ملفات عدة تحركت القاهرة خلال الايام القليلة الماضية، باتجاه حسمها سياسيا عبر قنوات دبلوماسية، منفردة تارة، وبمشاركة عربية وخليجية تارة أخري، كان من بينها وبالترتيب حسب موقعها الزمني، ذلك اللقاء الذي جمع وزيرخارجية مصر سامح شكري ونظيره السوداني الدكتور ابراهيم غندور خلال زيارة الاخير الرسمية للقاهرة السبت قبل الماضي، تم خلالها ازاحة الستار، عن مكامن التوتر المتبادل بين العاصمتين، وقد كشف المؤتمر الصحفي المشترك عقب جلسة المباحثات الثنائية، عن خلط وسوء فهم هنا وهناك، تورط اعلام البلدين في اشعال فتيل أزمته، تماهيا مع اتهام الرئيس السوداني عمر البشير القاهرة بدعم المتمردين السودانيين في درافور، قابله الرئيس عبد الفتاح السيسي باستنكار موجز،قاطع،عنوانه: "مصر لا تتآمر علي السودان ولا أي دولة اخري"، مرورا بصدور بيان لوزارة الخارجية يجدد التشديدعلي ان مصر لم ولن تتدخل في الشئوون الداخلية لأي دولة. ولعل في ترحيب مصر بالاتفاق علي تواصل القبادات العسكرية والامنية بين القاهرة والخرطوم لازالة اي سوء فهم ، ما يشير الي حرص الاولي علي تأكيد قوة العلاقات المصرية السودانية. ولعل حرص شكري كذلك علي ابراء ذمة مصر من الاتهامات السودانية، والتشديد علي ان سياستها تتبني البناء والخير والإخاء، وليس التآمر،ما يغني عن الاسهاب لنفي قيام مصر بأي فعل له أثر سلبى على السودان. واذا كان وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، قد مسح اتهامات بلاده لمصر، في عباءة " اعلام" البلدين، فهو تراجع مقبول، خاصة ان الوصل بينهما قطعي لا جدال فيه، لأسباب الجغرافيا والتاريخ والمصاهرة، وقل ماشئت عن متانة حبال الود التي لن تنقطع بإذن الله. واذا توقفت مثلي عند خطاب غندور لوسائل الاعلام وقوله: " كونوا رسل خير وجنود خيرلهذه العلاقة، فإنني لا أخشى الاختلاف بين الحكومتين ولكن أخشى من اختلاف الشعبين"، فسوف يتأكد لك ذكاء الطرف السوداني في الاعتذار، او التراجع عما سبق واتهم به مصر، وهو علي أي حال، وعلي كل حال، تصرف محمود، ومقبول، أوكما يقول الأشقاء في لبنان: مهضوم!! هذاعن "الوصل"، اما حديث "القطع"، فسوف نكمله غدا بإذن الله. [email protected] .