اخبار مصر تبحث جماعة الإخوان عن مؤسسى حركة ذوى الأقنعة السوداء وال«بلاك بلوك» الكتلة السوداء، وتتقصى تحركاتهم وتراقبهم، على مواقع التواصل الاجتماعى لمقاضاتهم، بعد تهديدهم بحرق مقرات الجماعة على مستوى الجمهورية، خصوصا بعد حرق مقرى الجماعة بشبرا وأكتوبر الأيام الماضية. وقال ياسر محرز، المتحدث باسم جماعة الإخوان، إن حرق مقرى الجماعة، جاء تزامنا مع تهديدات حركة «بلاك ماسك»، التى ظهرت مؤخرا، وحمّل الأجهزة الأمنية مسئوليتها عن حماية مقار الجماعة، وأكد على أن الجماعة لن تقوم بدور الدولة فى التأمين. وأضاف ل«الوطن»: «سمعنا عن هذه الحركة لأول مرة أمس الأول، وبدأنا فى البحث عنها وعن الهدف من نشأتها»، ورفض ما ادعته الحركة بأنها «تنظيم سرى يواجه التنظيم السرى للإخوان»، موضحاً أن الجماعة موجودة وعلنية ولها حزب سياسى يعمل فى الضوء وأعضاؤها لا يغطون وجوههم مثلما يفعلون. وقال الدكتور ياسر حمزة، عضو اللجنة القانونية لحزب الحرية والعدالة، إن الحزب يبحث عن أعضاء حركتى «بلاك ماسك» و«بلاك بلوك» لتقديم بلاغات بشخصياتهم بعد الإعلان عن استهداف مقرات الإخوان، مضيفا: «لن نواجه العنف بالعنف، ونحمل الداخلية مسئولية حماية مؤسسات الحزب والجماعة»، وأشار إلى أن ظهور أفراد الحركة الملثمين، يثير علامات استفهام ويتيح لهم القيام بأفعال آثمة. وقال محمد السيسى، عضو اللجنة القانونية للحزب: «جاهزون لمواجهتهم إذا ما حاولوا تنفيذ تهديداتهم»، وأضاف «نتتبعهم حاليا على الفيس بوك، لنعرف أماكن وجودهم ومصادرهم ولا نعتقد أنهم أعداد كبيرة ولن يستمروا طويلا». وظهرت مجموعة «الكتلة السوداء - Black Bloc» لأول مرة، فى مصر خلال أحداث شارع قصر العينى مساء أمس الأول، ورفعت المجموعة شعار «نحن جنود الصف الأول»، وافتتحت بيان وجودها ب«نحن مجموعة تسعى لإسقاط الدولة التى تمردنا عليها ولا نعترف بها». وترجع بدايات «الكتلة السوداء» إلى دول أوروبا الشرقية فى حقبة الثمانينات، خصوصا فى ألمانيا، ضد انتشار الأسلحة النووية، وكان آخر ظهور قوى لها، فى أحداث الشغب الشهيرة فى العاصمة البريطانية، لندن، عام 2011. الظهور الأول للكتلة السوداء كان عام 1980 فى ألمانيا، وتحديداً فى مدينتى «هامبورج وبرلين» خلال تظاهرات مناهضة للأسلحة النووية، حيث تظاهر وقتها قرابة ال3 آلاف متظاهر ارتدوا الأوشحة والنظارات والأقنعة السوداء، قبل أن تفض الشرطة الألمانية تظاهرتهم بالقوة، أعقبها جملة اعتقالات واسعة فى برلين وأنحاء ألمانياالغربية لكل من وجد مرتدياً «القناع الأسود»، نظمت على أثرها تظاهرة حاشدة ضمت نحو 20 ألف متظاهر، وكان الظهور الأقوى للمجموعة فى يوم حمل شعار «الجمعة السوداء» اندلعت على أثرها أعمال عنف وجرى تدمير متاجر وشركات كبرى فى العاصمة الألمانية، ورفعت «الكتلة السوداء»، منذ ذلك الوقت، شعارات مناهضة للرأسمالية والعولمة، فضلاً عن وجود أجنحة داخلها مناهضة للدين الإسلامى. وكان من أبرز الأحداث التى ظهرت فيها المجموعة فى ألمانيا كان فى يونيو 1987، حين زار رونالد ريجان، الرئيس الأمريكى، البرلمان الألمانى، البوندستاج، وسط تظاهرات حاشدة قدرت بقرابة ال50 ألف متظاهر، من أصحاب الأقنعة السوداء، احتجاجا على سياسة الحرب الباردة، الأمر الذى تطور بصورة أكثر عنفاً فى العام 1988، بعد خروج تظاهرة ضمت 80 ألف متظاهر، ضد السياسات الرأسمالية لصندوق النقد الدولى، واندلعت على أثرها اشتباكات عنيفة مع الشرطة الألمانية تسببت فى تدمير شبه كامل للمحال. انتقلت الكتلة السوداء إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مع العام 1989، خلال تظاهرة كبرى أمام مبنى البنتاجون، قبل أن تتطور تحركات المجموعة فى تظاهرات «وول ستريت» عام 1990، ضد السياسات الرأسمالية للدولة الأمريكية، وكان الظهور الأقوى ل«Black Block» فى الولاياتالمتحدة، فى فبراير 1991، ضد تدخل أمريكا فى حرب الخليج. وواصلت المجموعة موجة الشغب فى أمريكا فى عام 1999، حين تعرضت أكبر متاجر التجزئة بالعاصمة الاقتصادية واشنطن للتخريب، بسبب اتجاهها لرفع أسعار المشروبات الترويحية، وكان على رأس تلك المتاجر مقهى «ستاربكس». وفى العاصمة البريطانية «لندن»، خلال أحداث الشغب فى أغسطس 2011، التى سببها مقتل أحد المواطنين من قبل اعتداء عنيف من الشرطة الإنجليزية، أعلنت وقتها «الكتلة السوداء»، عن أنها ستلقن الدولة الرأسمالية درساً لن تنساه، فى أحداث استمرت 4 أيام ترتب عليها حرق للممتلكات العامة والخاصة وعمليات سلب ونهب.