محمد منير.. وجه من طين الأرض، وتجربة غنائية مختلفة الطعم والشكل، فى صوته تجرى مياه النيل، وفى نظرة عينيه تمرد مشروع على المستحيل. لم يتخذ «منير» الغناء وسيلة لكسب الرزق أو طريقاً للشهرة، ولكنه تعامل معه بقلب لا يعرف التوقف عن الحب. يغنى «منير» للحب والحرية والوطن، ومن المستحيل أن تضبطه متلبساً بالسير عكس الاتجاه، لذا تزداد شعبيته يوماً بعد يوم. منحه الله إحساساً رائعاً وذكاء فى الاختيار، هو «الملك» برغبة الجمهور، و«حدوتة مصرية» بشهادة كل من اقترب منه وراقب أمارات وعلامات البداية، انحاز لأوجاع الناس، وفاز بصيحات إعجابهم، ورفض التنازلات، واحترم فنه فزاد رصيده فى القلوب. يؤمن «منير» بإرادة الإنسان، وأنه يستطيع تحقيق أى شىء لو أراد ذلك، قضيته الأساسية هى الإنسان، لأنه نواة أى مجتمع يريد النهوض والعبور للأمام، ولذا يصرخ بملء صوته قائلاً: «كل المفروض مرفوض.. اثبت للعالم إنك موجود». حول لقاء الرئيس محمد مرسى بالفنانين قال «منير»: «هناك فريق من الناس اعتبرنى متشائماً بعد هذا اللقاء لأننى قلت إن لقاء الرئيس بالفنانين انتهى 3 / صفر لصالح الرئيس، وهذا الكلام لا يعنى أبداً أننى متشائم، لأنى بطبعى متفائل، ومهمتى زرع الأمل فى قلوب كل الناس، لكنى كنت أقصد فشل الفنانين فى التعبير عن قضاياهم، حيث كنت أتمنى مناقشة أزمة السينما وتأثير «القرصنة» على صناعة الأغنية فى مصر، والبحث عن سبل لحماية حرية الإبداع، كان اللقاء مهماً وناجحاً ولكن لم يتم الاقتراب من قضايا فنية مهمة نعانى منها الآن وتحتاج إلى حلول عاجلة». وعن الظهور فى أكثر من إعلان أوضح «الملك»: «لا أرى أى عيب فى أن أشارك فى إعلان، المهم أن يكون إعلاناً محترماً و«شيك» ولائقاً بطبيعتى وتكوينى، فأنا أحب جمهورى جداً، وأحرص دائماً على هذه العلاقة، لذا أقدم كل ما يعجبه ويحظى برضاه». وحول برامج مسابقات الغناء التى انتشرت مؤخراً على شاشات الفضائيات العربية، والتى تهدف إلى اكتشاف مواهب غنائية جديدة، قال: «أحترم كل زملائى الذين يشاركون فى هذه النوعية من البرامج، فلكل منهم رصيد وجمهور عريض، لكنى أسأل نفسى: كيف يكون لاعب كرة القدم هو رئيس اتحاد الكرة؟ وكيف أكون ملاكماً وفى نفس الوقت رئيساً لاتحاد المصارعة؟ ولذا أندهش من أن يتحول الفنان إلى حكَم، وهو ما زال فى حلبة الصراع، وما زال له جمهور ينتظر منه العطاء، وما زال له محبون يتمنون سماع أغنية جديدة منه، وأقول إن الاتجاه إلى التحكيم فى مسابقات اكتشاف المواهب هو قرار بالإحالة إلى المعاش المبكر «والفاضى يعمل قاضى»، وأمر مدهش ومحزن أن يكون الفنان لامعاً وقادراً على الغناء ويتوقف، ولا أبالغ إذا قلت إنى نفسى أسمع وأرى «أنغام» فى حفلة رائعة، ونفسى أيضاً أحضر حفلة ل«سميرة سعيد»، ونفسى كل الناس تغنى، وأتمنى أن نتمسك بإقامة الحفلات، فبالغناء تستطيع تغيير سلوك سيئ، وتستبدله بآخر جميل ومهذب». وبشأن لقائه بالدكتور صابر عرب وزير الثقافة مؤخراً قال «منير»: «إنه رجل أكاديمى وله مؤلفات فى التاريخ، ولديه حضور، وأثق فى أنه شخصية وطنية مهمومة بالواقع الثقافى، وقد التقيت به فى معرض للفنون التشكيلية، ودار بيننا حوار ملىء بالود والاحترام». وحول ما تردد عن الاتفاق مع الوزير على إقامة حفلة فى دار الأوبرا، أضاف: «بصراحة شديدة أحب دار الأوبرا لكنها أصبحت ضيقة، فنحن نتكلم عن مائة ألف شخص، لذا أبحث عن مكان يستوعب الجمهور الكبير، وربما يكون ميدان التحرير، الذى غيّر وجه مصر وأطاح بالفساد، هو المكان المثالى». وعن أحلامه ورؤيته للمستقبل قال: «كما قلت أنا متفائل بإرادة المصريين التى صنعت التغيير، وإيمانى كبير بأن الوطن سوف يتقدم، وحاول أن تسترجع التحام المصريين وقت الثورة، لتكتشف أننا قادرون على صنع المعجزات، وأعتقد أن القادم أفضل بإذن الله».