لم تعد المسألة مجرد صدفة...تمثال قبيح هنا، أو تمثال مشوه هناك.. تكرار وضع التماثيل المشوهة جماليا في ميادين مصر ومحافظاتها، تجاوز الصدفة السيئة، وتجاوز الخطأ غير المقصود، وتجاوز الذائقة الفردية، إلي الخطورة التي تهدد أمة بكاملها بالفساد البصري!! في مدخل نقابة المعلمين بالقاهرة، وضع تمثالين صغيرين، الأدق تمثالان مريضان هزيلان، مفروض أنهما علي صورة أسد.. وضع الأسدين يأخذ شكل (أسدي قصر النيل) لكن مع اختلال نسب جسم الأسد، واختلال شكل العينين، إضافة إلي لون فاقع لا هو أصفر، ولا هو ذهبي، ولا هو بني.. خليط غريب ومستفز! المدهش أن نقابة المعلمين مواجهة لنقابة التشكيليين، ورغم ذلك لم ينتبه أحد من التشكيليين، لم يلتفتوا، ولم يحتجوا... (آفة مصرية قديمة، ظننت أننا تجاوزناها)..! الأمر علي هذه الصورة يحتاج بالفعل إلي وقفة، وإلي مساءلة وتحقيق، إلي تدخل مباشر من الدولة (وزارة الثقافة وجهاز التنسيق الحضاري وقطاع الفنون التشكيلية.. محافظة القاهرة وبقية المحافظات.. كليات ومعاهد الفنون الجميلة) فالخطر يهدد مصر كلها... فمنذ أكثر من عام يتوالي وضع التماثيل المشوهة والقبيحة في الميادين المصرية، من (رأس نفرتيتي) في سمالوط بالمنيا، إلي تمثال (عروس البحر) في سفاجا، إلي (الفارس المجنح) بمدخل قناة السويس... ولم يعد مرضيا انتظار وقوع الكارثة للبحث عن حل لها، إما بإزالة التمثال، كما فعل أهالي سمالوط برأس نفرتيتي، أو بإعادة الترميم كما حدث مع تمثال العقاد في أسوان، أو بإعادة الطلاء كما حدث مع تمثال عبد الوهاب بباب الشعرية.. لابد من المساءلة ووضع خطة عاجلة وتشريعات حاسمة وملزمة، لاستعادة المدن المصرية مكانتها المعمارية والجمالية.