جورفان فييرا، البرازيلى البرتغالى، رجل المواقف الغريبة، فهو المدير الفنى الذى قاد العراق فى ذروة الحرب الأمريكية، لأول لقب قارى فى تاريخ أسود الرافدين، ولكونه البرازيلى صاحب العقل الراجح والشخصية القوية، فلا عجب أنه وافق على تدريب الفريق الأبيض فى سنوات الإعصار. ولد جورفان فييرا فى عام 1953 فى ريو دى جانييرو بالبرازيل، لأم برازيلية وأب برتغالى، اختار كرة القدم كأى طفل يشب فى بلاد السامبا، إلا أن أهم ما ميز الطفل جورفان هو سعيه للمعرفة بجانب كرة القدم، فوضحت عليه علامات التميز التكتيكى، فرغم أنه كان لاعباً فى أندية كبيرة مثل فاسكو دا جاما وبوتافوجو، فإنه قرر الاعتزال مبكراً، والاتجاه للتدريب، وهو القرار الذى أثار ضجة كبيرة فى عائلته. كان عام 1978 عاماً مفصلياً فى حياة المدرب البرتغالى، بعدما بدأت طبيعته الفكرية فى السيطرة عليه وهو فى ال25 فقط من عمره، بعدما بدأ الاختلاط بالمسلمين وبدأ دراسة الإسلام، وظل يدرس لمدة 14 عاماً متواصلة قبل أن يعلن إسلامه بالمغرب عام 1992، ليبدأ فصلاً جديداً فى حياته. فييرا مدرب صاحب اسم كبير فى المنطقة العربية، بعدما قاد عدداً من الأندية الكبيرة فى منطقة الخليج، قبل أن يأتى إلى مصر لتدريب الإسماعيلى عام 1999، ولكنه واجه هجوماً ضارياً من جماهير الدراويش، إلا أن طبيعته القوية ساعدته على التأقلم مع جميع الظروف، وخاض فييرا العديد من التجارب التدريبية منذ عام 1980، وعمره 27 عاماً فقط عندما تولى تدريب نادى قطر القطرى، وبعدها دخل فى رحلة تدريب عربية مع العديد من الدول، أبرزها قطر وعمان والكويت والمغرب ومصر. فييرا متزوج من سيدة مغربية منذ 20 عاماً، ولديه ولد اسمه ياسين، وهو ما ساعده وحمسه على قبول عرض تدريب المنتخب العراقى لكرة القدم عام 2007، وبالفعل خاض المدرب البرازيلى البرتغالى المهمة الانتحارية وقبل تدريب أسود الرافدين، ونجح فى ترويضهم وحقق لقب بطولة الأمم الآسيوية 2007 فى أول مشاركة للعراق فى البطولة بعد غياب دام أكثر من 15 عاماً، ليضع حبة الكريز على مسيرته الحافلة بالتحديات والإنجازات.