بالأمس كانت مصر كلها صفا واحدا، تدين الجريمة البشعة التي قام بها فصيل إخواني (وكل الإرهاب منبعه الإخوان) والتي استهدفت سيارة تقل ضباطا وجنودا من الشرطة. وهي الجريمة التي أسقطت أحد أبنائنا من ضباط الشرطة شهيدا عند الله، وأصابت عددا من الضباط والجنود. ثورتا يناير ويونيو اللتان يقال إنهما ستحذفان من مقرر التاريخ في الدراسة الثانوية (!!) علمتا كل أبناء مصر أن خلط الأوراق هو لعبة الإخوان. وأن الإرهاب لا مكان له في الجماعة الوطنية. وأن وحدة المصريين في مواجهة الإرهاب هو صمام الأمن لهذا الوطن. بالأمس كان الإرهاب الإخواني يكشف عن وجهه القبيح مرة أخري. قبل الفجر كان يفجر قنبلة في جنود يحرسون ليل الصائمين في رمضان. لم نكن في حاجة إلي بيان الفصيل الإخواني بتبني الجريمة، فكل جرائم الإرهاب التي ترفع زورا وبهتانا راية الدين الحنيف.. هي نتاج ما زرعته الجماعة من فكر الخوارج وما طبقته علي الأرض من جرائم في حق الدين والوطن!! تعددت الخلافات من الرؤي بين شركاء الثورة الحقيقيين، لكن شيئا أساسيا يجمعهم وهو الوقوف ضد هذه الفاشية الدينية التي كادت تأخذ مصر إلي طريق الدمار. والوقوف ضد إرهابها الذي يستهدف الدولة، ويحيل الوطن إلي حفنة من تراب عفن كما قال مفتي الإرهاب سيد قطب!! لقد كان واحدا من أهم النتائج الإيجابية لثورتي 25 يناير و30 يونيو أن كل الأقنعة قد سقطت ليظهر الوجه القبيح لجماعات الفاشية الدينية وهي تسرق الثورة والحكم، ثم وهي تقف أمام إرادة الشعب وتقاوم السقوط باستدعاء كل خبرتها في الإرهاب، وبإطلاق صيحتها الخائبة: إما أن نحكمكم.. أو نقتلكم!! في المقابل كانت ثورتا يناير ويونيو تجسيدا لوحدة الشعب وهو يسقط الفساد والتبعية، ثم وهو يواجه الفاشية الدينية ومن دعموها ومن راهنوا عليها من القوي الخارجية التي مازالت حتي اليوم تراوغ في اتخاذ الموقف الحاسم من إرهاب الجماعة الأم لكل إرهاب يعصف بالمنطقة والعالم!! انطلاقا من ثورتي يناير ويونيو، تقف مصر كلها في مواجهة إرهاب منحط يستهدف الدولة ويتاجر بالدين. في وقت يقرر فيه المسئولون بوزارة التعليم أن تاريخ مصر ينتهي عند نهاية حكم السادات(!!).. ربما لأن الكاتب وحيد حامد قد اختار أن ينهي حلقات الجزء الثاني من مسلسل الجماعة عند هذا التوقيت انتظارا للجزء الثالث!!.. وربما لأن البعض في الوزارة يري أنه بحاجة لعشرين عاما لكي يتحقق من أن لمصر وجودا بعد مقتل السادات(!!) وليقرر هل يضع ما جري بعد ذلك في منهج التاريخ أو الميكانيكا أو يترك الأمر لمباراة »خيرية» بين منتخب فلول إرهاب الإخوان، وفلول فساد الحزب الوطني؟!