رأت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية، أن تظاهرات من وصفتهم بالشباب الجدد في تركيا زلزلت نظام رجب طيب أردوغان في رئاسة الوزراء وأظهرت قلة خبرته في التعامل مع مثل تلك الأزمات. واستبعدت -في تعليق بثته على موقعها الإلكتروني اليوم- أن يكون ما تشهده تركيا من تظاهرات سببه قطع أشجار بالميدان كما استبعدت أن تكون البلاد على شفا ثورة، ولكن المسألة بحسب المجلة هي أن هذه الاضطرابات إنما تشير إلى أن الكيل طفح بمن يكتمون استياءهم منذ عامين والذين يبلغ عددهم نحو نصف جمهور الناخبين ممن لم يصوتوا لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم وصاحب التوجه الإسلامي المعتدل في انتخابات يونيو 2011. وفيما يتعلق بكيفية تعاطي أردوجان مع الأزمة، رصدت المجلة مرور 24 ساعة بين احتدام التظاهرات التي جاءت فيما يبدو مفاجأة لحكومته، واستجابة الرجل الذي وصف المتظاهرين بمثيري الشغب والعملاء. وعارضت "الإيكونوميست" رأي أردوغان في هؤلاء المتظاهرين؛ راصدة تأليفهم نسيجا مختلف المشارب الفكرية والدينية والطبقية، بعضهم شباب يافع لكن بينهم أيضا وفرة من الكبار، وبعضهم علماني التوجه لكن البعض الآخر تبدو عليه مظاهر التدين، بينهم أبناء الطائفة العلوية التي عانت تمييزا طويلا.. بينهم آرمن وفوضويون وملحدون، بل وحتى المثليين لم يغيبوا عن المشهد. وقالت إن العامل الذي لم شمل هذا الشتات إنما هو الخشية من استبداد أردوجان المتزايد واندفاعه في فرض توجهاته وأسلوبه المحافظ على الدولة، مشيرة في هذا الصدد إلى فرضه القيود على بيع الكحول واعتقاله عددا من الصحفيين على نحو غير مسبوق.