رغم كل التحديات التي نواجهها، تظل قضية مياه النيل تتصدر اهتماماتنا، وتظل لعلاقاتنا مع دول حوض النيل كل الاولوية، ويظل تأمين حصتنا من مياه النيل قضية حياة أو موت، ويظل التعاون المشترك مع الأشقاء في دول حوض النيل هو الطريق لضمان مصالح الجميع. في الزيارة الأخيرة لوزير خارجية أثيوبيا، كان الرئيس السيسي حريصا علي توضيح موقف مصر الذي يسعي لتوثيق العلاقات بين البلدين، ويرفض التآمر او التدخل في شئون الدول الأخري، ويسعي لاستقرار الأوضاع في دول المنطقة وفي تعزيز التفاهم والتعاون المشترك في جميع المجالات. وفيما يتعلق بسد النهضة كان موقف مصر الذي أكد عليه الرئيس السيسي هو أهمية التفاعل الايجابي مع الشركة التي تنفذ الدراسات الخاصة بالسد لانهائها في أقرب وقت والوصول الي التوافق علي قواعد ملء السد وفقا لإعلان المبادئ الموقع في الخرطوم، مع ضرورة مواصلة التعاون بين البلدين من أجل الاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية في حوض النيل.. بما يراعي تحقيق التنمية لكل الدول دون افتئات علي الحق في الحياة، أو الاضرار بالاستخدامات القائمة بالفعل .هذا الموقف الواضح نرجو أن يكون محل توافق كامل لانه يحقق مصالح الجميع ويفتح آفاقا بلا حدود للتعاون بين دول حوض النيل، وخاصة بين مصر واثيوبيا والسودان الشقيق الذي يزوره وزير الخارجية سامح شكري لتصفية بعض سوء الفهم الذي لا ينبغي ان يعترض المسار الرئيسي لعلاقات تاريخية تسمو فوق الخلافات الصغيرة، ولا ينبغي ان تكون فيها ثغرات تستغلها جماعات تجرم في حق أوطانها وفي حق الاسلام والعروبة والتعاون بين الاشقاء، كما تحاول استغلالها دول معادية أو متآمرة علي مصالح الشعبين الشقيقين في مصر والسودان وعلاقاتهما الأبدية. الطريق مفتوح لكل خير، إذا خلصت النوايا، وتحملت الأطراف كلها مسئولياتها، وأدرك الجميع أن التعاون المشترك هو ما يحقق الخير لكل دول حوض النيل، وأن من يزرع الشقاق هو من سيدفع الثمن ويحصد الخيبة. فلنأمل خيراً يشمل الجميع، وتعاوناً لا يخرج عن صفه أحد!!