أدى انقطاع التيار الكهربائى المستمر فى أحياء محافظة القاهرة إلى توقف محطات مياه الشرب فى مناطق العاشر من رمضان والعبور ومسطرد والأميرية وتعطل 15 محطة للصرف الصحى بشمال القاهرة إضافة إلى التهديد المستمر بغرق أحياء المنطقة الجنوبية لسوء حالة المحطات وتعطل المشروعات. ورفض أصحاب المصانع والمنشآت بالمناطق الصناعية دفع فواتير مياه الشرب وطردوا المحصلين من مصانعهم اعتراضا منهم على الخسائر التى لحقت بهم وتأثر العملية الإنتاجية وانخفاضها بنسبة 50% لعدم تلبية احتياجات المنشآت والمصانع من المياه مما أدى إلى مضاعفة سعر تنكات المياه التى يبيعها الأهالى للوفاء باحتياجاتها. وعانى المواطنون فى مناطق الأميرية وعين شمس وعزبة النخل والدويقة وباب الشعرية وحلوان والتجمع الأول والحى السويسرى بمدينة نصر من ضعف مستمر وقطع المياه عن منازلهم خاصة قبل وبعد الإفطار بساعة. وقال المهندس محمد عبدالرحمن رئيس شركة مياه الشرب بالقاهرة: لدينا 14 محطة تنتج 64 مليون متر مكعب يوميا وسيتم زيادة الضخ بمعدل 300 ألف متر مكعب من المرج و200 ألف من محطة الأميرية لزيادة الضخ بمناطق شرق القاهرة إضافة إلى 200 ألف متر مكعب يوميا من محطة المعادى، مشيرا إلى أن البعض يريد افتعال انقطاع المياه فى بعض الأحيان على أنها أزمة كبيرة والواقع أن الشكاوى ليست كثيرة وإذا حدث انقطاع فى أحد الأماكن، فغالبا ما يكون بسبب كسر فى المواسير المغذية له أو المواسير الفرعية ويتم التعامل مع الأمر بسرعة مؤكدا أن زيادة استهلاك المياه خلال الأيام الماضية بلغ 30% بسبب ارتفاع درجة الحرارة ودخول شهر رمضان مما أدى إلى حدوث ضغط على الشبكات والمحطات خاصة ساعة الإفطار وبعدها بساعة. وأكد أنه لا توجد أى علاقة بين انقطاع المياه والكهرباء رغم محاولات الربط بين الأمرين؛ لأن محطات المياه بها مولدات كهرباء تعمل فى حالة انقطاع الكهرباء لضمان استمرار وصول المياه للمواطنين حتى إذا حدث أى عطل فى الكهرباء. وأشار إلى أنه تم تشكيل فرق للطوارئ يمكن استدعاؤها على مدار 24 ساعة يومياً لإصلاح الأعطال إضافة إلى الدفع بسيارات مجهزة لتوصيل مياه الشرب إلى الأماكن التى تحدث بها أعطال كبيرة. وأكد اللواء تيسير مكرم، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، أن شركة مياه الشرب تراعى توفير احتياجات المواطنين من المياه، خاصة خلال رمضان وأحيانا تخفض الضغوط فى الأوقات غير الضرورية، لتخفيف الأحمال على شبكة الصرف متكررة الأعطال. وقال اللواء محمود الميهى نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية إذا كانت هناك انقطاعات للمياه تواجه أهالى زهراء مدينة نصر وعزبة الهجانة لانخفاض المواسير تحت الضغط العالى فإنه تم الانتهاء منها مشيرا إلى أن الانقطاعات فى الأحياء التابعة عادية وتكون بسبب الإصلاحات، وأشار إلى أن هناك تنسيقاً بين الأحياء وشركة مياه الشرب بالقاهرة لدعم المناطق التى تحدث بها انقطاعات حيث يتم مدها بسيارات بها تنكات مياه. «جحيم وإعدام بالبطىء» يعلق بها فولى محمد، أحد سكان المطرية والموظف بالإذاعة والتليفزيون، على الحال الذى يعانيه يوميا بسبب انقطاع التيار الكهربائى وكذا انقطاع المياه، الرجل الأربعينى يرى أن المشكلة الرئيسية فى انقطاع المياه هى توقف الحياة بالنسبة له «بيبقى يوم أسود»، يحاول «فولى» جاهدا تخزين مياه قدر الإمكان حتى لا يعانى الأمرين لحظة انقطاعها، ويعتقد أن المشاكل التى تواجه المواطنين كحزمة واحدة هى لعبة سياسية لتهييج الشعب «مش معقول أبدا يبقى الميه والنور والغلاء والصيام.. أكيد ده الطابور الخامس»؛ لذا عقد الرجل النية على عدم دفع الفواتير طالما الخدمة لا تصله بشكل سليم، نادية محمد، ربة منزل تشكو هى الأخرى من الانقطاع الدورى للمياه يوميا «خلاص بقينا عارفين مواعيد قطع الميه والكهربا»، تقولها بسخرية قبل أن تسرد بحزن مأساتها اليومية فى الساعتين اللتين تسبقان الإفطار «أول ما تيجى الساعة 5 لا بنبقى شايفين ولا فيه ميه والمفروض إننا صايمين طب هنعمل أكل إزاى.. ده إحنا كفرنا خلاص» المنطقة التى تقطنها بالقرب من مسطرد تشهد انقطاعاً شبه دائم للكهرباء بما يزيد على سبع ساعات وكذلك المياه، أكثر ما يؤلم المرأة الثلاثينية هو بكاء طفلها الذى لم يكمل عامه العاشر بسبب الحر الشديد، علاوة على مشكلة تخزين المياه، وتقول: «حتى الجوامع بقت تنده وتقول مفيش ميه اللى ييجى المسجد يبقى متوضى».