اندهش معظم المواطنين خلال الفترة الماضية، من تصريحات الدكتور جودة عبد الخالق وزير التموين والتجارة الداخلية في وسائل الإعلام، وهو يطالبهم بعمل المحشي بلسان العصفور بدلا من الأرز لمواجهة نقص حصص الأرز التمويني المدرج علي البطاقات التموينية البالغ عددها حوالي 14 مليون بطاقة. ويستفيد من البطاقات حوالي 65 مليون فرد، حيث يتم صرف 2 كيلو أرز شهريا لكل فرد حتي الرابع بسعر جنيه ونصف الجنيه للكيلو. وقد لجأ الدكتور جودة وزير التموين إلي مطالبة المواطنين، بعمل المحشي بلسان العصفور نتيجة فشل الوزارة مرارا وتكرارا في توفير حصص الأرز المدرجة علي البطاقات التموينية منذ أكثر من 5 أشهر، حيث إن هناك عجزا بنسبة 90 ٪ من الاحتياجات المطلوبة شهريا وخاصة في محافظات الوجه البحري والقاهرة والجيزة وأن هناك عجزا يبلغ أكثر من 80 ٪ في بعض محافظات الصعيد وذلك في حصص الأشهر الخمس الماضية. وذلك بالرغم من اتجاه وزارة التموين لتحديد أسعار ضمانية لشراء الأرز الشعير من المزارعين، وتخزينه لحساب هيئة السلع التموينية تتراوح من1960 إلي 2000 جنيه، للطن إلا أنها لم تتسلم سوي100 ألف طن فقط من إجمالي الكميات المستهدفة، والتي تبلغ مليون طن وهذه المناقصات أدت إلي زيادة عدد المحتكرين لسلعة الأرز وارتفع سعر طن أرز الشعير إلي أكثر من 2500 جنيه للطن. وإزداد الموقف تعقيداً مع تأخر الموردين في توريد الكميات التي تبلغ نحو 258 ألف طن أرز، حيث تعاقدت هيئة السلع التموينية عليها في شهر سبتمبر الماضي، من خلال مناقصة تم ترسيتها علي 36 مورداً لم يوردوا سوي 35 % تقريباً من الكميات المتعاقد عليها. و طلبوا من هيئة السلع مد فترة التوريد إلي نهاية شهر فبراير الماضي، لتمكينهم من توريد الكميات الباقية وتعللوا في طلبهم، بارتفاع أسعار الأرز الشعير واقتراب السعر من 2600 جنيه للطن، في حين أن المناقصة تم ترسيتها بأسعار تتراوح من2893 جنيها إلي 2945 جنيها للطن. كما أجرت الهيئة العامة للسلع التموينية مناقصة جديدة لشراء 234 ألف طن أرز محلي ومستورد بسعر يتراوح ما بين 3185 إلى 3350 جنيها للطن منتصف ديسمبر االماضي وتقدم لتوريد الكميات المطلوبة 52 موردا فيما تم إختيار 42 موردا منهم وذلك بناء على المواصفات الفنية لجودة الأرز طبقا للمواصفات القياسية المصرية وذلك لأفضل وأقل الأسعار. ومن الحلول التي قامت بها وزارة التموين لمعالجة أزمة نقص الأرز التمويني، هو فتح باب الاستيراد من الخارج وخاصة من تايلاند كما قامت بتوزيع المكرونة جنبا إلي جنب مع الأرز بحيث يأخذ المواطن كيلو أرز وكيلو مكرونة شهريا وقد رفضه معظم المواطنين. كما أنه بالرغم من توافر الاحتياطي الإستراتيجي من السكر لمدة تزيد عن 3 شهور في المتوسط، فإن الحصص الشهرية من السكر والبالغة نحو 103 آلاف طن، شهدت عجزاً في صرف مقررات الشهور الماضية، وأرجعت وزارة التموين العجز في حصص السكر إلي تقاعس شركات التعبئة المعتمدة في تعبئة الحصص المقررة. فهل يطالب وزير التموين المواطنين باستخدام العسل أو الحلاوة الطحينية بدلا من السكر في تحلية مأكولاتهم لمواجهة نقص السكر التمويني وماذا يفعلون إزاء نقص سلعة الزيت التمويني.