لا حياة لمن تنادي..لا هم يسمعون، ولا نحن نكف عن الصراخ (ارفعوا أيديكم الغليظة عن المدينة، وكفوا عن صنع التماثيل القبيحة).. لا وزارة الثقافة، ولا قطاع الفنون التشكيلية، ولا نقابة التشكيليين، ولا جهاز التنسيق الحضاري، ولا أحد مشغول بكل هذا الإعتداء المتواصل علي وعينا الجمالي.. ورغم تصريح حلمي نمنم وزير الثقافة، بإعادة النظر في التماثيل المشوهة الموضوعة في الميادين المصرية (رفع السيء منها وترميم ما يمكن معالجته).. فلم يحدث شيء، ولم يتحرك أحد بالفعل.. علي العكس التشويه مستمر، ونشر القبح وتحطيم القيم الجمالية يتزايد.. في مدخل مدينة كفر الشيخ، تم وضع تمثال نصفي مقطوع الساقين لأحمد زويل(!!) التمثال فوق قاعدة رخامية، إلي جوارها بالوعة ضخمة بغطاء مرتفع..!! وكأنها مؤامرة متعمدة ومقصودة، لتخريب ذائقتنا ووعينا الجمالي، بإنتاج أسوأ تماثيل في العالم.. تماثيل قبيحة التصميم.. مختلة النسب والخطوط.. ألوان غير متناسقة (تمثال عرابي باللون الأخضر الساطع، بينما وجهة تمثال عبد الوهاب باللون الأصفر).. خامات رديئة (تمثال أم كلثوم بالزمالك تم دهانه بالدوكو).. ربما بدأ الهبوط في المستوي الفني لتماثيل الميادين قبل سنوات في مجموعة التماثيل بشوارع القاهرة (تمثال نجيب محفوظ، وتمثال طه حسين، وتمثال عبد الوهاب، وتمثال عبد المنعم رياض) ثم توالت التماثيل الأسوأ والأكثر قبحا (تمثال رأس نفرتيتي بسمالوط، تمثال العقاد بأسوان، تمثال مصطفي كامل بقرية دانشواي، تمثال عروس البحر بسفاجا، تمثال رفاعة الطهطاوي بسوهاج، تماثيل الأسود بمدخل نقابة المعلمين...)! إصرار غريب علي مواصلة القبح، والإساءة فعليا لسمعة مصر وتاريخها الحضاري... إصرار أكبر علي ترك ما ينهار ينهار!!