الحالة التي يحدثها عرض (قواعد العشق الأربعون) إخراج عادل حسان علي مسرح السلام ، ربما أقوي من العرض نفسه!!.. هل هي رواية الكاتبة التركية »اليف شافاق» الأعلي مبيعا في العالم؟ أم هي الحالة الصوفية التي يتناولها العرض ، والدعوة للحب وسط صراعات تأخذ منا وتنتهك أرواحنا؟.. كان القرن 13 حيث عاش مولانا جلال الدين الرومي ، عصر الصراعات الدينية والطائفية ، وكانت دعوة الرومي للحب وابتكاره رقصة الدرويش ، هي السلام الذي أحدث التوازن.. (قواعد العشق الأربعون) أعدته للمسرح من خلال ورشة كتابة »رشا عبد المنعم».. لكنها حذفت الزمن العصري بالرواية ، مكتفية بالجانب الصوفي ، ولقاء الشيخ جلال الدين الرومي والصوفي شمس الدين التبريزي ، وقواعد العشق أو قواعد الحرية.. تحرير النفس من أجل الوصول إلي الله (ما لم نتعلم كيف نحب خلق الله ، فلن نستطيع أن نحب حقا.. ولن نعرف الله حقا).. (الطريق إلي الحقيقة يمر من القلب ، لا من الرأس).. (توقفوا عن التفكير في جهنم بخوف ، أو الحلم بالجنة.. لأنهما داخلنا.. في كل مرة نحب نصعد إلي السماء.. وفي كل مرة نكره أو نحسد أو نحارب أحدا ، نسقط مباشرة في نار جهنم).. نجح الإعداد في تقديم قواعد العشق ، لكنه لم يستطع تقديم بناء درامي متماسك لعلاقة الرومي بالتبريزي... استطاع المخرج عادل حسان تقديم حالة مسرحية بقوة الموضوع وتأثيره ، واستطاع توظيف ديكور مصطفي حامد المميز والمختلف ، وإضاءة إبراهيم الفرن في رؤية بصرية وجمالية متناغمة مع الموضوع.. واجتهد الممثلون بحماس وفهم لادوارهم رغم مشكلات النطق أحيانا.. بهاء ثروت قدم شخصية شمس التبريزي بوعي وحساسية وحضور.. ضعف أجهزة الصوت بمسرح السلام ، أفسد الصوت في عرض يعتمد الموسيقي والإنشاد ، رغم جمال وحضور صوت سمير عزمي وأميرة أبوزيد.. ورغم استعانة المخرج بفرقة »المولوية» لم يدخل الرقص في نسيج الدراما.. ظل طوال العرض مجرد حلية شكلية ، علي حين أن ابتكار الرومي لرقصة الدراويش ، هو صميم رؤيته الصوفية..