نظمت جمعية "بيت العائلة" بدمياط، والتي تضم علماء ومشايخ الأزهر الشريف والقساوسة، مسيرة صامتة ومؤتمرا جماهيريا، انتهى منذ قليل بقصر ثقافة دمياط، للتنديد بالفيلم المسيء للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وذلك بحضور د. أسامة العبد، رئيس جامعة الأزهر ورئيس فرع "بيت العائلة" بدمياط، ود. محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، والأنبا بندلمون، كاهن كنيسة الروم الأرذثوكس، والأنبا سمبرامون، وكيل مطرانية دمياط، وبمشاركة العشرات من مشايخ وقساوسة دمياط. وفي كلمته، أكد د. أسامة العبد أن منتجي الفيلم المسيء سيفشلون في محاولاتهم الدنيئة لتشوية الإسلام، مرجعا ذلك لمخططات قديمة وحديثة، سببها الحقد والحسد من النبي ومن الإسلام. وأشار إلى أن الرد السليم من جانب المسلمين على هؤلاء يكون باتباع سنة النبي وأخلاقه، ومواجهة المجرمين بوسائل عملية، ومنها اللجوء للقضاء. وأعرب الأنبا سرابيمون عن استنكار الكنيسة وكل من الأنبا بيشوي، مطران دمياط، وجميع الكهنة وكافة الشعب القبطي بدمياط لهذا العمل، واصفا إياه بالدنيء والإجرامي، ومؤكدا أن المسيح أوصانا بالمحبة، وقال إن المحبة لا تحسد، وهؤلاء دخل إليهم الحسد والحقد والأنانية. وأكد د. محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، أن "بيت العائلة" ليس مجلسا للمصالحة يتم خلاله التقبيل أمام الإعلام، ولكنه تعبير حقيقي عن الوحدة الوطنية، مشيرا إلى أن الجمعية لها هدفان رئيسيان، أولها إصلاح الخطاب الديني الإسلامي المسيحي مما أصابه من عطب، ونشر الأخلاق السمحة المشتركة بين الإسلام والمسيحية، فالإسلام دين الرحمة والمسيحية دين المحبة، وثانيا أن نضع مسائل الاحتقان المزمنة والمشاكل الطائفية العارضة على طاولة الحل بشكل واضح وصريح، لإيجاد حلول جذرية لها. وأشار عزب لفضل محافظة دمياط، كونها أول من أسس فرعا لبيت العائلة خارج العاصمة، كما أشار لبيان شيخ الأزهر، الذي طالب فيه الأممالمتحدة بإصدار قانون لتجريم الإساءه للأديان، ومساواة عقوبة هذه الأفعال بعقوبة معاداة السامية، كما أصدر المجمع المقدس بيانا رائعا استنكر فيه هذا العمل و تبرأ من فاعليه. وأكد سرابيمون أن وراء هذا الفيلم مخطط صهيوني لا علاقة له بالمسيحيين، مبررا ذلك بأننا "جميعا أسرة واحدة ووطن واحد، فمن يسيء للدين لا يعرف الإنجيل ولا القرآن، ففي أحداث الثورة المسلمون من حرسوا الكنائس، وهم من عزانا في وفاة البابا". ومن جانبه، استنكر الأنبا بندلموت، كاهن كنيسة الروم الأرذثوكس، الإساءة التي وجهت للنبي محمد من قبل أقباط المهجر. وأكد بندلموت، في تصريح خاص ل"الوطن"، أن الهدف من هذه الإساءة إثارة الفتنة في العالم كله، مشيرا إلى إدانة كنيسة الروم الأرثوذكس لهؤلاء المسيئين ومقاطعتها لهم. وخرج المشاركون في تظاهرة صامتة من أمام قصر ثقافة دمياط وحتى مسجد البحر، حيث أنهوا مؤتمرهم بتوصيات، شملت إنشاء بيت العائلة الدمياطي، برئاسة د. أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر، وعضوية الأنبا سرابيمون وكيل مطرانية دمياط والعشرات من مشايخ وقساوسة دمياط.