أعمال عديدة عرضت فى شهر رمضان، بعضها حقق نجاحا ولفت الانتباه والآخر ذو مستوى فنى جيد ولكن لم يشعر به الجمهور ومر مرور الكرام وينتظر فرصة العرض الثانى.. أرجع البعض فشل هذه المسلسلات فى تحقيق النجاح لسوق التسويق ونجاح فكرة الباقات بمتابعة قناة واحدة طول اليوم. البداية كانت مع «الهروب» الذى كان خروجه من المنافسة مفاجأة لكونه عودة للنجم كريم عبد العزيز للتليفزيون وتناوله موضوعاً جديداً إلا أن عرضه على قناه دريم وحدها ظلمه كثيرا حتى إن بطله أصيب بحالة اكتئاب شديدة ورفض أى تعليقات على المسلسل نتيجة لظلمه.. و«الأخت تريز» والذى من المتوقع أن يحظى بنجاح أكبر فى العرض الثانى لسببين أولا للدعاية التى حصل عليها نتيجة لاعتزال بطلته حنان ترك وتصريحاتها بأنها تتشرف أن يكون آخر أعمالها هذا المسلسل، وثانيها أنه العمل الوحيد الذى يتحدث عن الفتنة الطائفية وهى قضية شائكة فى المجتمع المصرى الآن وسيخلق نوعاً من الاهتمام بهذه القضية ويشارك فى بطولته أحمد عزمى - أشرف مصيلحى، تأليف بلال فضل وإخراج حسام الجوهرى وهو يدعو إلى عدم التعصب الدينى. أيضا مسلسل «عرفة البحر» والذى ينتظر فرصة حقيقية فى العرض الثانى بعد فشله فى جذب الانتباه رغم اسم بطله الذى يعتبر علامة نجاح ينتظرها الجمهور كل عام. ومسلسل «كاريوكا» الذى يرصد قصه حياة الفنانة الراحلة تحيه كاريوكا أيضا لم يحظ بالمشاهدة المرجوة منه نتيجة عرضه على قناة واحدة وهو من بطولة وفاء عامر، ورغم أن المسلسلات المأخوذة عن أفلام جماهيرية مثل العار والباطنية وسمارة نالت فرصة جماهيرية فإن هذا لم يحدث مع الإخوة الأعداء بسبب عرضه على قناة بانوراما دراما التى لم تكن منافساً قوياً فى شهر رمضان. أما مسلسل فرح العمدة فلم يحقق أى نجاح يذكر رغم الدعاية له منذ عامين. نفس المصير كان لمسلسل «9 جامعة الدول»، فرغم أنه بطولة خالد صالح صاحب نسبة المشاهدة المرتفعة فى السنوات الماضية وعرض ضمن القنوات التى يطلق عليها قنوات الباقات فإنه خرج من المنافسة واعتقد البعض أن مسلسل ابن النظام بموضوعه المهم والحيوى الخاص بالثورة إلا أنه لم يحقق نجاحا يذكر لعرضه على قنوات لا تدخل ضمن القنوات ذات المشاهدة العالية. ورغم أن مسلسل «ابن ليل» يعتبر من أقوى الأعمال المقدمة فى شهر رمضان فإنه للأسف فشل فى المنافسة بسبب مواعيد العرض وضعف الدعاية وعدم وجوده فى قنوات الباقات. نفس الشىء بالنسبة لمسلسل «ابن موت» والذى يناقش قضية مهمة لكنه للأسف خرج من المنافسة ومن المتوقع نجاحه فى العرض الثانى نتيجة لنهايته القوية والتى جعلت البعض يعيد النظر فيه وهو من بطولة خالد النبوى وعلا غانم وانتصار، تأليف مجدى صابر وإخراج سمير سيف. تدور الأحداث حول مافيا الهجرة غير الشرعية، واستغلالها لحاجة الناس. أما مسلسل أم الصابرين الذى توقع له النقاد نسبة مشاهدة عالية فإنه خرج صفر اليدين وتم وقف عرضه وتبادل العاملون فيه الاتهامات حول تشويه عبدالناصر وتدخل الإخوان فى الأحداث. وهناك عمل جيد لتناوله موضوعاً لم تقترب منه الدراما التليفزيونية من قبل. وهو مسلسل كان ياما كان فأحداثه تدور حول ممرضة تقوم بعمليات ولادة فى منزلها لسيدات حملن سفاحا ثم تبيع الأطفال لمن لا ينجبن. أما مسلسل شمس الأنصارى والذى كان نكبة كبيرة لبطله وللأسف لا ينتظر فرصة ثانية نتيجة للأزمات التى تسبب فيها محمد سعد مع مخرج المسلسل فشلت فى تسويقه للعرض الثانى ويقوم ببطولته فاروق الفيشاوى ولقاء الخميسى، تأليف وإخراج جمال عبدالحميد يتناول فكرة روبين هود. وخرجت مسلسلات لم يشعر بها الجمهور من الأساس وتنتظر فرصة أخرى للعرض ومنه مسلسل البنسيون بطولة عايدة رياض وأحمد راتب، ومسلسل ورد وشوك بطولة صابرين وداليا مصطفى، و«النار والطين» من بطولة بثينة رشوان ومادلين طبر، ومسلسل «بنات فى بنات» والذى عرض على نايل كوميدى فى غفلة من الجميع حتى أبطال العمل نفسه وهم رانيا فريد شوقى وأحمد راتب. أما مسلسل «البحر والعطشانة» الذى تعرض لظلم نتيجة إلغائه من قائمة العرض قبل رمضان بيوم بدعوى إهانته للإخوان المسلمين وأصحاب اللحية مما أدى لعرضه على قناة أوسكار دراما وهى لم تحظ بأى مشاهدة. سألنا مجموعة من أصحاب هذه المسلسلات عن هذه الظاهرة فقال الكاتب مجدى صابر مؤلف مسلسل «ابن موت» رغم ردود الأفعال الجيدة التى جاءته عن المسلسل فإنه لم يحظ بنسبة مشاهدة جيدة تليق به وهذا راجع إلى عرضه فى أوقات غير جيدة، بالإضافة إلى بيعه حصريا للتليفزيون المصرى وقناة النهار رغم وجود تشويق فى أحداثه بعيدا عن التطويل وهى الأزمة التى تعانى منها دائما مسلسلات، وأتوقع أن المسلسل سيحظى بنسبه نجاح أعلى بكثير لأن أكثر من ناقد أكدوا أنه من أقوى 4 مسلسلات عرضوا فى شهر رمضان لكن قلة نسبة المشاهدة ظلمته وعادة كل المسلسلات لا تحظى بنسبة مشاهدة عالية فى أول عرض خاصة مع كثرة الأعمال والتى وصلت ل 70 مسلسلاً، وهو ما جعل أغلب المسلسلات حظها فى التسويق سيئاً حتى مع مسلسلات السوبر ستار ونجوم كبار بعض الأعمال عرضت على محطة واحدة ومحطتين والنتيجة أن كثرة الأعمال أضر بعضها ببعض. وأكد أشرف سالم مخرج مسلسل «ابن النظام» أنه ينتظر العرض الثانى، وأرجع انخفاض نسبة المشاهدة إلى كمية المعروض من المسلسلات وبالتالى لا يوجد أى عمل فى رمضان تمت متابعته بشكل جيد إلا للفنانين الذين عادوا إلى الشاشة بعد غياب وينتظرهم الجمهور مثل محمود عبدالعزيز وعادل إمام وأعتقد أن مجموعة الوجوه الجديدة أثبتت نجاحا وهو دليل على أنهم تمكنوا من خلق موسم درامى جديد بعد رمضان سيكون فى عرضه الثانى. أما المخرج إسماعيل عبدالحافظ فأكد أنه ليس شرطا أن يحقق المسلسل نجاحا من عرضه الأول خاصة أن شهر رمضان مهلك للمسلسلات وكنت أتمنى ألا يعرض المسلسل فى شهر رمضان لأنه أولا الإعلانات أصبح تضر المسلسل فى عرضه بالإضافة إلى فكرة عرض 70 مسلسلا فى وقت واحد من المؤكد أنه سيضر بالكل. ويقول المخرج محمد فاضل إن مسلسله «ويأتى النهار» طلب منع عرضه بعد وضعه على قنوات النيل الثقافية حتى لا يوضع فى المفرمة كغيره من المسلسلات التى أطلق عليها أنها فشلت لأنها لم تحقق نجاحا فى عرضها الأول، وأكد فاضل أن التعامل مع المواسم الدرامية بهذا الشكل أمر مستفز لأن أغلب الأعمال التى قدمها فى حياته والتى عرضت خارج شهر رمضان حققت نجاحا أعلى من شهر رمضان نفسه ومنها الراية البيضا.