منذ بداية تولي الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء لمنصبه وهو حريص على القيام بجولات وزيارات مفاجئة، إلا أنه اضطر أمس إلى إلغاء إحدى زياراته المفاجئة إلى منطقة الوراق بالجيزة بعد أن تسربت أخبار الزيارة التي أعقبها قيام المسؤولين بالوراق بإزالة القمامة من الشوارع وتنظيف المنطقة استعدادا لزيارة رئيس الوزراء. ويقول دكتور جمال سلامة رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إن الزيارات المفاجئة ليست هي النمط المناسب لحل المشاكل ولكنه مجرد مسكن مؤقت، وإذا طبقنا هذا النمط سنجد أن مصر بها 85 مليون مواطن لا يمكن لرئيس الوزراء أن يزورهم جميعا لأننا لا نعيش في زمن عمر بن الخطاب الذي ينزل ليتفقد الأسواق. واستطرد قائلا إن مهمة رئيس الوزراء يجب أن تتمثل في وضع السياسات والبرامج الإصلاحية، وإلا فسوف نحتاج إلى ملايين الزيارات المفاجئة. واعتبر دكتور السيد ياسين أستاذ علم الاجتماع السياسي مسألة الزيارات المفاجئة وسيلة جيدة لضبط الأوضاع ولكن بشروط تتمثل في عدم تكرارها على فترات متقاربة حتى لا تكون وسيلة للفرقعة الإعلامية و"الشو"، مشيرا إلى أنها يجب أن يقترن بها برامج إصلاحية وخطط وجهود واضحة، لأن الوزير لا يقوم بعمله إلا وفق سياسة واستراتيجية واضحة لأنه لا يدير شركة قطاع خاص. وأضاف أن الزيارات يجب أن تقترن ببرامج إصلاحية شاملة يتم الإعلان عنها بوضوح، وأن الضجة التي صاحبت قرار الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي هو خير مثال على أن عدم الإعلان بوضوح عن السياسات الاقتصادية هو السبب، وهو أمر يجب الإعلان عنه بشفافية.