الملايين من البشر الذين يعانون من صعوبات كثيرة في دوامة الحياة.. يتساءلون: لماذا تحولت حياتنا إلي شقاء مستمر؟ ولماذا التقنع والحقد وقتل الإبداع وقمع الطموح عند الناس واستغلال المنصب والنفوذ في دروب كثيرة لا تعرف سوي المصالح الشخصية - ولذا أجد نفسي أردد معهم: ألم يكن من الأجمل أن نبني حياتنا داخل مجتمعنا علي الصدق والحب والقيم الحقيقية وكل ما هو هادف وتقديم يد العون للناس بعد أن أصبح الكذب والتحايل والخداع بكل أشكالها أهدافا في حد ذاتها.. فلماذا لا يغيِّر أهل الفساد المحسوبية والشللية والواسطة وأصحاب الأقنعة وكل من باعوا ضمائرهم من أنفسهم.. ويتمنون للآخرين فقط حياة كريمة - ويتعلمون معني مساعدة الناس وقضاء حوائجهم ويعرفون أنها طوق النجاة للمؤمن، ودليل صفاء القلب وإخلاص الباطن والظاهر للخالق عز وجل.. وأقول لكل فرد من هؤلاء.. خاصة أننا في رحاب شهر رمضان المعظم أعاده الله علي الجميع باليمن والبركات.. لا تتأخر عن أن تكون سببا في ابتسامة ترسمها بعونك ومساعدتك لقلب حزين مهموم فربما تكون سببا في ابتسامتك الخالدة يوم تبلغ القلوب الحناجر وربما ثوب ستر تسبله علي عبد في الدنيا يكون سببا في سترك في الدنيا والآخرة.. إنها سعادة لاتضاهيها سعادة عندما تكون سببا في سعادة الآخرين ويجب ألا يغيب عنا قول رسول الله (صلي الله عليه وسلم) فيما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عندما سأله عبدالله بن عمر: يا رسول الله ([) أي العباد أحب إلي الله ؟ قال: أنفع الناس للناس.. قيل: فأي العمل أفضل؟ قال: إدخال السرور علي قلب المؤمن.. قيل: وما سرور المؤمن؟ قال: إشباع جوعته وتنفيس كربته وقضاء ديْنه، ومن مشي مع أخيه في حاجته كان كصيام شهر واعتكافه، ومن مشي مع مظلوم يعينه ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام ، ومن كف غضبه ستر الله عورته. ونظرا لأننا نحن البشر بدأنا نعيش تجارب حلوة من خلال رؤيتنا لانطلاق مشاريع متميِّزة وعملاقة لإعادة بناء وتنمية وتقدم الوطن، بخلاف معرفتنا بأن الأمور بدأت تتفتح شيئا فشيئا بالنسبة لطلبات وظائف في جهات عمل كثيرة ومختلفة.. أقول للمسئولين في هذه الجهات نتمني ألا يموت ألف إحساس عند الشباب الجالس علي دكة سوق البطالة.. فوق محطات الحيرة الموجودة في المحسوبية والشللية والواسطة في اختبارات الوظائف.. مطلوب العدل والإنصاف.. نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ويجعلكم من عباده الذين استخدمهم لقضاء حوائج خلقه وأن يقضي حوائجنا ويفرِّج كرباتنا ويسترنا في الدنيا والآخرة.