انتُزِعت الرحمة والشفقة من قلب جدة وزوجها ونجلهما، فاشتركا في تعذيب الطفل سيد عبدالسلام السيد غريب (ثلاثة أعوام)، بضربه وإطفاء السجائر في جسده، وواصلوا تعذيبهم لعدة أشهر، وتجاهلوا تغذيته حتى أصبح يشبه الهيكل العظمي، ولم ترق قلوبهم المتحجرة ومشاعرهم المتلبدة وأفعالهم غير الآدمية لصراخ الطفل، وانتهكوا براءته دون رحمة أو هوادة، حتى نجاه الله تعالى من أيديهم برفع روحه الطاهرة لبارئها. ترجع تفاصيل تلك الواقعة عندما تقدمت نادية كامل السيد البدوى (35 عاما) بطلب للدكتور أحمد فراج، مفتش الصحة بالسويس، لاستخراج تصريح دفن لطفلها سيد عبدالسلام. وبمجرد أن شاهد الطبيب المذكور جثة الطفل حتى اقشعر بدنه من مشهده، وبالكشف عليه تبين تعذيبه بإطفاء السجائر في جميع أنحاء جسده، وإصابته بعدة كدمات بالرأس والوجه، ووجود شبهه جنائية وراء الوفاة. وعلى الفور، أبلغ الدكتور الرائد طاهر إخلاص، رئيس مباحث قسم شرطة السويس، والعميد عادل البحيري، مأمور قسم السويس، وتم إخطار النيابة العامة وتشكيل فريق بحث لكشف سبب الوفاة برئاسة العميد جمال حماد. وبانتقال فريق البحث لمكان البلاغ في المنزل الكائن بالقطعة 286 بمنطقة حوض الدرس ببورتوفيق، تبين أن المنزل يقطن به عبير حسن السيد إبراهيم (71 عاما)، والدة أم الطفل، وزوجها أشرف محمد إبراهيم عوض (77 عاما، سائق)، وأبناؤهم مجدي (16 عاما) وحسين (13 عاما) وإبراهيم (عشرة أعوام) ومحمد (عامين). وتبين لفريق البحث أن والدة الطفل مطلقة من والده، وتعيش مع زوجها الثاني بمحافظة الإسماعيلية، ويقضي والده عقوبة السجن في إحدى القضايا، وأن جدة الطفل وزوجها يقومان برعايته، واعترافا بضرب الطفل لكثرة "شقاوته" وبكائه المستمر. تم تحرير المحضر رقم 3907 إداري قسم شرطة السويس بتاريخ الأربعاء 26 ديسمبر 2012، وإلقاء القبض على الجدة وزوجها ونجليهما مجدي وإبراهيم، وبعرضهم على النيابة قررت حبسهم أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وإرسال جثمان الطفل للطب الشرعي بالإسماعيلية لإعداد تقرير حول سبب الوفاة.