اخبار مصر مشهد تعذيب وسحل وتعرية حمادة صابر أمام قصر الاتحادية أعاد للأذهان سحل النشطاء خلال الأحداث والمظاهرات بعد ثورة يناير، حيث أكد عدد من الذين تم سحلهم وتعذيبهم على يد قوات الأمن أن عقيدة العنف لدى الداخلية لم تتغير وطالبوا بمحاكمة وزير الداخلية على هذا الفعل الفاضح حتى تتوقف تلك الممارسات، واتهموا تنظيم الإخوان بإعطاء تعليمات للداخلية بالرد بعنف على المتظاهرين وأشاروا إلى العار الذى لحق بالجماعة لتعرية أول رجل خلال المظاهرات فى عهد مرسى. الدبلوماسى السابق، يحيى نجم، أشهر المتظاهرين المسحولين فى أحداث الاتحادية الأولى، التى احتشد فيها آلاف المتظاهرين اعتراضاً على الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى، وصف تكرار عمليات السحل أمام قصر الاتحادية بالشىء المحزن الذى ينذر بكارثة، وبمزيد من العنف والفوضى، مؤكداً أن ما يحدث يدل على فشل الأجهزة الأمنية فى حفظ الأمن سواء للمتظاهرين أو للمنشآت العامة فى الدولة، ويعتبر الدبلوماسى السابق المؤسسات الأمنية للدولة، مقصرة فى توفير الأمن للمتظاهرين، التى من المفترض أن تتولى حمايتهم، وأضاف قائلاً: «بسقوط الدماء، تسقط الشرعية؛ لأن نظام الحكم الذى يتجاهل مطالب الشعب، ويمارس العنف ضده ويسفك الدماء، تسقط شرعيته، مضيفاً أن رئاسة الجمهورية تتحمل المسئولية الأولى عن سفك الدماء، بعد تجاهل مبادرات القوى السياسية، لأن الرئيس لا يأخذ إلا رأى جماعته. من جانبه، يقول الطبيب هيثم الخطيب الذى تعرض للسحل والضرب فى أحداث محمد محمود الأولى على يد قوات الأمن أنه كان يعتقد أن مشاهد التعذيب قد انتهت من سجلات الشرطة للأبد بعد مظاهرات ثورية ونضالية؛ لكن ما حدث للناشط حمادة يؤكد أن لا شىء تغير فى عقيدة وزارة الداخلية، أعتقد أن حمادة كان محظوظاً لوجود كاميرا فيديو وثقت مشاهد تعذيبه لكن يوجد كثيرون غيره لم يتم تسليط الضوء عليهم أو معرفة أى أخبار عنهم، ورغم أننى كنت فى محيط قصر الاتحادية فى جمعة الخلاص، فإننى لم أر مشهد التعذيب مباشرة، شاهدته فى أحد المقاهى بعد أن أخبرونى به، شعرت بالغضب الشديد وكنت على وشك الانهيار وتذكرت مشهد تعذيبى حتى ذرفت عيناى بالدموع وكأننى الذى كنت أسحل بدلاً منه «شفت نفسى مكانه» مع فارق أن جنود الداخلية لم تجردنى من ملابسى. حسن شاهين، صحفى تعرض للسحل والضرب على يد قوات الشرطة العسكرية خلال أحداث مجلس الوزراء عندما كان يوجد إلى جوار «البنت» التى تم تعريتها وسحلها بميدان التحرير يؤكد أن السلطة فى مصر ما زالت تستخدم الأدوات القمعية ضد المتظاهرين، ولا يوجد ثمة اختلاف بين نظام مبارك أو المجلس العسكرى أو حكم الإخوان، رأيت مشهد تعذيب حمادة صابر بحزن بالغ ذكرنى بما حدث لى عندما تم سحلى فى ميدان التحرير على يد قوات الأمن والشرطة العسكرية، وهذا أسلوب رخيص وساذج تتبعه السلطة عادة ضد المتظاهرين لإرهابهم.