دائما ما نستلهم ونستعيد هذا الشعار قبل كل أمل وهدف عظيم لمصرنا الحبيبة، ولماذا نستشهد بروح اكتوبر لتذكير انفسنا بإمكانية تحقيق الصعب والمستحيل في أي مجال، والإجابة ببساطة تكمن في تشخيص المناخ وحالة المصريين والعرب الذين كانوا قبل وخلال حرب اكتوبر 73.. وهذا هو سر الانتصار الكبير، وهذا الذي مهد للعبور العظيم، كان المصريون والعرب علي قلب رجل واحد، ويعتصمون بحبل الله، ويتسلحون بالإيمان وقويمتهم العربية في مواجهة كيان صهيوني عنصري يرفع شعار من النيل إلي الفرات، وساندهم معنويا وإنسانيا وعمليا أمة وصفها الله بخير أمة أخرجت للناس.. ولم يشهد ذلك المناخ زي تفرقة بين ابناء الشعب الواحد، ولم يعرف كل العرب سوي شعار الوطن العربي الكبير، ولايردد سوي الاغاني الوطنية لعبدالحليم وأم كلثوم وفيروز وسعدون جابر، وغني معهم العرب لفلسطين وللقدس العتيقة وللمسجد الاقصي ولبيت لحم، فلا فرق بين المسلم والمسيحي في الجيش المصري، ولم يميز الجيش السوري بين العلوي والسني، ولم يشكو الخليجون الجوع بعد قطع البترول عن الغرب.. هذا بعض من روح اكتوبر التي كانت، وانظروا إلي حال العرب الآن، بل انظروا إلي حال خير أمة، وماذا تجدون في أوساط الشباب إلا تنامي دعوات الترويج للشواذ، ومحاربة الحجاب، وتمهيدهم للتطبيع مع اسرائيل وللتنازل عن الثوابت.. وفي المقابل يتوسع الكيان الصهيوني، ويزداد نفوذه ومازال يرفع شعار من النيل إلي الفرات.. وإلي اللقاء..