أكد "رياض منصور" - مندوب فلسطين في الأممالمتحدة-، أن الدول العربية لم تشارك في مؤتمر "اللاجئين اليهود بالدول العربية" والذي عقد في الأممالمتحدة، باستثناء مصر التي شاركت بمستوى دبلوماسي متدن "مندوب عادي". وكان المؤتمر عقد فى مقر الأممالمتحدة في نيويورك أمس الأول الجمعة حول "قضية اللاجئين اليهود الذين "طردوا" من الدول العربية، والمطالبة بحل قضية اليهود كشرط مسبق لعملية السلام في الشرق الأوسط". وحضره نائب وزير الخارجية الإسرائيلي "داني أيالون" الذي قال خلال المؤتمر: "إننا لن نتوصل إلى السلام دون حل قضية اللاجئين بما في ذلك اللاجئين اليهود، فالعدالة ليست حكرا على طرف واحد، لذا يجب تطبيق إجراءات متساوية على الطرفين". وقال منصور إن الهدف من هذا المؤتمر كان لخلق تشويش على قضية اللاجئين الفلسطينيين وصرف أنظار العالم عنها. وأضاف: إن الدول العربية اجتمعت وقررت مقاطعة المؤتمر ووزعت مقالا للدكتورة حنان عشرواي تحت عنوان "ما بين اللاجئ والمهاجر"، اعتبرت فيه أن الادعاء بأن هؤلاء اليهود الذين هاجروا إلى إسرائيل هم "لاجئون" اقتلعوا من أوطانهم التي من المفترض أن تكون "إسرائيل" وعادوا إليها، هو ضرب من التضليل والخداع، فإذا كانت إسرائيل هي وطنهم، فهم طبقا لذلك ليسوا "لاجئين" بل مهاجرين عادوا إما بقرار سياسي وإما بمحض إرادتهم، وأن حالتهم لا تنطبق بذلك مع تعريف اللاجئ في القانون الدولي." وقال منصور فى تصريحات خاصة ل "وكالة معا" تعقيبا على سؤال هل يحق لاي كان عقد جلسة في مقر الاممالمتحدة قائلا: "إن سفير اسرائيل له حق بحجز قاعة في مقر الجمعية كأي عضو آخر، حيث قام بجمع عدد من يهود نيويورك، بمشاركة نائب وزير الخارجية الاسرائيلي داني ايالون، وتحدثوا عن اللاجئين اليهود بالدول العربية بحضور مندوبين عن عدد من الدول". وحول التوجه الفلسطيني للامم المتحدة قال ان امكانية الحصول على عضو غير دائم قائمة اذا ما حصلت السلطة على 61 زائد واحد من عدد الاعضاء. وكان المؤتمر الأول من نوعه قد عقد رغم معارضة مبعوثي الدول العربية، وحضره مئات الدبلوماسيين وممثلي المنظمات اليهودية، وعدد من السياسيين من ولاية نيويورك، وعدد قليل من مبعوثي بعض الدول إلى الأممالمتحدة. وكان من بين المتحدثين في المؤتمر مسؤولون إسرائيليون، وممثلون عن منظمات يهودية، إلى جانب شهود عيان من اليهود "الذين تعرضت عائلاتهم للاضطهاد والطرد من الدول العربية" على حد تعبير صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي أوردت النبأ امس. مبعوث إسرائيل لدى الأممالمتحدة رون بروسبر ألقى خطابا حماسيا أمام المؤتمرين غلب عليه طابع التهجم والنقد اللاذع لقادة الدول العربية متهما إياهم "بشن حرب إرهابية، وحملات تحريض ممنهجة ضد الجاليات اليهودية في تلك البلاد، وطردهم وتجريدهم من ممتلكاتهم التي كانت تقدر بمليارات الدولارات". وفي إشارة واضحة إلى أن إسرائيل ليست لديها النية في التنازل عن أي جزء من الأرض الفلسطينيةالمحتلة ادعى بروسبر أن الدول العربية "صادرت أراض من الجاليات اليهودية تقارب مساحتها 40,000 ميل مربع أي ما يعادل خمسة أضعاف مساحة إسرائيل". كما طالب المبعوث الإسرائيلي الأممالمتحدة بإنشاء مركز لتوثيق 850,000 رواية لم يكشف النقاب عنها ليهود كانوا يسكنون الدول العربية. وأشاد بروسبر باليهود القادمين من الدول العربية قائلا "إن منهم من أصبحوا من أعظم رجالات الدولة، ومنهم الأطباء والمحامين، وخصوصا القادمين من العراق الذين أبدعوا في مجالات كالمحاسبة، والفن، والعلوم، والتجارة". وكانت قد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال هذا الشهر، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزارة الخارجية قررا إدراج مشكلة اللاجئين اليهود من الدول العربية في المفاوضات الجارية مع الفلسطينيين حول التسوية الدائمة.