لقاء سابق بين وزيرى الخارجية المصرى نبيل فهمى والروسى لافروف زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين »سيرجي شويجو« و»سيرجي لافروف« لمصر التي تبدأ اليوم تأتي في إطار حرص الجانب الروسي علي تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرةوموسكو وتعد بمثابة رسالة قوية لدعم خارطة الطريق المصرية ولاسيما أن روسيا منذ الوهلة الأولي أعلنت دعمها لثورة الثلاثين من يونيو وأكدت احترامها لإرادة الشعب المصري وحرصها علي مساندته في الظروف الصعبة التي يمر بها. ومن المنتظر أن يلتقي وزيرا الدفاع والخارجية الروسيان خلال الزيارة مع نظيريهما المصريين الفريق أول عبدالفتاح السيسي نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربي ونبيل فهمي وزير الخارجية لبحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين والعديد من القضايا الإقليمية والدولية والملفات المشتركة. وقد أكد نبيل فهمي وزير الخارجية عزم مصر علي تطوير علاقاتها مع كل الأطراف بما يمكنها من تنويع خياراتها منوها إلي أن تطوير العلاقات مع روسيا يأتي انعكاسا لتقدير مصر لأهمية روسيا مشددا علي أن مصر سوف تعمل في نفس الوقت علي تطوير علاقاتها مع الدول الكبري الأخري. ومن ناحية أخري أكد السفير بدر عبد العاطي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أن زيارة وزيري الدفاع والخارجية الروسيين للقاهرة يومي 13 و14 من نوفمبر الجاري ليس الغرض منها استبدال طرف بطرف آخر وإنما الهدف هو تنويع البدائل والخيارات وتوسيع دائرة أصدقاء وشركاء مصر مشيرا إلي أن هذه الزيارة تؤكد من جديد استقلالية القرار المصري عقب ثورتي 25 يناير و30 يونيو وهي انعكاس لقوة العلاقات المصرية الروسية التي ترتكز علي قاعدة صلبة تمكنها من الانطلاق نحو آفاق جديدة في المستقبل. خندق واحد ومن ناحية أخري فقد اعتبر رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ الروسي »ميخائيل مارجيلوف« خلال لقائه بوفد القوي السياسية المصرية الذي زار موسكو مؤخرا بأن بلاده تقف إلي جوار مصر في خندق واحد حتي تجتاز أزمتها الراهنة مؤكدا احترام روسيا لإرادة الشعب المصري حرصها علي مساندته في هذه الظروف التي يمر بها حاليا وأعرب عن أمله في أن تشكل زيارة كل من وزيري الدفاع والخارجية الروسيين لمصر بداية لصفحة جديدة تنطلق من خلالها آفاق التعاون الثنائي بين البلدين في كافة المجالات. ويعتقد العديد من المراقبين السياسيين بأن مصر دولة لها أهميتها ومكانتها المحورية والمؤثرة بين دول العالم ولاسيما في منطقة الشرق الأوسط ما يحتم عليها ألا تحتكر تسليحها دولة أو قوة واحدة في العالم ومن ثم فإن سعي مصر لتحقيق التوازن في علاقاتها مع كافة القوي السياسية الكبري في العالم هو الهدف الذي ينبغي أن تقصده القيادات السياسية المصرية خاصة في هذه الظروف الراهنة. ويعتقد الكثيرون من المراقبين السياسيين بأن هذه الزيارة تصب في مصلحة الشعب المصري وهي إحدي ثمار ثورة 30 يونيو التي تؤكد أن مصر تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق أهداف الثورة وخارطة المستقبل واعتراف كبري دول العالم بذلك. تنويع مصادر السلاح ومن الجدير بالذكر وطبقا لآراء الكثير من الخبراء والمحللين العسكريين فإن القوات المسلحة المصرية تخطط منذ فترة كبيرة للعمل علي تنويع مصادر السلاح بصرف النظر عن البلد الذي يتم منه استيراد هذه الأسلحة ومن ثم فإن استضافة وزير الدفاع المصري لنظيره السوفيتي الذي يصطحب معه عددا من كبار المسئولين العسكريين الروس تأتي في إطار رغبة مصر في تنويع مصادر السلاح وهو ما يعطي مصر قوة خلال الفترة المقبلة ولا يضعها تحت سيطرة دولة بعينها كما أن تنويع السلاح يمكن القوات المسلحة المصرية من الوصول إلي أعلي درجات التسليح الجيدة بما يدعمها في مواجهة أي تهديدات أو اعتداءات.. وبالفعل وكما أشار السفير إيهاب بدوي المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فإن مصر لها مكانتها وتستعيد عافيتها وقرارها مستقل ونابع من الإرادة الشعبية وستعمل علي تحقيق مصالحها حيثما وجدت.. وأشار بدوي إلي أن علاقات مصر مع الاتحاد السوفيتي السابق ووريثته روسيا الاتحادية هي علاقات تاريخية ومتشعبة فلقد وقفت روسيا إلي جانب إرادة المصريين حينما ابتعد عنها الآخرون وكانت متواجدة دائما إلي جانب الشعب المصري في مواقف ولحظات فارقة في تاريخنا ونحن حريصون علي علاقاتنا بروسيا كلاعب وطرف جوهري في السياسة الخارجية.. وأكد السفير بدوي أن العلاقات الروسية المصرية لا تأتي علي حساب دول أخري ومصر بعد 30يونيو تعيد صياغة سياستها الخارجية وتراجع علاقاتها بكافة الدول بما في ذلك الولاياتالمتحدة ومن يحرص علي مصالحنا ستحرص علي علاقاتنا معه بنفس القدر..