كما قلنا منذ اليوم الاول للأزمة مع قطر.. كان كافيا أن يكون هناك قرار أمريكي.. وأن يتم تبليغه لأمير قطر في مكالمة هاتفية من الرئيس الامريكي، ليكون التنفيذ فوريا، ولكي يبادر أمير قطر بالاتصال بولي عهد السعودية وهو يدرك جيدا ما هو مطلوب من النظام القطري، خاصة بعد أن سمع من الرئيس الامريكي في المؤتمر الصحفي المشترك مع أمير الكويت قبل يوم واحد.. ان وحدة دول مجلس التعاون الخليجي لابد أن يكون اساسها هو محاربة الارهاب والتوقف عن دعم الجماعات الارهابية أو التحريض علي العنف او مهادنة الخطر الايراني، والا فلا ضرورة لها!! وهو حديث يعرف النظام القطري معناه ويدرك عواقبه!!.. ومع ذلك فان الطبع »الاخواني» لنظام الدوحة كان هو »الغلاب» وكان علينا أن نري - كالعادة - الست »ريما» وهي تعود لعادتها القديمة وأكاذيبها المعتادة وخداعها الذي لا ينتهي ليصدر البيان السعودي بتعطيل اي اتصالات مع النظام القطري حتي يعلن موقفه بوضوح ودون مناورات صغيرة، وحتي يكون هناك تأكيد علي ان نظام »الدوحة» قد استوعب الدرس وتاب عن خطيئة التآمر علي الدول الشقيقة ودعم عصابات الارهاب. وسواء كان الأمر راجعا الآن الي صراع داخل دوائر الحكم في قطر، او الي ان مقاليد الأمور ما زالت في يد ثنائي »حمد وحمد» الواقع في قبضة الإخوان والمتحالف مع اعداء كل ما هو عربي، أو أن من يستخدمون النظام القطري في إشاعة الفوضي ومحاولة خلط الاوراق في المنطقة ما زالوا يجدون له دورا يؤديه.. سواء كان الامر راجعا الي هذا السبب او ذاك، فان النتيجة واحدة: وهي أننا أمام نظام يتصور أنه قادر علي الاستمرار في أداء دوره المدمر، وقادر علي تكرار لعبته القديمة بالمراوغة واللعب علي كل الحبال وتوهم أنه يمكن أن يكون كبيرا بتصدير الفوضي والدمار الي الآخرين، كما فعل طوال اكثر من عشرين عاما منذ انقلاب »الحمدين» في منتصف التسعينيات!! في تصوري أن نظام »الدوحة» يتوهم ان طوق النجاة بالنسبة له قد يكون عبر ما اشار اليه الرئيس الامريكي من انه اذا وصلت جهود الوساطة الكويتية الي طريق مسدود، فانه سيجمع اطراف الخلاف في البيت الابيض لانهاء الازمة!! يراهن النظام القطري علي أن هذا الطريق سيوفر له بعض الحماية!! وسيعطيه حجما أكبر بكثير من حجمه (!!) ومن هنا يصبح ضروريا التأكيد مرة أخري من جانب الدول العربية الاربع بأنه لا حوار مع النظام القطري الا بعد التزام واضح بتنفيذ المطالب المشروعة التي تمت بلورتها في اجتماع القاهرة في ست نقاط. والا بعد تعهد قاطع تتم مراقبة تنفيذه بان تتوقف قطر تماما عن دعمها للارهاب وعن تحولها الي ملاذ آمن لأحط جماعاته والي منبر اعلامي لمن يحرضون علنا علي قتل ابنائنا!! الآن وبعد ان سقطت كل الأقنعة، لابد من رسالة واضحة للولايات المتحدة قبل قطر بأنه لا مساومة علي أرواح أبنائنا واستقرار أوطاننا وأن المقاطعة لقطر مستمرة حتي يعود الرشد للنظام القطري.. وأن الحوار رهن بتخلي قطر عن دعم الارهاب وأن الاستقرار يتطلب موقفا أمريكيا جادا يدرك ان نظام قطر قد اصبح »ورقة محروقة» بالنسبة له وان استمرار هذا النظام في دعم جماعات الارهاب (وفي مقدمتها الاخوان) لا يعني إلا وضع السياسة الامريكية كلها موضع الاتهام.