في تحقيق استقصائي جديد حول فيلم "براءة المسلمين"، اتهمت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز"، القس القبطي المتطرف زكريا بطرس حنين بأنه المسئول الأول عن الفيلم المسيء للرسول، وقالت الصحيفة إن كل صناع الفيلم من أتباع القس زكريا بطرس والمؤمنين بأفكاره، وهو يلقب ب "العدو رقم واحد للإسلام" بسبب عدائه الشديد للإسلام والمسلمين وإهانته البالغة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم". وأضافت الصحيفة أن "أحدا لم يتهم القس - الذى يعيش في مدينة "هنتنجتون بيتش" - بأي علاقة بالفيلم لكن آراءه وكلماته طاغية على كل تفاصيل العمل، كما أن صناع الفيلم الثلاثة من تلاميذه والمعجبين به، فستيف كلاين - مستشار الفيلم - وهو مسيحي متشدد - الذي أشرف على كتابة السيناريو سبق أن امتدح زكريا بطرس ووصفه ب "الصديق المقرب"، ونيكولا باسيلى نيكولا - منتج الفيلم - تحدث علنا عن إعجابه الشديد ببطرس عندما كان يقضي عقوبة بالسجن الذي خرج منه قبيل تصوير الفيلم في أغسطس 2011". وقالت الصحيفة، إنها لم تتمكن من الاتصال بزكريا بطرس، لكن ابنه بنيامين أكد لها:"أنه لا يستطيع الكشف عن مكانه لأن حياته في خطر"، نافيا أي علاقة لوالده بالفيلم، وكان زكريا بطرس قد دافع عن الفيلم في أحد برامجه على قناته الفضائية، منتقدا رد الفعل العنيف للمسلمين زاعما أن آيات القران وأحاديث الرسول تثبت صدق ما جاء في الفيلم، وأن الفيلم تجميع لكل ما قاله في الماضي عن التعاليم الإسلامية في القرآن. وقالت الصحيفة إن زكريا بطرس كان على مدى عقود من بين أكثر القساوسة المعروفين بعدائهم للإسلام في العالم، فقد تم اعتقاله عدة مرات لمحاولته تنصير مسلمين، وتم إبعاده عن مصر في التسعينات مقابل الإفراج المبكر عنه، ثم هرب إلى أستراليا حيث عمل قسيسا "راعي أبرشية" هناك لكنه دخل في نزاع مع البابا شنودة فيما يتعلق بسلطاته المطلقة، وبدأ في الظهور على شبكة الانترنت ثم شاشات الفضائيات التي أوصلته إلى جميع أنحاء العالم، مدعيا أن الاسلام هو "دين الضلال" وأن الرسول "كان سيء الأخلاق"، مما أثار حكومات دول مثل مصر وإيران والسعودية، وعرض تنظيم القاعدة 60 مليون دولار لمن يقتله. وانتقل بطرس في بداية العقد الماضي إلى مقاطعة أورانج بالولايات المتحدة، حيث اشترى بعض العقارات وقدم مئات الحلقات على فضائية "الحياة القبطية" قبل أن يُلغى برنامجه، ويطلق بعد عام قناته الخاصة "الفادي" في ويستمنستر. وتضيف الصحيفة أن آراء ومواقف بطرس تتناقض تماما مع مواقف القيادات القبطية في مصر التي أدانت الفيلم. وتؤكد الصحيفة أن ستيف كلاين - أحد صناع الفيلم- وناشط إنجيلي مسيحي متعصب وله تاريخ طويل من العداء للمسلمين كتب عام 2010 كتابا بعنوان "هل يتوافق الإسلام مع الدستور"، أشاد فيه بآراء زكريا بطرس، واعتبره "صديقه الحميم"، كما صدرت تصاريح الفيلم باسم منظمة لا تهدف للربح تدعى منظمة "يسوع" يديرها شخص يدعى جوزيف نصرالله، وهو مسيحي مصري كرس نفسه في السنوات الأخيرة لانتقاد الإسلام. وظل نيكولا باسيلي ونصر الله مختبئين منذ بدء الاحتجاجات، ثم اقتادت شرطة مقاطعة لوس انجليس نيكولا من منزله وأفرجت عنه بعد ساعات، وقالت متحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية إن مسئولين أمريكيين يبحثون اتهام نيكولا، المدان بتهمة الاحتيال على أحد البنوك في 2009- بانتهاك شروط إطلاق سراحه. وتوصل صحفيو "لوس أنجلوس تايمز" لطبيب مصري زامل نيكولا في السجن، وأكد لهم أن نيكولا كان من "مريدي القس زكريا بطرس واعتاد جلب المتنصرين من الإسلام إليه". وأضاف الطبيب المصري، الذي رفض الكشف عن اسمه، أن زنزانة نيكولا كانت مكدسة بالكتب العربية التي تتحدث عن الإسلام، وأنه كان يحمل معه نسخة من المصحف المفسر وهو يتجول داخل السجن ويستشهد بآيات القرآن لمهاجمة الإسلام .