تحت عنوان "قطر تمد مصر بشريان الحياة"، رأت صحيفة (فايننشال تايمز) البريطانية أن الدعم المالي الذي قدمته قطر أمس الثلاثاء لمصر، يعد محاولة من قطر لإنقاذ الرئيس الإسلامي "محمد مرسي" من السقوط في الهاوية الاقتصادية، وكذلك لتعزيز علاقتها مع القيادات الإسلامية الجديدة. وقالت الصحيفة إن إمداد قطر لمصر بمبلغ 2.5 مليار دولار يوم الثلاثاء كان محاولة لدعم العملة المصرية وتجنب إضعاف الأزمة الاقتصادية، حيث إن إقبال دول الخليج الغنية بالنفط لإنقاذ "مرسي" جاء عقب التوترات التي شهدها الجنيه المصري وانخفاض مستوياته بشكل كبير وإثارة المخاوف من انهيار اقتصادي حتمي. وقال الشيخ "حمد بن جاسم الثاني"، رئيس الوزراء القطري، إن بلاده منحت مصر 500 مليون دولار منحة وقرضا آخر يقدر ب2 مليار دولار للمساعدة في السيطرة على العملة ودعم الاحتياطيات الأجنبية التي تراجعت بشكل مخيف، بعد يوم من استئناف محادثات القاهرة مع صندوق النقد الدولي على قرض ال4.8 مليار دولار. وقال "محمد أبو باشا"، الخبير الاقتصادي في مصر هيرميس: "هذا يعد مبلغا قيما من المال، ومن شأنه أن يحقق الاستقرار في سوق الصرف الأجنبي، فضلا عن أنه سيمنح الحكومة متنفسا حيث لا داعٍ للقلق كثيرا عن مصير العملة خلال المفاوضات مع صندوق النقد الدولي". وأشارت الصحيفة إلى أن الاضطرابات السياسية الناجمة عن الأزمة بشأن الدستور الجديد للبلاد أدت إلى خفض قيمة الجنيه المصري في الأسابيع القليلة الماضية، ووصل الجنيه إلى أدنى مستوياته مقابل الدولار الأمريكي، حيث انخفضت قيمة الجنيه حوالي 4.6% في السوق بين البنوك منذ 30 ديسمبر وفقد أكثر من عُشر قيمته منذ سقوط الرئيس السابق "حسني مبارك". ويقول محللون إن الأموال القطرية يمكن في الوقت الراهن أن تجنب مصر اتخاذ تدابير اقتصادية جذرية قبل الانتخابات البرلمانية في الأشهر المقبلة، حيث تعد قطر بمثابة البطل الرئيسي للإسلاميين في العالم العربي على مدى العامين الماضيين كدولة طموحة تسعى إلى بسط نفوذها السياسي في الشرق الأوسط، كما دعمت الدوحة المعارضة في ليبيا وتونس ومصر واليمن ومازالت تدعم الثورة ضد الرئيس السوري "بشار الأسد".