رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التصريحات اللاذعة المعادية للسامية التي أدلى بها الرئيس المصري "محمد مرسي" في عام 2010 وأثارت مخاوف وشكوك الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل بمثابة منعطف سلبي جديد قد يؤثر على استمرار المعونة الأمريكية البالغ قيمتها 2,1 مليار دولار إلى مصر المتداعية اقتصاديًا. وذكرت الصحيفة أن السيناتور الأمريكي "جون ماكين" أعرب أمس الأربعاء عن استياءه الشديد وعدم قبوله لتلك التصريحات التي أطلقها الرئيس "مرسي" بشأن اليهود عام 2010 عندما كان قياديًا بارزًا بجماعة الإخوان المسلمين، قائلًا: "رغم الاضطرابات التي أثارتها تلك التصريحات في واشنطن إلا أنني سأسعى مع باقي أعضاء الكونجرس إلى الضغط لعدم قطع المعونة وإمداد الإقتصاد المصري المتهلهل بمزيد من المساعدات". وأضافت الصحيفة أن وفدًا من الكونجرس الأمريكي بقيادة "جون ماكين" التقى أمس الأربعاء بالرئيس المصري "محمد مرسي" بعد يوم واحد من تنديد البيت الأبيض بتصريحات "مرسي" التي وصفها بأنها "مهينة للغاية"، مشيرة إلى أن الوفد الأمريكي سيبحث تلك الأمور مع الرئيس الجديد. ونادى الوفد الأمريكي بتجاوز هذه الفجوة الدبلوماسية غير المتوقعة وضرورة التركيز على الاقتصاد المصري، في حين أضاف "ماكين" للصحفيين أنه سيدفع الكونجرس لضخ 480 مليون دولار إضافيًا لمساعدة مصر. ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس "مرسي" أكد على أن تصريحاته خرجت عن سياقها الذي هدف إلى انتقاد السياسة الإسرائيلية وليس اليهود ويجب التمييز بين انتقاد ما وصفه بالسياسة العنصرية للإسرائيليين ضد الفلسطينيين وإهانة الدين اليهودي، فالتصريحات جزء من خطاب ضد العدوان الإسرائيلي على غزة، مشيرًا إلى احترامه للأديان السماوية وحرية العقيدة وممارسة الأديان. ورفض "ماكين" تصريحات "مرسي" التي أطلقها العام الماضي بشأن استغلال الولاياتالمتحدة المساعدات والمعونات كورقة ضغط للدفع من أجل التقدم الديمقراطي في مصر، مشيرًا إلى أن الإقتصاد المصري في حالة تتطلب توفير المساعدات بسرعة لأنه من الصعب أن تكون هناك ديمقراطية في الوقت الذي لا يتوفر فيه ما يأكله الناس.