اخبار مصر تظاهر أمس الآلاف فى ميدان التحرير فى جمعة «الكرامة والرحيل»، للمطالبة بإسقاط النظام ومحاسبة الرئيس محمد مرسى على قتل المتظاهرين والاعتداء عليهم وسحلهم وتعريتهم، وإقالة حكومة هشام قنديل، والنائب العام، ووقف العمل بالدستور. وأدى المتظاهرون صلاة الغائب على شهداء «الاتحادية»، «محمد كريستى، ومحمد الجندى شهيد التعذيب، وأيضاً شكرى بلعيد المعارض التونسى»، داعين على الرئيس وجماعته قائلين: «اللهم أهلك الإخوان ومن معهم، وعليك بتعرية من سحل وعرى المتظاهرين وهتك عرضهم». وعلقوا لافتة ضخمة باللغتين «العربية والفرنسية»، كتب عليها: «مَن قتل بلعيد وكريستى وجيكا هم الإخوان»، و«الشعب المصرى والتونسى إيد واحدة لإسقاط حكم الإسلاميين»، وأخرى بعنوان: «تاريخ اغتيالات الإخوان بداية من النقراشى باشا مرورا بالرئيس الراحل أنور السادات وصولا لشهداء التحرير وآخرهم كريستى وشكرى بلعيد.. فمَن القادم؟». ولم يوجد فى الميدان سوى منصة واحدة أذاعت الأغانى الوطنية، واتهمت «الإخوان والإسلاميين»، بمحاولة قتل المعارضين، وردد المتظاهرون من فوقها: «يسقط حكم المرسى»، و«قفلوا على الحرية الباب مرشد عار ورئيس كداب»، و«ياللى جاى بالصندوق الشعب بقى منك مخنوق»، و«بيقولوا صوت المرأة عورة بس صوتها هو الثورة»، و«يسقط يسقط الإخوان». وطالبت المنصة الرئيسية، الأحزاب والحركات السياسية الذين يتحدثون باسم «التحرير» فى وسائل الإعلام بالوجود فى الميدان وسط المتظاهرين قائلين لهم: «الثورة ليست فى التليفزيونات لكنها فى الميادين». واستكمل رسامو الجرافيتى فى شارع محمد محمود رسوماتهم الجديدة بعد سقوط شهداء جدد، ومنها صور ل«الجندى وكريستى»، وانتشرت فى الميدان دوريات من شباب ونساء «لا للتحرش»، لمنع أى محاولات للتحرش والإمساك بأى شاب يحاول ذلك. ووزع المتظاهرون بيانا باسم «آيات المنافق»، تتهم الرئيس وجماعته بالكذب على الشعب، منها: «عندما قالوا لن ندفع بمرشح رئاسى وأخلفوا ذلك»، و«ثانيا إذا وعد أخلف وذلك بسبب تطبيق قانون الطوارئ رغم مخالفتهم له باستمرار»، و«ثالثا الهجر والخيانة عند الإخوان بعدم محاسبة قتلة الشهداء»، وأعلن مصابو الثورة نقل اعتصامهم إلى الميدان من أمام المجلس الأعلى لرعاية مصابى الثورة. كان الميدان قد استقبل مسيرات من أمام مسجد الخازندارة ودوران شبرا والأزهر ومصطفى محمود، وردد المتظاهرون فى مسيرة «مصطفى محمود» هتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد»، «ارحل سيبها مدنية.. ما انتاش أد المسئولية»، «مرسى مبارك.. باطل»، «قالوا حرية وقالوا عدالة.. شوفنا خسة وشوفنا ندالة»، «الإخوان المجرمين.. لا بيعرفوا شرع ولا دين»، «مش عايزين يحكمنا عساكر ولا إخوان بالدين بتتاجر»، «القضية هى هى.. الرئيس من غير شرعية». وقال وائل خليل، الناشط السياسى الذى سبق أن أيد «مرسى» فى انتخابات الرئاسة، وعضو المجلس القومى لحقوق الإنسان المستقيل، خلال مشاركته فى جانب من المسيرة: «بجانب المسيرات لا بد أن يكون هناك بديل سياسى ثورى يوضح للناس لماذا مرسى والإخوان ضد الثورة ولن يحققوا أهدافها، ولا الاستقرار المنشود»، داعيا جبهة الإنقاذ للاهتمام بالمطالب الاجتماعية للمواطنين وربطها بالمطالب السياسية. وتصدرت مجموعتا «بلاك بلوك» و«المشاغبين» المئات فى مسيرة دوران شبرا، مرتدين الأقنعة والأوشحة السوداء وسط دقات الطبول، ورددوا هتافات: «مرسى يا استبن هنرجعك السجن»، و«بص شوف الثورة يا خروف»، و«الشعب يريد إسقاط النظام»، وحملوا لافتات كتب عليها عبارات معادية للجماعة. واندمجت مسيرة نظمها اتحاد شباب ماسبيرو أمس للاحتجاج على الحكم الصادر بحق 3 نشطاء فى قضية مذبحة ماسبيرو أثناء فترة حكم المجلس العسكرى، مع مسيرة شبرا. وقال باسم كامل، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى وعضو الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى، ل«الوطن»، أثناء مشاركته فى المسيرة: إن الفعاليات الجماهيرية مستمرة حتى يعى الرئيس والجماعة الدرس بأنه أصبح غير مرغوب فى حكمهم، وأن محاكمة وزير الداخلية الحالى بتهمة قتل المتظاهرين خلال الذكرى الثانية للثورة أصبحت مطلبا أساسيا لتحقيق أهداف الثورة. ونشبت مشادات كلامية تطورت لاشتباكات طفيفة بالأيدى بين متظاهرى القوى السياسية وشباب الإخوان، على أبواب مسجد الخازندارة، عقب انتهاء صلاة الجمعة، بعد أن وزع متظاهرو القوى الثورية منشورات تحت شعار «أنزل من دارك.. مرسى هو مبارك» لدعوة المصلين للمشاركة فى المسيرة المتجهة لميدان التحرير، حتى تدخل المصلون للفض بينهما. وفى المسيرة التى خرجت من الأزهر رفع المشاركون «علم مصر»، بطول 20 مترا وعرض 4 أمتار، وهتفوا «ثوار أحرار هنكمل المشوار»، و«يسقط حكم المرشد»، وأعربوا عن رفضهم ممارسات «الداخلية» ضد المتظاهرين، وطالبوا بهيكلة الوزارة، ومحاكمة قتلة الثوار، وتقديم المتورطين فى أعمال العنف وسحل المتظاهرين للعدالة.