كان الإخوان أشاوس فى قضية التطبيع مع إسرائيل.وكانوا يهاجمون اتفاقية السلام ومعاهدة كامب ديفيد. وكانت معارضتهم الأشد لنظام مبارك واستمراره فى سياسات السلام مع إسرائيل. وكانوا ينتقدون بشدة التسهيلات التى يقدمها الرئيس السابق حسنى مبارك لإسرائيل واستقباله قياداتها الملطخة أيديهم بدماء الفلسطينيين. وكانوا يقفون فى صدارة المعارضة ضد تصدير الغاز إلى إسرائيل. وكانوا يقفون ضد إغلاق معبر رفح. وعندما كان يخرج الناشطون فى مظاهرات ضد النظام واستبداده وفساده كانوا يرفعون شعارات مع فلسطين وضد إسرائيل! ولكن ماذا حدث الآن وقد أصبحوا فى السلطة؟ لم يتأخر السفير المصرى فى تل أبيب ساعة واحدة عن تنفيذ الحركة الدبلوماسية وتم إرساله إلى تل أبيب بتوقيع الرئيس مرسى. أكد النظام الجديد وجميع قياداته فى لقائهم مع جميع المسؤولين الغربيين وتحديدا الأمريكيين فى زياراتهم لمصر الالتزام بالسلام مع إسرائيل، وطمأنوا الإسرائيليين على السلام. وبدأ الإخوان من خلال حزبهم المشاركة فى المؤتمرات التى يشارك فيها الإسرائيليون وكان آخرها مؤتمر الأمن والتعاون الإقليمى فى براغ.. ولم يكن يعلم أحد عن هذا المؤتمر شيئًا. ولم تشر الصحف التى يسيطر عليها الإخوان وجماعتهم ومكتب إرشادهم وحزبهم الحاكم وحكومتهم ووزير إعلامهم ومندوبهم فى نقابة الصحفيين الذين منحوه ملف الصحافة ليفعل فيه كيفما يشاء وكافؤوه ب«الأهرام» ومكافآتها وعمولاتها ومرسيدسها وسياراتها الفارهة.. أى شىء عن هذا المؤتمر ولا مشاركة الإخوان فيه بوفد رفيع المستوى من بينهم أمين عام اللجنة التأسيسية التى تضع دستور البلاد، وكأن المشاركة فى هذا المؤتمر رجس من عمل الشيطان إلا أنه واجب على الإخوان المشاركة فيه كأشياء كثيرة يحرمونها ولكن ينفذونها ويكذبون فيها من أجل الوصول إلى التمكين. ويخرج علينا القيادى الإخوانى ويقول «إيه يعنى إنه شارك فى مؤتمر فيه إسرائيليين؟». نفس الأمر الذى كان يتبعه الحزب الوطنى الفاسد المنحل والقيادات. .. فماذا جرى؟ هى السلطة التى يسعى إليها الإخوان وقياداتها للتمكين. نفس الأمر ينطبق على تصريحات رئيس الحكومة هشام قنديل الذى صرح لوسائل إعلام أجنبية بالتزامه باتفاقية الكويز، وتبشيره بأن الازدهار ينتظر كل منتجى المنسوجات المصرية من مكونات إسرائيلية وهو ما لم يصرح به لوسائل إعلام مصرية. ولعل رئيس الحكومة هشام قنديل يعود إلى تصريحات قيادات الإخوان فى برلمان 2005 الخاصة باتفاقية الكويز والتعاون مع إسرائيل فى مجال الصناعات النسيجية.. وهى الاتفاقية التى أجبر النظام السابق على التوقيع عليها بعد ضغوط أمريكية. فيا سبحان الله! يأتى الإخوان الآن.. ويبصمون على الاتفاقية ويعتبرونها ازدهارا للصناعة المصرية بفضل المنتجات الإسرائيلية! .. ولعل الغريب أيضا تصريحات المسؤولين الإخوانيين وعلى رأسهم الرئيس محمد مرسى الذى يصرح للضيوف الأجانب بتصريحات خاصة مختلفة عن التصريحات المحلية.. كما فعل الرئيس مرسى فى تصريحاته حول «مصر ستظل علمانية» فى نفس الوقت الذى يسيرون فيه على أخونة الدولة. إنها نفس الطريقة التى كان يسير عليها الرئيس السابق ونظامه الفاسد الذى خرجت الثورة عليه للتخلص من استبداده وفساده ومن أجل مجتمع الحرية والعدالة ودولة القانون. ولكن ما يحدث الآن من النظام الجديد يخالف كل أهداف الثورة وإن كان يدّعيها، ولكن يعمل من أجل تمكين الإخوان.. ويتخذ الحزب الوطنى ولجنة سياساته نموذجا للتطبيق.. بل إنه تفوق على ذلك الحزب الفاسد