إذا كان كلام الجد يغضب الست «جماعة الشر» الراقدة حاليا على أنفاس أهالينا، ويهيّج نوازع القمع والتوحش الراقدة فى دهاليز قلبها الحجرى وتلافيف عقلها الضيق المظلم، فتعالوا اليوم نشوى أقفية الظالمين العريضة بما تيسّر من النُّكت.. لعل وعسى يفهمون. يُقال إن رجلا تاجرا وعضوا بارزا فى «الجماعة» احترق محله الذى يبيع فيه بضاعة مستوردة من تركيا (إذ ليس لدى الصومال وأفغانستان شىء يصلح للاستيراد) وقد حاول «إخوان» الرجل أن يهوِّنوا عليه مصيبته، وقال له أحدهم مواسيًا: يا شيخ فلان لعل الخسارة لا تكون كبيرة.. وعلى كل حال، فليعوِّض الله عليك. رد الشيخ التاجر قائلا: لست أظن يا أخى أن تعويض ربنا سيكون كبيرا، فمن سوء الحظ أننى شاركت هذه السنة لأول مرة فى «الأوكازيون» وعملت تخفيضا كبيرا فى أسعار البضاعة قبل يوم واحد من نشوب الحريق. ■■■ فتى نابه دخل يومًا على والده عضو «الجماعة» وقال له دون مناسبة: يا أبى السلام عليكم.. - عليك يا ابنى، وعلى المؤمنين السلام.. اتفضل. - شكرا يا بابا، أريد منك لو سمحت طلبا إذا لبَّيته لى سأكون لحضرتك من الشاكرين إن شاء الله.. - هاتِ ما عندك.. قل ماذا تريد؟ - أنا عايز يا بابا أبقى مثل فضيلة الشيخ الدكتور محمد مرسى.. - ........ (صمْت)!! - بصراحة، أريد أن أكمل تعليمى برّه زىّ فضيلته.. - مش فاهم يا ابنى.. يعنى إيه عايز تكمل تعليمك برّه..؟! - يعنى أتعلم واذاكر وآخد شهادتى إن شاء الله، من برّه مش من جوّه.. - تقصد أنك لو خرجت وذاكرت برّه حَ تنجح وتفلح وممكن تبقى رئيس؟ - نعم يا أبتاه.. هذا هو مقصدى بالضبط. - طيب يا ابنى إذا كان الأمر كذلك مافيش مشكلة، أنا حاقول لامّك دلوقتى حالا تفرشلك على عتبة البيت برّه عشان تذاكر براحتك.. بس حاسب، البرد شديد الأيام دى. ■■■ يُحكى أن رجلا من «الجماعة» ذهب مؤخرا إلى قسم الشرطة، فأرغى وأزبد هناك مدّعيا أن شنطة تخصه فيها أشياء ثمينة وأوراق خطيرة تتعلق بخطة «التمكين» سُرقت منه، فطمأنه المأمور وضباط المباحث بأنهم لن يدخروا جهدا ولن يناموا الليل أبدا حتى يأتوا بالشنطة المسروقة من تحت الأرض. غادر الرجل القسم وبينما هو عائد إلى بيته وجد عمال البلدية يحفرون فى أرض الشارع، فزال الشك من نفسه ووقف مبسوطا وهتف فى العمال قائلا: شدوا حيلكم يا رجالة، «شنطة التمكين» لونها إسود إن شاء الله! ■■■ ذات صباح رائع قرأت الست «الجماعة» فى الصحف خبرا منسوبا إلى الأرصاد الجوية يحذّر من أن البلاد ستشهد فى الأيام المقبلة طقسا سيئا بسبب منخفض جوى تحرك بالفعل من سيبيريا قاصدا منطقة شرق البحر المتوسط ومصر. تداعى مكتب الإرشاد والتأم عقده على الفور، وبعد أن أشبع فضيلة «المكتب» خبر التحذير بحثا وتمحيصا حتى أهلكه تماما قرر فضيلته الإسراع بتعليق لافتة ضخمة على مطار القاهرة مكتوب عليها عبارة «العاصمة الأسترالية ترحّب بالزائرين».. عملا بمبدأ الحرب خُدعة!! يُذكر أن الست «الجماعة» طبّقت مؤخرا المبدأ نفسه وهى تجاهد وتعافر لتمرير مشروع «صكوك» بيع مصر على الأرصفة، إذ ردّت على رفض الأزهر الشريف وإدانته لهذه الصكوك، بأن أزالت كلمة «إسلامية» من اسم المشروع لكى يمر غفلة ودون مشكلات ولا وجع دماغ. ■■■ حكمة اليوم المعلقة على باب مغارة الست «الجماعة»: «إذا لم تكن ذئبا.. فأنت قَطْعًا، حيوان آخر».