أجمعت صحف سعودية على أن أصابع الاتهام تشير إلى تورط النظام السورى فى حادثة تفجير الأشرفية التى كان من بين ضحاياها أحد القيادات الأمنية اللبنانية. وتحت عنوان "بصمات أسدية على جريمة الأشرفية" قالت صحيفة "المدينة": لا يمكن أن يختلف اثنان على أن اغتيال العميد وسام الحسن رئيس فرع المعلومات فى قوى الأمن الداخلى اللبنانى أمس الأول والضحايا الآخرين الذين سقطوا معه جراء هذا العمل الجبان هو محاولة مكشوفة من النظام السورى الدموى لزعزعة أمن لبنان واستقراره.وبينت الصحيفة أن استهداف الحسن كأحد أبرز أعمدة الأمن اللبنانى احتل أولوية فى أجندة جرائم الأسد الإرهابية بسبب جهود الحسن وإنجازاته العديدة على صعيد كشف العديد من الشبكات الإرهابية المتورطة مع النظام الأسدى، وآخرها كشفه مخطط الأسد للقيام بتفجيرات واغتيالات فى لبنان، عبر الوزير السابق ميشال سماحة وعلى المملوك وعلى عدنان، بهدف استدراج لبنان نحو حرب أهلية جديدة. ودعت الصحيفة إلى كشف الحقيقة كاملة حول هذا العمل الإرهابى الجبان الذى أدانه المجتمع الدولى بأسره، والتذكير بأهمية الحفاظ على أمن واستقرار واستقلال وسيادة لبنان وتكثيف الجهود الدولية والعربية للحفاظ على وحدته وسلامته التى تعتبر مسئولية لبنانية بالدرجة الأولى. ورأت صحيفة "الرياض" أن مشكلة لبنان أنه بلا وفاق وطنى، وأن الرابط بين تشكيلاته الحزبية والطائفية المصالح الذاتية، مما سهل اختراقه واحتواء بعض عناصره لتكون فى صف الأجنبى المتربص فيه، وسوريا أحد اللاعبين فى الداخل اللبنانى، من خلال عملائها وقواها القابلة لفعل أى شىء حتى القيام بالاغتيالات والتصفيات بين الخصوم. وقالت: إن الحكومة الراهنة بلا شخصية واضحة، وإن كانت الأقرب إلى سوريا، ولذلك تصاعدت الأصوات بطلب استقالتها، لأن صورتها فى الشارع باتت سيئة، فى حفظ الأمن الذى يأتى بالأولوية الأولى . وبينت أن هذا التدنى بدور الدولة خلق اتجاها حادا بانتقادها وضرورة رحيلها، وإلا فإن سوريا وإسرائيل ستستمران باللعبة والخاسر أمن لبنان وشعبه. أما صحيفة "اليوم" السعودية اعتبرت من جانبها، أن اغتيال مدير فرع المخابرات فى قوى الأمن اللبنانى العميد وسام الحسن، يمثل حلقة أخرى من محاولات إشعال النيران فى لبنان. وأشارت إلى أن الحسن استهدف بصورة خاصة لأنه شخصيا أحبط مؤامرة النظام السورى وعملائه بإحداث سلسلة من التفجيرات فى لبنان للخبطة الأوراق فى هذا البلد.. واغتيال الحسن هو تنفيذ لتهديد نظام الأسد ورعاته وميلشياتهم، بأن انهيار نظام الأسد سوف يؤدى إلى اضطرابات فى المنطقة. وأوضحت الصحيفة، أن العميد الحسن مرشح للاغتيال على لوائح النظام السورى لأنه أول من كسر الخطوط الحمر وبدأ مكافحة عملاء سوريا وإتباعها وحلفائها فى لبنان وفتح ملفاتهم. وقالت الصحيفة: لقد ابتهج أتباع الأسد وطهران فى لبنان باغتيال الحسن، لأنه كان يمثل عقبة فى وجه مشروعاتهم التخريبية. من جهتها ، رأت صحيفة "الوطن"، أن تفجير الأشرفية يمر مثل التفجيرات القديمة التى دمرت وقتلت وتناساها الجميع ولم يعرف فاعلها. وأشارت إلى أن توقيت التفجير الذى جاء فى فترة حرجة بالنسبة لتجاذبات لبنان الداخلية، واغتيال شخصية مثل رئيس فرع المعلومات فى الأمن الداخلى اللبنانى العميد وسام الحسن، والإشارات إلى أن الأزمة السورية قد تؤثر على دول الجوار، كلها أمور تؤكد وجود جهة تسعى للانتقام والاستفادة من عودة الاضطرابات إلى لبنان.وبينت الصحيفة، أن ثمة أمر مهم جدا يحتاجه النظام السورى حاليا وهو إبعاد الأنظار الإعلامية عن التركيز على الساحة السورية ليصعد من استخدام القوة ضد شعبه لعله يخمد الثورة التى ما زال معتقدا أنه يستطيع القضاء عليها بالعنف والقمع والترهيب. وقالت الصحيفة: وإضافة لما سبق، توجد نقطة أخرى يرى من يتهمون النظام السورى بالضلوع فى تفجير الأشرفية أنها تعزز فكرتهم، وهى ذريعته الدائمة بأنه لايمكن أن يقوم بفعل يعرف أن الشبهات بعده سوف تحوم حوله. وذكرت صحيفة "الشرق" السعودية، إن لبنان يمر بساعات عصيبة بعد تفجير "الأشرفية"، فدائرة العنف فى الجارة سوريا امتدت لتشمل بيروتوطرابلس وسط توقعات بأن القادم قد يكون أسوأ، فالاحتقان والتوتر آخذان فى التصاعد، وما وقع أمس من اشتباكات فى طرابلس على خلفية مقتل العميد وسام الحسن إلا دليل ذلك. وقالت الصحيفة : إن فصل الشتاء لم يأت بعد، إلا أن مشهد اغتيال العميد الحسن وما تبعه من ردود أفعال ميدانية وسياسية أعاد لبنان إلى أجواء تشبه كثيرا تلك التى مر بها فى فبراير 2005 حينما اغتيل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريرى بعبوة متفجرات فى حادثة مازالت محل تحقيق دولى. وأوضحت الصحيفة، أن لبنان يعيش ما يشبه مأتما جماعيا بعد تفجير "الأشرفية"، لكن كيفية التعامل مع الحدث رسميا وشعبيا سترسم المرحلة المقبلة، فإما أن يتطور التشاحن الداخلى إلى اقتتال يحرق الأخضر واليابس، وإما أن يتدخل العقلاء من كل الطوائف والتيارات لإخماد نار فتنة قد تحرق الداخل كله وإن بدا مصدرها خارجيا. من جهتها، أوضحت صحيفة "عكاظ"، أن اغتيال العميد الحسن يضع لبنان أمام منعطف خطير يتطلب من كل اللبنانيين - على اختلاف انتماءاتهم - موقفا موحدا يدين هذا العمل الإجرامى ويحرص على كشف خيوطه المشبوهة، من خلال ملاحقة الجناة وتفويت الفرصة أمام من يريد العبث بأمن واستقرار لبنان. وأشارت إلى أن هذا يتطلب تضافر الجهود لتجنيب الشعب الدخول فى معترك المجهول السياسى والأمنى والمذهبي، الذى يحقق أهداف من يقف وراء تلك العمليات الإجرامية ويفجر السلم الأهلى ويقود لبنان إلى الفوضى. وقالت الصحيفة: إن إدانة مجلس الأمن الدولى للاعتداء الإرهابى غير كافية، فى ظل الظروف التى يعيشها لبنان داخليا وخارجيا، مما يتطلب من المجتمع الدولى دورا أكبر لمساندة الأمن اللبنانى فى ضبط الحدود ومواجهة تعاظم المخاوف بشأن تأثير الأزمة السورية على وحدة الكيان اللبنانى.