استمرت أزمة البنزين والسولار أمس، واصطفت مئات السيارات أمام محطات الوقود بالمحافظات المصرية، وهو ما دفع أصحاب المحطات لعمل حواجز بالسلك الشائك وحوائط خراسانية لتنظيم دخول السيارات، فضلاً عن حدوث اشتباكات بسبب أولوية الحصول على البنزين والسولار، وسط غياب للحلول الجذرية من المسئولين للقضاء على الأزمة التى تسببت فى تعطيل مصالح المواطنين. وكشفت مصادر بوزارة التموين ل«الوطن» عن أن سبب تفاقم أزمة الوقود خلال الأيام الماضية هو عجز الحكومة عن سداد الشحنات التى تم الاتفاق على استيرادها؛ حيث رفضت الشركات الموردة تفريغ حمولتها إلا بعد سداد سعرها، مما اضطر وزارة المالية لتوفير ثمنها وتقدر هذه الكمية ب110 آلاف طن سولار وبنزين وبوتاجاز جار تفريغها وضخها إلى الأسواق. وأكد سائقو الأتوبيسات السياحية فى الأقصر أنهم اضطروا لإلغاء بعض الرحلات إلى أسوانوالغردقة لعدم وجود بنزين كاف لمثل هذه الرحلات الطويلة. وحمَّل السائقون أجهزة الرقابة التموينية بالأقصر مسئولية انتشار تجار السوق السوداء الذين تسببوا فى تفاقم الأزمة واشتعالها. واستمرت أزمة السولار فى التصاعد بجميع مراكز محافظة المنوفية، مما أدى إلى ظهور طوابير سيارات الأجرة والنقل أمام محطات الوقود على الطرق السريعة والداخلية بالمحافظة، وأدى الزحام إلى شلل بالحركة المرورية على عدد من الطرق، منها: طريق شبين الكوم - السادات، وشبين الكوم - الباجور، وطريق القاهرة - إسكندرية الزراعى الذى يمر بمركزى بركة السبع وقويسنا. فيما شهد العديد من مواقف السيارات تكدساً وزحاماً للركاب بمختلف مراكز المحافظة فى الخطوط الداخلية التى تربط جميع المدن ببعضها، وكذلك الخطوط الخارجية التى تربط المحافظة بالقاهرة والإسكندرية والغربية والمنصورة، ورفع السائقون تعريفة الركوب إلى الضعف، وتسببت أزمة نقص السولار بمحطات الوقود بالبحر الأحمر إلى توقف رحلات السفارى بمدينة الغردقة. وأكدت مصادر أن عجز السولار يصل إلى 1777 طناً أسبوعياً، وأعلن المئات من سائقى السيارات التى تعمل بالسولار بمدينة الغردقة دخولهم فى إضراب مفتوح بسبب أزمة نقص الوقود اعتبارا من اليوم السبت تزامنا مع بداية العام الدراسى. من جانب آخر، حدثت مشادات بين الركاب والسائقين لزيادة الأجرة الرسمية من 75 قرشاً إلى جنيه فى بعض خطوط السير، معللين ذلك بأن ما يعانيه السائقون بمحطات الوقود بالساعات للحصول على السولار والوقوف بطوابير ممتدة، يجعلهم يبيتون ليلتهم فى محطات الوقود فى انتظار تمويل السيارة. كما تفاقمت أزمة نقص الوقود بمحافظة كفر الشيخ، وظهرت طوابير السيارات ترافقها جراكن الباحثين عن الوقود من المزارعين، ورغم تصريحات المهندس سعد الحسينى، محافظ كفر الشيخ، وتعليماته بتشديد الرقابة على محطات الوقود فإن الأزمة تزداد اشتعالاً. وظهرت طوابير أخرى من السيارات على المحطات المخالفة حتى ساعات متأخرة من الليل، لتوافر الوقود بها بسعر جنيهين للتر للسولار ومثله للبنزين 80. وكثرت المشادات بين المواطنين والسائقين لأسبقية الحصول على الوقود، وكادت تحدث اشتباكات بينهم مثلما حدث بإحدى محطات تزويد الوقود بقرية الكراكات التابعة لمركز بيلا. وقال فتحى عبدالعزيز، رئيس قطاع الرقابة والتوزيع بوزارة التموين: إن هناك مقترحا تجرى دراسته لتوصيل الغاز الطبيعى لجميع المخابز على مستوى الجمهورية، مضيفا أن هذا المقترح يحقق هدفين، الأول: القضاء على المشاكل التى تواجه أصحاب المخابز فى حالة وجود نقص فى السولار، والهدف الثانى: توفير كميات السولار التى يتم استهلاكها يوميا. من جانبها، أسفرت الحملات التى شنتها وزارة التموين على أماكن بيع والاتجار فى الوقود المدعم عن ضبط 79 ألف لتر سولار وبنزين بالسوق السوداء وضبطت مديرية التموين فى الجيزة 12 ألف لتر سولار كانت معدة لتوزيعها بالسوق السوداء، كما تم ضبط 620 لتر بنزين 80 كانت معدة لتهريبها إلى سيناء.