مثلما كان الحال قبل ثورة 25 يناير 2011، اشتعلت تونس بثورة ثانية ضد حزب النهضة الإخوانى الحاكم، فى نفس توقيت الموجة الثانية من الثورة المصرية ضد حكم الجماعة، وتوحّد الهتاف فى الدولتين «الشعب يريد إسقاط النظام»، وفى الوقت الذى اقترب فيه التوانسة من استرداد ثورتهم، بعد سلسلة من الحرائق التى طالت مقرات الحزب الحاكم هناك، لا تزال الحشود فى ميادين مصر تواصل النضال. واحتشد الآلاف فى ميدان التحرير للمطالبة بإسقاط النظام ومحاسبة الرئيس محمد مرسى، وإقالة حكومة هشام قنديل، والنائب العام، ووقف العمل بالدستور. وقاموا بتلاوة دعاء جماعى على الرئيس وجماعته قائلين: «اللهم أهلك الإخوان ومن معهم»، وعلّقوا لافتة ضخمة باللغتين «العربية والفرنسية»، كُتب عليها: «مَن قتل بلعيد وكريستى وجيكا هم الإخوان»، و«الشعب المصرى والتونسى إيد واحدة لإسقاط حكم الإسلاميين». كان التحرير قد استقبل مسيرات من الأزهر ومصطفى محمود، وردد المشاركون فيها هتافات «قالوا حرية وقالوا عدالة.. شُفنا خسة وشُفنا ندالة»، وتصدرت مجموعتا «بلاك بلوك» و«المشاغبين» مسيرة دوران شبرا، مرتدين الأقنعة والأوشحة السوداء وسط دقات الطبول، ورددوا هتافات: «مرسى يا استبن هنرجعك السجن». وفى مدن القناة الثلاث «بورسعيد والسويس والإسماعيلية» انطلقت مسيرات حاشدة تهتف ضد حكم الإخوان وتطالب باستكمال أهداف الثورة والقصاص للشهداء. كما نظّم المئات من شباب الأحزاب السياسية والقوى الثورية بمحافظات الغربية والشرقية وقنا مسيرات جنائزية بالنعوش والأكفان، وهتفوا «اقفل ع الحرية الباب.. مرشد عار ورئيس كداب». وفى الإسكندرية، شارك الآلاف فى مسيرات من «القائد إبراهيم»، إلى منطقة محطة مصر. ومزق عدد من المتظاهرين صوراً للرئيس محمد مرسى، معلّقة على أعمدة الإنارة بشوارع منطقة محرم بك. واقتحم متظاهرون فى المنوفية مجلس مدينة شبين الكوم، وألقوا كرات من النار على المبنى، مما أدى إلى حدوث تلفيات فى واجهته، وتحطيم زجاج الشبابيك. وقطع العشرات طريق الكوبرى العلوى بشبين الكوم، وأحرقوا إطارات السيارات وأوقفوا حركة المرور. شهد مركز كفر الزيات بالغربية عمليات كر وفر بين الأمن والمتظاهرين الذين تجمهروا أمام مركز الشرطة فى محاولة لاقتحامه، ورد الأمن بإلقاء القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم ومطاردتهم فى الشوارع الجانبية واعتقل 7 منهم. واقتحم متظاهرون مبنى محافظة كفر الشيخ، وأطلقت عليهم الشرطة القنابل المسيلة للدموع، وحاصر متظاهرون ديوان محافظة دمياط. بالتزامن مع ذلك، كانت تونس أكثر اشتعالاً، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين الأمن والمتظاهرين خلال تشييع جثمان المعارض البارز شكرى بلعيد أمس. وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع على المشيعين، الذين ردوا بالحجارة والقنابل الحارقة، ورددوا هتافات ضد حزب «النهضة» الإخوانى الحاكم، بينها «تونس حرة.. الإرهاب برة» و«الشعب يريد إسقاط النظام»، وأغلقت البنوك والمصانع والمتاجر أبوابها، استجابة لدعوة الإضراب العام. وهاجم مئات الشباب مقر مديرية الأمن فى ولاية «قفصة» بالحجارة، وتسبب العصيان المدنى، فى توقُّف حركة الطيران من وإلى تونس.