كما أن عصفورا واحدا لا يصنع ربيعا، فإن مجموعة من المشاهد الجميلة، لا تكفي لصياغة فيلم متكامل..صحيح أن فيلم (يوم للستات) فيلم مختلف، يحتشد بالحب والحياة.. وبجهد مخرجته (كاملة أبو ذكري) الحاضر الي حد الاستعراض.. وبجرأة منتجته وبطلته (الهام شاهين) في تقديم سينما خارج شروط السوق تستحق التقدير..لكن مفردات الفيلم علي حدة بدت اشبه بحبات العقد المنفرط، فالجمل طوال الفيلم لا تكتمل، والشخصيات باستثناء شخصية الهام شاهين(تعمل موديلا عاريا للفنانين) وشخصية ناهد السباعي(عزة العبيطة) بقية الشخصيات هامشية، مبتورة أو غير مرسومة بدقة، يمكن الاستغناء عنها دون أن يحدث شيء.. تم حذف شخصية كاملة (سماح أنور) قبل العرض، ومن الممكن حذف شخصيات أخري(فاروق الفيشاوي وشيماء سيف ورجاء حسين وهالة صدقي)دون أن تتأثر الدراما.. ضعف السيناريو ألجأ المخرجة إلي المونولوج، بدا مقصودا ومتعمدا لخدمة الممثل، وإظهار قدراته وإمكاناته، ولشرح ما لا يحدث أمامنا.. ركزت المخرجة علي شخصية الهام شاهين (تناقضات الجسد بين قمع الواقع وحرية الخيال في الفن، الجسد الذي ظل محتفظا ببكارته علي امتداد العمر، بينما يصمه الجميع بالنجاسة)مشاعر متناقضة وقدرة تعبيرية هائلة تضيف إلي مسيرة الهام شاهين، ربما الدورالأهم.. نيللي كريم هي نفسها دائما(جميلة وحساسة ومعبرة) رغم ضعف الشخصية وتكرارها(بكاؤها المتواصل علي غرق ابنها في حادث العبارة) لكن يبقي مشهد نزولها إلي حمام السباحة، بحثا عن إنقاذ ابنها، من أجمل مشاهد الفيلم تصويرا وإخراجا.. ناهد السباعي بتلقائية وعفوية الأداء، حققت قفزة فنية في مشوارها، وكانت أحد عناصر بهجة الفيلم ومتعته.. (يوم للستات) فكرة مختلفة عن قصة للكاتبة (هناء عطية) فإقامة (حمام للسباحة)في حي شعبي، وتخصيص يوم للستات، فكرة جريئة وممتعة ومساحة للحرية.. الماء والحب والحرية ردت الحياة إلي نساء الحي، منحتهن القدرة علي الاستمرار ومواصلة الحياة، ومنحت الفيلم البهجة. الجمل لا تكتمل والخيوط مقطوعة كأصحابها شخصيات مبتورة