يجيب عن هذا السؤال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية قائلاً: الاعتكاف سنة مؤكدة فتهفو إليه النفوس المؤمنة والقلوب الصادقة، ولابد منه لكل صادق، فبه يجتمع هم القلب وكل المشاعر والأحاسيس بل وكل الحواس علي الله عز وجل، وهو يخص العشر الأواخر من رمضان. وأوضح المفتي أن الاعتكاف سنة مؤكدة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ففي حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: »إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف. وتابع: لقد كان محور حياة الرسول صلي الله عليه وسلم الرئيسي العبادة فهو خير من عبدالله عز وجل في هذا الكون، فكانت له عبادة يومية، التي كان يواظب عليها من فروض ونوافل، من أداء الصلوت الخمس والرواتب وصلاة الضحي وقيام الليل إلخ. وأضاف جمعة أن هناك عبادات أسبوعية مثل: صيام الاثنين والخميس، وصلاة الجمعة. وكانت له عبادات حولية: مثل صيام شهر رمضان، وقيامه واعتكافه، في العشر الأواخر منه. وكل هذه الأمور التعبدية لها مقاصدها فالاعتكاف له مقاصد منها: تحري ليلة القدر الخلوة بالله عز وجل والانقطاع عن الناس ما أمكن. إصلاح القلب بالإقبال علي الله عز وجل. حفظ الصيام من كل ما يؤثر عليه من خطوط النفس وشهواتها. وأشار المفتي إلى شروط الاعتكاف منها: الإسلام، الطهارة من الحدث الأكبر وأن يكون الاعتكاف في مسجد، والأفضل أن يكون في مسجد جامع. تقام فيه الجمعة. حتي يؤصل الاعتكاف في نفس المعتكف مفهوم العبودية الحقة لله عز وجل.