ويكيليكس.. موقع إلكتروني يتبع منظمة غير حكومية تمتد من آسيا ومرورا بأفريقيا وأوروبا وحتي أمريكا واستراليا.. عمره ثلاث سنوات فقط.. ورغم ذلك فهو يمثل صداعا لاينتهي أبدا في رأس عدة حكومات وشركات متعددة الجنسيات حول العالم وعلي رأسهم جميعا الإدارة الأمريكية التي قامت ولم تقعد بعد نشر الموقع ل 91 ألف وثيقة حول يوميات حرب أفغانستان واستعداده لنشر 15 ألف وثيقة أخري مستقبلا.. ضاربا عرض الحائط بتهديدات وزارة الدفاع »البنتاجون«.. وتلويح المخابرات الأمريكية ال CIA بإغلاقه. تابع لمؤسسة منظمة خاصة حرة كما يطلق مؤسسوها عليها بدأت بحوارات عبر الإنترنت شارك فيها المئات حول العالم.. في بدايات التسعينات من القرن الماضي.. وقبل أن تحول لموقع الكتروني في ديسمبر عام 2006.. بدأ العمل بالفعل مع يناير من العام التالي له. وخلال عام واحد نجحت المنظمة عبر موقعها في ضم 1.2 مليون وثيقة ونشرت موظفيها ومستشاريها عبر شبكة عالمية شملت جنوب أفريقيا وأمريكا وتايوان وأوروبا وحتي استراليا وتعرضت بعد شهور من إطلاقها لمضايقات بمنعها وحجبها أحيانا.. في ألمانيا والصين. والموقع خاص بإفشاء الأسرار وكشف المستور كما يقول مؤسسوه سواء عن الأفراد والشركات المتعددة الجنسيات.. أو بعض الدول وخاصة في المناطق المشتعلة والمتأججة بالصراعات. أما مؤسسوه فلا يعلم أحد من هم بالضبط.. وإن كان البعض يشيرون إلي جوليان اساسنج الصحفي الاسترالي الأصل والناشط في مجال الإنترنت.. علي أنه المؤسس الفعلي له ومديره الحالي. وبجانبه هناك متحدث رسمي باسم الموقع.. وعشرة من المستشارين من بلدان عديدة.. وعبر عدة قارات.. ويضاف إليهم مجموعة قانونية كاملة من المستشارين مهمتها التأكد من مصادر وصحة المعلومات الواردة إليها ثم التعهد بعدم إفشاء مصادر أخبارها ووثائقها.. وأحيانا الدفاع عنهم قانونيا إذا تم كشفهم من قبل شركات عالمية.. أو أجهزة مخابراتية. وويكيليكس .. حاصل علي العديد من الجوائز الصحفية أشهرها جائزة صحيفة الايكونومست البريطانية العام قبل الماضي.. وحصل مديرها علي جوائز خاصة به كصحفي. وهي واجهة لمنظمة غير حكومية حرة لاتهدف للربح وأغلب مصادرها من النشطاء في مجال حقوق الإنسان والصحفيين الذين يمكنهم الحصول أو الوصول لمعلومات حساسة يمكن بثها للعامة بشفافية كاملة. وحسب صحيفة الديلي تليجراف البريطانية فإن أهم عشرة تسريبات قامت بها ويكيليكس خلال عمرها الذي يمتد ل 3 سنوات.. كانت مقطع الفيديو الذي أظهر القوات الأمريكية في العراق وهي تقتل 12 مدنيا عراقيا بينهم صحفيان من رويتر عام 2007 بواسطة طائرة أباتشي أمريكية وكان ذلك حسب الموقع بدم بارد .. والتقطها جندي أمريكي من نافذة طائرة هيلكوبتر تم كشف أمره بعد ذلك وحوكم.. وقد عملت ال ويكيليكس علي اعتقال الجندي برادلي مايتنج أنه » دانييل ايلييرج« في إشارة للخبير الاستراتيجي الذي سرب نحو 70 ألف صفحة بالغة السرية في محاولة لإيقاف حرب فيتنام. وكان الجندي برادلي قد تم اتهامه أيضا تسجيل 15 ألف برقية داخل وزارة الخارجية الأمريكية علي الحاسب الشخصي له. والغريب أن المحاكم الأمريكية تعاقب من سرب المعلومات .. وتكتفي باللوم علي من قام بنشرها. ونشر الموقع قوائم بعناوين ووظائف أعضاء منتسبين للحزب القومي البريطاني المتطرف ال NBP ومنهم ضباط شرطة وجيش ومحامون وأطباء كما نشر إجراءات الرقابة داخل معسكر دلتا الشهير بجوانتامو والإجراءات التعسفية ضد السجناء منذ إنشائه. وهناك وثيقة تؤكد أن الموقع خطر علي الأمن القومي نشرها الموقع وهي خاصة بوزارة الدفاع الأمريكية »البنتاجون« وتؤكد أن مايقوم به خطر علي أمريكا كلها وأخطر ما حدث في التاريخ العسكري الأمريكي حتي الآن.. وإن من يسرب المعلومات للموقع لديه رخصة سرية للاطلاع علي مثل هذه الوثائق العالية السرية. ثم جاءت فضيحة تسريب الوثائق السرية الخافية كما أسماها الموقع بيوميات الحرب في أفغانستان مابين عامي 2004 وحتي العام الماضي وتضم 91 ألف وثيقة.. تم نشرها وعكف 80 خبيرا من خبراء المخابرات في أمريكا.. علي فحصها لما حوته من أسرار ومعلومات.. ولم تستطع معها الإدارة الأمريكية إنكارها.. وحاولت إثناء الموقع عن التمادي في نشرها علنا وطالبته بحجبها وهددت بإغلاقه أو مقاضاته قانونيا بتهمة إفشاء معلومات تخص الأمن القومي. وخطورة هذه المعلومات في عدة نواح.. أبرزها إنها تتهم القوات الأمريكية بقتل مدنيين بصورة متعمدة وبدم بارد وتضم آلاف المعلومات السرية عن مخبرين أفغان وعملاء بالأسماء حياتهم معرضة للخطر بعد النشر.. كما أنها تناقض معلومات عديدة حول الحرب هناك.. وحسب صحيفة الديلي ميل البريطانية فإن بعض هذه الوثائق المنشورة أكدت أنها رصدت أماكن لتواجد زعيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2006 وعقده لعدة اجتماعات في قري بصورة منتظمة علي الحدود الأفغانية الباكستانية.. رغم تأكيد المخابرات الأمريكية أنها لاتعرف شيئا عن مكان تواجده.. منذ العام 2003. والمثير هنا أن هذه الوثائق تم نشرها وبترتيب شبه متزامن مع صحف الجارديان البريطانية مع النيويورك تايمز الأمريكية ومجلة دير شبيجل الألمانية الأسبوعية. ومن بعدها صحيفة التايمز اللندانية.. مما عدها البعض بأنها كانت من أكبر التسريبات للمعلومات في تاريخ أمريكا كلها.. خاصة حرب فيتنام وفضيحة ووترجيت الشهيرة.. والتي أدت لرحيل الرئيس الأمريكي نيكسون. وفوق ذلك .. فالموقع مازال مصمما علي حفظ حقوق مصادره وعدم إفشاء أسرارها والمعلومات الواردة عنها والحرب دوليا في المحافل القانونية والسياسية لنشر وتوسيع مفاهيم مثل : الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان وتداول المعلومات.. وفي ذلك مازالت تكافح وتقاوم سعي بعد الدول للرقابة عليها وحجبها أحيانا.. فبالإضافة للصين وألمانيا.. كانت هناك محاولات لحجب الموقع في السويد ونيوزلندا والدنمارك بدعوي أن وجودها غير قانوني.. ولم تحصل علي الموافقات المطلوبة.. وكلها باءت بالفشل.