فكرت كثيرا لماذا لا تجذب البنوك، الكثيرين ممن يضعون فلوسهم »تحت البلاطة»، والإفراج عما يمتلكونه من أموال، لاستثمارها في البنوك، بدلا من وضعها مجمدة، أو في صورة حلي »ذهب وغوايش وخلاخيل»، تحت البلاطة الكثير والكثير، تم تقديره بالمليارات، والدليل عندما دعا الرئيس المصريين، للمشاركة في مشروع قناة السويس الجديدة، أقبلوا علي شراء الشهادات وضخوا أكثر من 27 مليار جنيه من خارج البنوك، أي أن تلك الأموال خرجت من تحت البلاطة، الصدفة وحدها قادتني لمعرفة أحد أسباب عزوف المصريين عن وضع أموالهم في البنوك، بل والتعامل من خلالها، أحد الأصدقاء ذهب إلي البنك الذي يتعامل معه، وله حساب توفير فيه، طلب من موظف الشباك، أن يرسل حواله بنكية من حسابه، إلي أخته في طنطا، اعتذر الموظف وحوله إلي خدمة العملاء، لأن الشباك يقوم بالتحويل فقط إلي من له حساب في البنك الآخر، ذهب صديقي إلي خدمة العملاء، ليكتشف أنه متهم، انهالت عليه الأسئلة من موظف خدمة العملاء: ما هي صلة قرابتك بالسيدة التي سترسل لها الحوالة البنكية، وهل أنت متعود علي إرسال أموال لها باستمرار، ولماذا ترسل لها هذا المبلغ - المبلغ بالمناسبة 5 آلاف جنيه فقط لا غير- ولا بد من كتابة طلب تبين وتوضح فيه هذه المعلومات، »علشان لو بان في الأمور أمور» - ده تعبير موظف خدمة العملاء- وعندما سأله صديقي عن سر هذه التعقيدات، رد الموظف بأنها تعليمات، انصاع صديقي وكتب الطلب، وكانت المفاجأة انتظر حتي تأتي الموافقة! الموافقة علي إيه الفلوس فلوسي، ومن حسابي في البنك، طيب لو الفلوس نقدية، يمكن كنت اتبهدلت، أكتر من كده، وتم سؤالي من أين لك هذا، قد تكون إجراءات أمنية، لضمان عدم تحويل مبالغ إلي الجماعات الإرهابية مثلا، العقل زينة، مثل هذه الإجراءات توضع للمبالغ الكبيرة، ربع مليون مثلا، مش ألف ولا خمسة، ولنفترض أن المرسل لا يريد الإفصاح عن الأسباب، وأنه متزوج من أخري، ولا يريد أحد أن يعرف ذلك، أو أن له صديقة مثلا، في البنوك الخاصة والاستثمارية لا توجد مثل هذه الأسئلة الفجة، فهل البنوك الحكومية تفسح المجال أمامها، وهنا أتوجه بسؤال إلي رئيس البنك المركزي: هل هذه الأموال البسيطة تستدعي كل هذ التعقيدات، وهل هذه خطتكم لزيادة الأموال اللي تحت البلاطة.