الطبيعي أن نفرح بالاكتشافات الأثرية،وأن يكون حدثا عظيما اكتشاف تمثالين أثريين بمنطقة سوق الخميس بالمطرية(تمثال للملك رمسيس الثاني، وتمثال نصفي للملك سيتي الأول)..لكن ما حدث العكس تماما.. بدا الأمر كارثيا، أحدث الكثيرمن الجدل وأثارالسخرية والاستنكار، خاصة طريقة استخراج التمثال من باطن الأرض،واستخدام اللوادر والأوناش لرفع أجزاء التمثال، وماتردد حول تعرض التمثال للكسر...!! منطقة(سوق الخميس)بالمطرية، منطقة أثرية مهمة..والبحث والتنقيب عن الآثار فيها قائم منذ 2006 أي منذ أكثر من 10 سنوات،يعني المعرفة بوجود آثار ليست فجائية، والمعرفة بوجود مياة جوفية أيضا ليست فجائية(التمثالان المكتشفان وجدا علي عمق 2 متر تحت المياه الجوفية)وهو ما كان يستلزم التفكير بروية في الوسائل العلمية التي يجب استخدامها لرفع التمثال، والأهم العمل علي رفع المياه الجوفية لتسهيل مهمة انتشال التمثال..لكن ماحدث هواستخراج جزء من رأس تمثال رمسيس باللودر لثقل حجمه(يزن 4 أطنان)وهي الطريقة الوحيدة(برأي خبراء بعثة الاكتشاف)التي يمكن استخراج التمثال بها،بعد دعم الكتلة المرفوعة بعروق خشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدني للرافعة..!! لكن التمثال خرج مكسورا(استخراج جزء من التاج والوجه، بينما بقية جسم التمثال لا تزال بالأرض)..وزارة الأثاروالبعثة الألمانية للتنقيب، قالوا إن التمثال وجد مكسورا(زاهي حواس ذكرأن كل تماثيل المطرية، تم تدميرها في العصور المسيحية)..ليس هناك مايؤكد زمن كسر التمثال.. كسر بسبب عشوائية الاستخراج بالحفارات، ام كسر من قبل؟! حجم التمثال المكتشف لرمسيس الثاني، يؤكد أن المنطقة كانت(خبيئة)غنية بالآثار،وأن هناك بالتأكيد مئات من القطع الأثرية الصغيرة، تم نهبها طوال أكثر من 10سنوات من البحث والتنقيب، دون حماية ودون مراقبة..وهو أيضا ما يستدعي السؤال والتحقيق..!!