فى التاسعة والثلث من صباح يوم 8 إبريل 1970 كان موعد 30 طفلًا من مدرسة "بحر البقر" الابتدائية بالشرقية، للصعود كشهداء إلى جنة ربهم على يد عمل إجرامى إهاربى جديد قامت بها القوات الجوية لإسرائيل. فى الذكرى ال43 لمجزرة "بحر البقر" سيظل مشهد الأطفال حاضرًا فى أذهاننا، وهم ذاهبين إلى مدرستهم المكونة من دور واحد بها 3 فصول وعلى ووجهم ابتسامة أمل، ويتلقون دورسهم بأحلامهم البرئية فى الفصول لتأتى إسرائيل بقنابلها وصورايخها الغدارة لتحمو هذه الأحلام وتتحول البراءة إلى أشلاء وسط الركام يعصب تجميعها. ووسط صراخ الأهالى ودموعهم وهو يبحثون على جثث اطفالها ويجمعون أشلاءهم، إدعت إسرائيل بكل خسة وجبن أنها استهدفت مناطق عسكرية، وكعادة المجتمع الدولى وعلى رأسهم أمريكا تجاهل المجزرة وكأنها شيئا لم يكن. لكن الشاعر الكبير صلاح جاهين أراد أن يحيى ذكرى هذه المجزرة فى قلوب الأجيال القادمة والتى لم تعاصرها ولم ترى دماء الاطفال، فسجلها فى قصيدة "الدرس انتهى لموا الكراريس" غانتها الفنانة شادية ولحنها سيد مكاوى، وكلماتها هى: الدرس انتهى لموا الكراريس..بالدم اللى على ورقهم سال في قصر الأممالمتحدة.. مسابقة لرسوم الأطفال إيه رأيك في البقع الحمرا...يا ضمير العالم يا عزيزى دى لطفلة مصرية سمرا..كانت من اشطر تلاميذى دمها راسم زهرة.. راسم راية ثورة راسم وجه مؤامرة... راسم خلق جبارة راسم نار..راسم عار ع الصهيونية والاستعمار والدنيا اللى عليهم صابرة..وساكتة على فعل الاباليس الدرس انتهى...لموا الكراريس ايه رأى رجال الفكر الحر... في الفكرة دى المنقوشة بالدم من طفل فقير مولود في المر.. لكن كان حلو ضحوك الفم دم الطفل الفلاح..راسم شمس الصباح راسم شجرة تفاح...في جناين الاصلاح راسم تمساح...بالف جناح في دنيا مليانة بالاشباح...لكنها قلبها مرتاح وساكتة على فعل الاباليس انتهى الدرس... لموا الكراريس ايه رايك ياشعب ياعربى.. ايه رايك يا شعب الاحرار دم الاطفال جايلك يحبى...يقول انتقموا من الاشرار ويسيل ع الاوراق..يتهجى الأسماء ويطالب الاباء...بالثأر للأبناء ويرسم سيف.. يهد الزيف ويلمع لمعة شمس الصيف...في دنيا فيها النور بقى طيف وساكتة على فعل الاباليس الدرس انتهى...لموا الكراريس)