كل عام ومصر بخير. جيشها العظيم يحمي الأرض ويردع العدو ولا يعرف إلا طريق النصر أو الشهادة. وشعبها العظيم سيد في وطنه، قادر علي البناء ومستمر في العطاء لكي يقيم الدولة التي تزهو بالمستقبل كما تزهو بتاريخها العظيم. عندما خرجت الجماهير في التاسع والعاشر من شهر يونيو 67 لترفض الهزيمة، كانت في نفس الوقت تعطي أوامر التكليف بالثأر من هزيمة غير مستحقة، وتعلن أنها جاهزة لكل التضحيات لكي توفر احتياجات النصر، كما كانت تؤكد أن ثقتها بلا حدود في أن جيشها الوطني قادر علي رد الضربة واستعادة الأرض وإعادة الاعتبار لمصر العظيمة. وفي أصعب الظروف بدأ قادة جيش مصر في إعادة البناء العسكري. ولن ينسي التاريخ هنا دور الفريق محمد فوزي والشهيد عبدالمنعم رياض في هذه المرحلة الحاسمة، ليأتي بعدهما من استكملوا المهمة وشاركوا في حرب الاستنزاف ثم قادوا حرب أكتوبر. كانت ملحمة السنوات الست درساً في عبقرية العسكرية المصرية وعنوانا علي عظمة هذا الشعب الذي تحمل راضياً كل التضحيات مؤمناً أن النصر قادم علي أيدي جنوده البواسل الذين استطاعوا في النهاية أن ينهوا الأسطورة الزائفة عن جيش العدو الذي لا يقهر، وأن يخوضوا بجدارة أول حرب الكترونية في التاريخ، وأن يعوضوا فارق التسليح بالأداء المبهر، وأن يبدعوا ما يدرسه العالم في كلياته العسكرية في علوم الحرب، وأن يحولوا الغرور الإسرائيلي إلي »توسل» ذليل للأمريكان بأن ينقذوا إسرائيل!! ويأتي احتفالنا اليوم بمرور أربعة وأربعين عاماً علي أكتوبر المجيد، ونحن نخوض حرباً لا هوادة فيها ضد إرهاب كان من خططوا له ودعموه يتوهمون أنه قادر علي قهر إرادة مصر، وأنه يستطيع أن يقيم له »إمارة» في سيناء العزيزة التي روتها دماء المصريين علي مدي التاريخ. وتأتي ذكري أكتوبر ونحن نخوض أيضاً معركة إعادة بناء مصر لتكون نموذجاً للدولة المدنية الحديثة المتطورة. ولتعوض سنوات الجمود والتراجع في كل الميادين الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. نخوض المعارك اليوم ونحن نثق أن الجيش الذي انتصر في أكتوبر قادر علي حسم الحرب ضد الإرهاب، وقادر علي حماية مصر وسط كل ما تشهده المنطقة من دمار. ونخوض المعارك اليوم ونحن نثق في أن الشعب الذي انتصر للدولة وعبر مع جيشه العظيم من الهزيمة إلي النصر في أكتوبر، قادر علي قهر كل التحديات وتحمل كل التضحيات من أجل وطن عزيز وقرار مستقل ومستقبل يستحقه. في ذكري أكتوبر، ننحني احتراماً لأرواح الشهداء، ويزداد فخرنا ببطولات جيشنا الوطني وتضحيات شعبنا العظيم. حفظ الله مصر ومنحها القدرة لترفع دائماً رايات النصر وتعبر المستحيل.