فرضت الأجهزة الأمنية حالة من السرية التامة، علي زيارة الرئيس محمد مرسي الثانية للإسكندرية، حيث وصل المئات من قوات الحرس الجمهوري ومجندي الأمن المركزي لتسلم المنطقة التي من المقرر أن يزورها الرئيس، وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا بما يزيد عن 40 سيارة أمن مركزي؛ لمنع المواطنين من دخول ميناء الدخيلة، وذلك بعد علم أهالي المنطقة بزيارة الرئيس ورغبتهم في توصيل مطالبهم إليه نظرا للعديد من الأزمات التي تعانيها تلك المنطقة. ووصل عدد من المسؤولين المرافقين للرئيس في زيارته، ومحافظ الإسكندرية المستشار محمد عباس في تمام العاشرة والنصف، ثم هبطت طائرة الرئيس داخل ميناء الدخيلة في الساعة الحادية عشر و15 دقيقة. وعلي الرغم من الاستعدادات الأمنية الكبيرة لزيارة مرسي الأولى لمسجد سيدي جابر بالإسكندرية، إلا أنها تعد أقل بكثير من الإجراءات الأمنية المشددة لزيارة الرئيس الثانية للمدنية، إذ تم نشر عدد من رجال الأمن في المنطقة بالكامل لتأمينها ومنع أي مواطن يحاول الاقتراب إلي المناطق التي من المقرر أن يزورها الرئيس. ويشكو سكان الدخيلة من انبعاثات المصانع المجاورة لهم والتي تتسبب في إصابتهم بالعديد من الأمراض فضلا عن انتشار العشوائيات بالمنطقة التي تعد أحد أفقر المناطق ذات الكثافة السكانية العاليةبالإسكندرية. واستنكر أهالي ميناء الدخيلة، الذين لا تبتعد منازلهم عن المصنع الذي يزوره الرئيس بالإسكندرية سوى 150 مترا فقط، قدوم مرسي لافتتاح مصنع "الأستارنيكس" لإنتاج الاسترين والبولي استرين بميناء الدخيلة، شاكين من غبار الحديد والفحم الذي يتطاير بصفة مستمرة عليهم ليصيبهم بحساسية في الصدر والتحجر الرئوي والسرطانات. وقال محمد السيد أحد الأهالي إنهم "سبق ونظموا عشرات الوقفات الاحتجاجية وقابلوا اللواء مهاب مميش من القوات المسلحة، الذي أخبرهم أنه سيتم إنشاء المصنع والدفع بلجنة من الخبراء التابعين للقوات المسلحة لمراقبة أدائه، مشيرا إلى أنه سيتم غلقه إذا ثبت خطورته على صحة المواطنين وإذا لم يثبت فسيتم تعيين أهالي المنطقة فيه". وتولي الحرس الجمهوري مسؤولية تأمين الزيارة حتى خارج نطاق المناطق التي من المقرر أن يتفقدها الرئيس، كما امتنعت رئاسة الجمهورية من السماح لصحفيي الإسكندرية من تغطية الزيارة حتى من كان يحمل منهم تصريحات "إعلام رئاسة الجمهورية المؤقتة"، كما منعت المصورين من التقاط صور للميناء من الخارج، واستعدادات استقبال الرئيس، واكتفت الرئاسة باصطحاب عدد من محرري الرئاسة لزيارة الرئيس. وقال مصدر بميناء الإسكندرية إن رئيس هيئة ميناء الإسكندرية اللواء عادل ياسين، لم يتمكن من دخول الميناء إلا بتقديم دعوى من رئاسة الجمهورية له.