فى زيارته الثانية التى تأتى بعد تولى أول رئيس لمصر الحكم بطريقة ديمقراطية، وصل المبعوث الأمريكى الخاص بعملية التحول الديمقراطى فى الشرق الأوسط وليام تايلور القاهرة قبل أيام للقاء مسئولين فى الحكومة المصرية الجديدة فى إطار عمله الدبلوماسى، بعد اختياره من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتولى مسئولية التركيز على الثورات العربية فى مصر وتونس وليبيا، وكيفية تقديم الدعم الأمريكى لها، وأثناء زيارته التقته «الوطن» ليتحدث عن تفاصيل اللقاءات التى أجراها مع المسؤلين المصريين وتقييمه للوضع السياسى الحالى وما صحبه من تغييرات. * ما تقييمك للعملية السياسية فى مصر بعد تولى الإخوان السلطة وما شكل خريطة العلاقات الجديدة مع مصر، وماذا عن المساعدات الأمريكية خلال السنوات المقبلة؟ - نحن هنا لندعم الحكومة المصرية الجديدة، وانبهرنا بالتجربة الديمقراطية النزيهة فى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وبعد أن كلف الرئيس محمد مرسى الحكومة الجديدة ببدء العمل، تطلعنا لزيارة مصر للقاء الحكومة الجديدة وسعداء للغاية بالتعامل معهم، ونحن نؤمن بأن الديمقراطية ليست فقط انتخابات بل حكومة تسعى لتحقيقها، وبالنسبة لخريطة العلاقات الجديدة بين مصر والولاياتالمتحدة، مصر تمثل لنا دولة استراتيجية هامة للغاية ويهمنا التعامل معها من كافة الجوانب. * من أبرز المسئولين الذى التقيت بهم؟ - التقينا وزير المالية ونائب رئيس البنك المركزى ووزير الاستثمار ووزير الصناعة والتجارة والتقينا مسئولين بالوزارات الاقتصادية لأننا نريد تنفيذ عمل فعلى على أرض الواقع لدعم الاقتصاد المصرى من شقين، التجارى والمساعدات، وأول جزء فى برنامج المساعدة الاقتصادية هو برنامج تقليل الديون المستحقة للولايات المتحدة، ونسعى حاليا لتقليل مليار دولار، ودعم الميزانية المصرية بأكبر قدر ممكن. * ما تعليقك على إحالة المشير طنطاوى والفريق عنان إلى التقاعد وهل كانت أمريكا على علم مسبق بهذا القرار؟ - هذا القرار شأن داخلى وليس لنا أى صلة به، ولم نعلم بالقرار مسبقا كما ذكر فى وسائل الإعلام، والتقينا اللواء محمد العصار خلال زيارتنا لمصر وتحدثنا فى العديد من الموضوعات المشتركة والمتعلقة بالمؤسسة العسكرية. * لماذا التقيتم اللواء العصار بالتحديد ولم تلتقوا وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى، أو رئيس الأركان الفريق صدقى صبحى؟ - طلبنا مقابلة مسئول من وزارة الدفاع، والوزارة رشحت لنا اللواء العصار لمقابلته ولم نحدد نحن من نقابل. * يتوقع البعض تقليل المساعدات العسكرية لمصر فى ظل التغييرات الجديدة فى المؤسسة العسكرية بعد إحالة المشير طنطاوى والفريق عنان إلى التقاعد.. ما تعليقك؟ - أعتقد أن الكونجرس الأمريكى سوف يستمر فى دعم الجيش المصرى على نفس المستوى الذى كان عليه مسبقا، ولم يصدر من الكونجرس حتى الآن أى تصريحات بشأن هذا الموضوع، وهذا توقعى الشخصى. * هل هناك تخوفات لدى واشنطن من إعادة العلاقات بين مصر وإيران، وزيارة الرئيس محمد مرسى لطهران؟ - الشعب المصرى يعلم جيدا أن إيران تسعى لتطوير أسلحة نووية ونحن نعتقد أن هذا شىء خطير على المنطقة ونحاول بشتى الطرق أن نحبط عزيمة هذا البرنامج وإيقافه، والحكومة المصرية تعلم جيدا موقف الولاياتالمتحدة من إيران، وهناك توافق فى هذا الاتجاه، ونعلم أن الرئيس محمد مرسى ذهب إلى طهران فقط لتسليم رئاسة حركة عدم الانحياز لطهران، ولا أعتقد أن تعيد مصر العلاقات مع طهران. * خرج الرئيس مرسى من زيارته إلى الصين باتفاقيات اقتصادية قاربت 5 مليارات دولار، ما تقييمك لتعميق العلاقات بين القاهرة وبكين وهل هذا يثير أى مخاوف لدى واشنطن؟ - العلاقات بين الصين ومصر طبيعية للغاية وتأتى فى الإطار التعاونى المشترك وبالتأكيد الصين منافس قوى لنا، لكننا لا نخشى من تعميق هذه العلاقات لأن مصر تسعى لتعميق علاقاتها بكافة الدول بشكل يحقق مصالحها دون الانخراط فى أى مجالات أخرى. * تردد العديد من الأقاويل حول ممارسة الولاياتالمتحدة ضغوطا شديدة على المجلس العسكرى لنجاح المرشح محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية؟ - قلت مسبقا إن الانتخابات الرئاسية فى مصر كانت حرة ونزيهة، وأعلنا وغيرنا من المسئولين أن القرار كان قرارا مصريا وما زال قرارا مصريا، وقال الرئيس باراك أوباما إن الولاياتالمتحدة مستعدة للتعامل مع أى رئيس يختاره الشعب المصرى. * ماذا عن لقاء السفيرة الأمريكية آن باترسون بالمرشح أحمد شفيق قبل يومين تقريبا من إعلان نتائج الانتخابات، وعدم لقائها مرسى، وقيل إنها التقت بها لتعلنه بالموقف الأمريكى من الانتخابات؟ - هذا ليس صحيحا، اللقاء كان فى إطار عام مثل أى لقاء دبلوماسى بأى مرشح للانتخابات والجميع يؤكد أن العملية الانتخابية كانت نزيهة وعبرت عما تمناه المصريون. * ذكر الناشط الحقوقى سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز بن خلدون أن مسئولين أمريكيين أبلغوه بلقاء مع ممثلين من جماعة الإخوان المسلمين قبل الانتخابات واتفقوا على صفقات سرية لتولى الحكم فى مصر.. ما رأيك؟ - بالفعل أكثر من وفد من جماعة الإخوان المسلمين زاروا الولاياتالمتحدة والتقيت بعضا منهم وكانت لقاءاتنا مفتوحة وعامة أمام الجميع، ولم تكن لقاءات سرية كما ذكرت، ووفود جماعة الإخوان كانت غالبا من المجالات الاقتصادية والسياسة الخارجية التى تعتبر أهم المجالات فى الاجتماعات. * هل تتذكر أسماء هؤلاء الشخصيات الإخوانية الذين استقبلتهم فى واشنطن، ومتى كان اللقاء؟ - لا أتذكر أسماءهم بالتحديد لكن كانوا مسئولين كما ذكرت فى المجال الاقتصادى والشئون الخارجية، واللقاءات كانت قبل إجراء الانتخابات الرئاسية. * شهدت سيناء فى الفترة الأخيرة توترات أمنية شديدة، أدت إلى توتر العلاقات مع الجانب الإسرائيلى، ما رأيك فى ذلك وماذا عن تنمية الأوضاع فى سيناء؟ - طوال العامين الماضيين حاولنا عمل نقاش بشأن المساعدة فى تنمية سيناء، والحكومة السابقة كانت تؤجل تدخل أمريكا فى الموضوع، والحكومة الجديدة متحمسة جدا للمساعدة فى تنمية سيناء، ونسعى لتنمية سيناء من الناحية الاقتصادية بكل اهتمام. * ماذا عن العلاقات المتوترة بين مصر وإسرائيل بعد أحداث عملية رفح الأخيرة.. وهل لدى الولاياتالمتحدة أى رؤية للتدخل فى ذلك الشأن؟ - أمريكا لديها علاقات استراتيجية مع مصر وإسرائيل، ومصر دولة استراتيجية مهمة فى المنطقة، ولذلك فالعلاقات بين مصر وإسرائيل هامة للغاية وفى مستوى أهمية العلاقات بين مصر والولاياتالمتحدة، وحسب ما تنص اتفاقية السلام على استقرار المنطقة، فإن أمريكا تدعم الاستقرار والسلام طوال 30 عاما، كما أن مصر وإسرائيل يجب أن تحددا العلاقات فيما بينهما دون تدخل. * ما نصيحتك للتحول الديمقراطى فى مصر كشعب وحكومة جديدة؟ - نصيحتى أن يعملا سويا لتحقيق الديمقراطية الحقيقية من خلال الاحترام والحرية وتعزيز الكرامة بين الطرفين، ما يؤدى إلى التقدم وتحقيق المسار الديمقراطى الصحيح.
