.. وكأن محمد مرسى لا يعرف فى الاقتصاد إلا التسول والاقتراض. خلال مئتى يوم حَكَمنا فيها مرسى زادت ديون مصر الداخلية مليار جنيه.. فقط فى مئتى يوم بفضل سياسته الرشيدة. ثم لا شىء يفعله ويلهج به ويردده هو وحكومته العاجزة وجماعته الكاذبة إلا السعى لقرض صندوق النقد. وكأن صندوق النقد هو مفتاح باب جنته. المذهل فى هذا الرجل الذى يجلس فى قصر الرئاسة هو مدى الخداع الذى حملته دعايته الانتخابية للناس، حيث كانت جماعته الكاذبة تروّج لمشروع النهضة ووعدت ناخبى مرشحها بأنه سيعمّ البلاد خيرا. جاء ابن الجماعة الكاذبة للحكم فإذا بانكشاف كذبها وفضح خوائها، فمشروع النهضة هو عبارة عن تسوّل من الصندوق وتوسُّل إلى قطر. هذا ما قدمته سياسة الإخوان للبلد حتى الآن. إلى جانب تمزّق وتفرّق وقسمة الوطن والبلطجة والتزوير والتخوين والتكفير. يُهيّأ لمرسى، ويُخيَّل لهشام قنديل سكرتير خيرت الشاطر فى الحكومة، أنه بقرض صندوق النقد سوف تأتى القروض لمصر تباعًا وينفتح لهم البنك الدولى والبنك الأوروبى، وهلمَّ جرّا. صحيح فالثابت أن قرض صندوق النقد إذا تم فإن قروضًا تصل فى مجملها إلى اثنى عشر مليار دولار غير الأربعة بتوع الصندوق ستكون متاحة لمصر من هذه الجهات، لكن البهجة المخزية التى يبديها الإخوان لهذه القروض واللهفة المعيبة التى تظهرها حكومة مرسى انتظارا وأملا فى هذه القروض إنما تكشف عن جماعة ستضيع البلد فعلا وتخربها وتقعد على تلّها. فها هو رئيس يقترض فى شهوره الأولى حجم قروض لم يقترضها مبارك فى الثلاثين عاما التى حكمها. وها هو رئيس ترتفع ديون بلده فى أول مئتى يوم لحكمه إلى مئة مليار جنيه.. ثم تقوم سياسته الاقتصادية على التوسُّل والتسوُّل. لم يكتفِ بالمئة مليار زيادة إلى رقم الديون، بل فخور جدا بأنه يحاول الحصول من صندوق النقد والمؤسسات المالية على مئة مليار جنيه أخرى ديونًا من الأجانب. إذن، لن يسدد مرسى من جيبه فوائد هذه الديون وأصولها ولن تتحملها جماعته ومرشده بل سيسددها المصريون من هذه الأجيال والأجيال القادمة ثمنًا غاليًا ومعطِّلا وكارثيًّا لفشل مرسى وجماعته فى تحقيق أى تقدم أو وقف نزيف الاقتصاد. ولكن أين ستذهب هذه الديون؟ ستذهب إلى سداد عجز الموازنة وتلبية سياسة مرسى الفاشلة. فَشَلَةٌ يقترضون سوف ينفقون ما يقترضونه على فشلهم فتزداد مصر فشلا واقتراضا. لكن كما لم يعدم النظام السابق وجود معاونين له من رجال وأشباه رجال يرتضون المشاركة فى تنفيذ سياسته فإن مرسى وجماعته لا يعدمون رجالا وأشباه رجال يفرحون بمنصب وبلقب حكومى وحرس رسمى واجتماعات فى الاتحادية. تعسًا للمناصب، وبِئس الرجال.