حذر عمرو موسى، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ورئيس حزب المؤتمر، من الوضع الخطير الذى تعيشه مصر حالياً، موضحاً أن الوجهة التى تتجه نحوها البلاد ليست مسيرة توافق، وإنما انقسام وفرض رأى فصيل واحد لا يمكن أن يقبله الشعب أبداً، معتبراً قرارات الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، «ردة ومذبحة للقضاء» وتحدياً للإرادة الشعبية. وأوضح موسى، فى حواره ل«الوطن»، أن البعض يحاول افتعال مشاجرات فى ميدان التحرير وشق الصفوف، رافضاً جميع أشكال العنف ضد المتظاهرين أو المقرات والمنشآت، فالعنف نتيجته كارثية على الجميع، مؤكداً أن الوطن يطالب القوى الوطنية بالتوحد ولا يمكن أن نخذله بانشقاقات وخلافات ضيقة. * بداية، كيف ترى قرارات الرئيس محمد مرسى وإصداره إعلاناً دستورياً؟ - ما تضمنه الإعلان الذى أصدره الدكتور مرسى، من مد عمل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور لمدة شهرين، لا يعنى بالضرورة عودة المنسحبين إلى الجمعية، وأن العودة تتوقف على تعديل وتغيير المواقف داخلها، وقرارات مرسى تُعتبر «ردة ومذبحة للقضاء» وتحدياً للإرادة الشعبية، والوقت الحالى يتطلب موقفاً موحداً من القوى المدنية والوطنية لإنهاء هذا التجاوز فى حق السلطات الثلاث فى مصر. * وكيف ترى الوضع فى الجمعية التأسيسية الآن؟ - الخلاف لم يكن على الشريعة فقط، ولكن كان على الحريات والعدالة الاجتماعية، وكيف يكون الدستور خادماً لأجيال بعد 50 عاماً من الآن، وكيف يحمى المواطنة، والوحدة بين الهلال والصليب والهوية المصرية، نحن لدينا لغة مستخدمة فى كتابة الدستور تهين أجزاء من المجتمع وتقصى أجزاء أخرى وترفض الحديث عن حقوق المرأة وتضيّق على حريات الناس. * كيف تصف تعامل «مرسى» مع الاحتجاجات المعارضة لقراراته التى أصدرها؟ - أحذر من الوضع الخطير الذى تعيشه مصر حالياً، فالوجهة التى تتجه نحوها البلاد ليست مسيرة توافق، وإنما مسيرة انقسام وفرض رأى فصيل واحد لا يمكن أن يقبله الشعب أبداً، وأطالب الرئيس بالكف عن الحديث باسم فصيل واحد ومخاطبة جمهور واحد، متناسياً وجود الآخرين، فمصر انتخبت رئيساً لكل المصريين ولا يصح أبداً أن يظل الرئيس رئيساً لحزب واحد أو جماعة واحدة، ويجب أن يشعرهم الرئيس بذلك. * ماذا عن تشكيل جبهة الإنقاذ، وما الخطوات التى ستقوم بها؟ - القوى السياسية اتفقت على تشكيل جبهة للإنقاذ الوطنى لتكون حلقة اتصال بين المعتصمين فى ميدان التحرير، على أن تدعو تلك الجبهة إلى اعتصام كبير، والمشاركة فى مليونية الغد، وبحث سبل التصعيد من أجل إسقاط الإعلان الدستورى، الذى أصدره الرئيس مرسى، الخميس الماضى. * وما رأيك فى الاشتباكات التى شهدها ميدان التحرير على مدار 7 أيام متتالية؟ - إن استخدام العنف تجاه المتظاهرين فى شارع محمد محمود وقصر العينى أمر مرفوض تماماً، ولا يجوز أبداً استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين، ومهما اختلفنا على مطالب المعتصمين، لا يصح أن نقبل أى عنف فى تفريقهم وفض اعتصامهم بالقوة، لأن الدماء التى تسيل فى أحداث ميدان التحرير ومحمد محمود غالية، والبعض يحاول افتعال مشاجرات فى ميدان التحرير وشق الصفوف، والوطن كله يطالب القوى الوطنية بالتوحد، ولا يمكن أن نخذلهم بانشقاقات وخلافات ضيقة، وأحذر المواطنين من هذه القلة. * وكيف ترى الاعتداءات على أبوالعز الحريرى، وحمدى الفخرانى؟ - أدين بشدة الاعتداء المؤسف الذى تعرض له أبوالعز والفخرانى، ومن فعله اعتدى على حرية المواطنين فى المعارضة وعلى الديمقراطية التى نحاول بناءها، وأرفض تماماً جميع أشكال العنف ضد المتظاهرين والمقرات والمنشآت، فالعنف نتيجته كارثية على الجميع، ويجب أن ندافع عن مطالبنا المشروعة فى الحرية بقوة وليس بالعدوان. * تتعرض لحملة شرسة خصوصاً بعد مشاركتك فى المؤتمر الاقتصادى فى نابلس والحديث عن لقائك بعض رجال الأعمال الإسرائيليين؟ - هذه الاتهامات تنم عن إفلاس من يهاجموننى، وعبدالبارى عطوان، رئيس تحرير جريدة القدس العربية، الذى جرى نشر هذا الكلام على لسانه، نفاه وكذّبه، وأثير هذا الموضوع بغرض نشر أخبار كاذبة حتى تتناقلها وسائل الإعلام العربية لشن هجوم عنيف ضدى لموقفى المعارض دائماً للأعمال الإسرائيلية، وأدعو إلى البعد عن الرقص على الألغام المسمومة التى تبثها وسائل الإعلام الإسرائيلية، فذهابى إلى الأراضى الفلسطينية كان على متن طائرة مروحية أردنية تابعة للسلطات الأردنية، وليس كما زعم البعض بتأشيرة إسرائيلية. * فى النهاية، كيف ترى المستقبل فى مصر؟ - مستقبل مصر يتطلب الديمقراطية والبعد عن الديكتاتورية، وطالبت بأن يكون المحافظ منتخباً ولفترات محددة، حتى لا يرث الأرض ولا يعمل على إرضاء من فوقه، فضلاً عن مطالبتى بمجالس قروية ومدنية منتخبة وانتخاب المشايخ والعمد، ولكن كل هذا لم يتضمنه الدستور الذى أصبح يفتقد الاهتمام برأى الناس ومشاركتهم الحكم.