية لسكان العاصمة، إلي جانب وجود أكبر صرح صناعي ملوث للبيئة بها بكل من شبرا الخيمة وأبو زعبل والخانكة، فضلا عن امتداد مترو الأنفاق من المؤسسة إلي القاهرة والجيزة، علاوة علي وقوع جزء هام من الطريق الزراعي القاهرةالإسكندرية وأيضا الطريق الدائري حول القاهرة الكبري بمناطق عديدة منها. كل ذلك يجعلك مواطنا تعاني من شلل مروري وتكدس سيارات وزحام بشري رهيب وتلوث بيئي خطير، يؤدي بك إلي حالة مزرية تحتاج لعلاجها إلي طقم من المختصين والمسعفين، ويوم السبت الماضي قام وزير الإسكان والمرافق بزيارة إلي هذه المحافظة المثقلة بالمشاكل الخطيرة والأزمات المستمرة، يرافقه فيها محافظ القليوبية وعدد كبير من المسئولين فيها وفي وزارة الإسكان، وقد استغرقت الزيارة 12 ساعة (بدأت من 7 صباحا حتي ال7 مساء). بداية وفي مجلس مدينة شبرا الخيمة.. شهد المهندس إبراهيم محلب وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية توقيع اتفاقية بين الجهاز المركزي للتعمير التابع للوزارة ومحافظة القليوبية لإنشاء وتنفيذ مشروعات لرفع كفاءة وتطوير الطرق والميادين وكورنيش النيل بها،علي أن يلتزم الجهاز بإعداد الدراسات اللازمة لذلك والقيام بالإشراف والمتابعة لأعمال التنفيذ التي ستقوم بها شركات المقاولات . وقال المهندس محلب إن القليوبية تعاني من اختناق مروري في ميدان المؤسسة وأن هناك إصرارا علي مواجهة المشاكل بجراحات عاجلة لأن تراكمها أوصلنا لحالة من الشلل المروري التام،مشيرا أن هذه الأعمال سيتم البدء في تنفيذها بحيث لاتزيد المدة الزمنية لها عن 6 أشهر، تنتهي مع بداية الصيف القادم، لكن التحدي الذي يواجهنا هو تحويل المرافق، لكن المحافظة أكدت أنه ليس هناك مرافق، لأننا تعهدنا أننا لن نبدأ أي مشروع إلا بعد نقل وتحويل المرافق كمرحلة أولي، ثم بدء التنفيذ في المشروع الذي يستغرق بالمعدلات العادية 18 شهرا، ولكن بمعدلات عمل أكثر من وردية علي مدار اليوم و لمدة 7 أيام في الأسبوع، سوف نصل بالمدة إلي 6 أشهر . ثم قام المهندس إبراهيم محلب بتوقيع اتفاقية أخري مع المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية،لتنفيذ 1806 وحدات سكنية في مشروع الإسكان الاجتماعي طبقا للبرنامج التنفيذي منه خلال 15 شهرا. وقال محلب إن هذه الاتفاقية التي تم توقيعها تعد الأولي علي مستوي محافظات الجمهورية لتنفيذ المرحلة الثانية من مشروع الإسكان الاجتماعي بمساحة 70 مترا مربعا للوحدة السكنية، ولسرعة التنفيذ وفي ضوء اللامركزية التي تنتهجها الوزارة، تقرر أن تقوم مديريات الإسكان والمرافق بالمحافظة بذلك، من خلال كوادرها من المهندسين والفنيين لسابق خبرتهم في التنفيذ،علي أن تشرف عليهم الوزارة. ثم قام الوزير والمحافظ بتفقد كوبري عرابي بشبرا الخيمة بعد طول معاناة مرورية في المنطقة من ميدان المؤسسة حتي الوصول إليه، والذي سيبدأ العمل في تطويره علي الفور، ليصبح محورا مروريا يخفف الضغط والتكدس علي مداخل المحافظة من خلال ربطه بالطريق الدائري.. وقد التف الأهالي حول المهندس محلب الذي أكد لهم أن شركة المقاولين ستبدأ العمل في المحور وكل مايرجوه منهم مساندة الشركة والحفاظ علي معداتها، علي أن يشاركوها العمل في المشروع من خلال مقاولي الباطن والعمال من أهالي المنطقة. ورحب الأهالي بهذه المشاركة وتعهدوا بتقديم أية مساعدة، خاصة أن أعمال تطوير هذا المحور سوف تعود عليهم بالنفع الكثير. كما تفقد الوزير شارع أحمد عرابي ومنطقة أم بيومي وهي منطقة تعج بأكوام القمامة وطفوحات متكررة للمجاري وانسدادات، وعزبة علام بالخصوص وبها عمارات سكنية شيدت بعشوائية، لدرجة أن هناك عمارة شاهقة بنيت علي أملاك الدولة وعلي خطوط الطرد الرئيسية، مما يحول دون تنفيذ المصب النهائي لمحطة الصرف الصحي ويمثل صعوبة بالغة لأعمال الصيانة.. وهنا ثار المهندس محلب قائلا: لن أغير مسار المشروع علشان عمارة مخالفة وطالب المهندسة زينب منير رئيس الجهاز التنفيذي لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي، بتكليف مكتب استشاري لدراسة المشكلة، لأن الموضوع بجد خطير. موضحا أن الحكومة دبرت خطة عاجلة وهناك موازنة والأولوية لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي. ثم توجهت السيارات بنا إلي مركز شبين القناطر،الذي ظهرت فيه بيوت سكنية رائعة وحقول حضراء وأشجار ونباتات مثمرة منها قصب السكر والحرنكش، وبين الحقول والبيوت توقفت العربات وقام الوزير يرافقه المحافظ بوضع حجر أساس لبناء 96 وحدة سكنية ضمن برنامج الإسكان الاجتماعي بالمحافظة. كما قام المهندس محلب بتفقد محطة مياه الشرب للمركز، التي تمد حوالي مليون نسمة، باحتياجاتهم من مياه الشرب النقية، بتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 375 مليون جنيه والتي تخدم عددا كبيرا من القري. وقد أطمأن الوزير علي نقاء مياه المحطة بأن وضع يده تحت حنفية في معمل التحليل بها وارتوي منها،ثم شاهد تجربة لتحليل عينة للمياه المنتجة للتأكد من جودتها، ولكنه بالفعل شرب منها،ليدلل علي سلامتها. وأثناء لقائه في المحطة بالمسئولين في الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي بالقليوبية، عرض رئيسها المهندس مصطفي مجاهد أولويات مشروعات الصرف بالمحافظة وهي استكمال 20٪ منها في 51 قرية، ليصل بذلك عدد القري والمدن المخدومة إلي 91 قرية و95 مدينة، موضحا أن إجمالي احتياجات مشروعات مياه الشرب أكثر من مائة مليون جنيه بينما مشروعات الصرف الصحي تقدر بحوالي 70 مليون جنيه، وأضاف المهندس مجاهد نظرا لأن الشركة وليدة فهي في أشد الحاجة إلي مقر إداري لها ومعمل مركزي للمياه والصرف، كما أنها مديونة ب23 مليون جنيه لشركة الكهرباء، وتحتاج إلي معدات وسيارات خدمة فنية بحوالي 6 ملايين جنيه.. وقد وعد الوزير بتلبية كل هذه الاحتياجات، لافتا إلي ضرورة تدريب مجموعة من العاملين بالشركة علي تشغيل مثل هذه المعدات وكيفية صيانتها قبل عملية الشراء حتي لانهدر أموالا طائلة علي ذلك . بينما أرجع رئيس الشركة التأخير في المشروعات إلي اعتراضات الأهالي علي مرور المواسير في أراضيهم الزراعية وتعديهم علي خطوط الطرد بالبناء عليها، وناشد الوزير الأهالي بتسيير الأمور أمام شركات المقاولات المنفذة من أجل مصلحتهم، حيث إن نزع الملكية غير وارد،كما أن المخصصات المالية لهذه المشروعات متوافرة، وطالب القائمين علي تكثيف العمل بمشروعات مياه الشرب والصرف الصحي لسرعة وصول الخدمة للمواطن، مشددا علي ضرورة ضغط الأعمال المقرر الانتهاء منها في 30 يونية القادم قبل هذا الميعاد بثلاثة أشهر. وبعد طول مسافة وتوهان بين الحقول والبيوت والفيلات الخرسانية الجميلة من شبين القناطر إلي بنها واختراق شوارعها المكتظة بسيارات الميكروباص الصغيرة التي تجوبها ذهابا وإيابا وصلنا منهكين إلي محطة الصرف الصحي المتكامل بقرية دملو لخدمة أهالي قريتي دملو وميت الحوفيين التابعتين لمركز بنها بالمحافظة وهي محطة معالجة بطاقة استعابية 6 آلاف م3/يوميا وبتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 58 مليون جنيه ..ومع نهاية الزيارة قال المهندس محلب نحن في حالة حرب ويجب أن نعمل فوق طاقتنا، ونسابق الزمن للانتهاء من المشروعات ومن لا يدرك حقيقة ما نحن فيه،عليه أن يترك مكانه علي الفور لمن يقدر الموقف . وفي طريق العودة وقبل وصولنا إلي القاهرة بحوالي 18 كيلو مترا بعد جولة مكوكية في قري ومدن القليوبية لتوصيف مشاكلها والحلول العاجلة لها ،كانت الحالة المرورية مزرية والسيارات تسير خطوة خطوة .. وكان تبرير البعض أن ذلك بسبب الطريق الدائري في قلما وقبل مدينة قليوب حدثت انفراجة من عند ربنا وكانت بالنسبة لي لحظة الوصول إلي البيت.