وزير التعليم العالي يتفقد جامعة حلوان ويطمئن على انتظام الدراسة بها    بدء تسكين طلاب جامعة القاهرة بالمدن وفق الجداول الزمنية    وزير الخارجية لنظيره الصيني: لا تهاون في قضية سد النهضة    الدولار يثبت أقدامه في السوق المصري: استقرار يسهل خطط المستثمرين والمواطنين    وزير الصناعة والنقل يفتتح توسعات مصنع القاهرة للصناعات الغذائية «كرافت هاينز» بمدينة 6 أكتوبر    استمرار فعاليات المبادرة الرئاسية "بداية" بسوهاج    مدبولي يُتابع المنصة الجغرافية لجنوب سيناء الفائزة بجائزة التميز العالمية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يكشف الاسم الرمزي لعملية اغتيال حسن نصر الله    بعد الإعلان عن اغتياله.. مَن يخلف نصر الله؟    بالفيديو.. مراسل القاهرة الإخبارية: اللبنانيون لم يذوقوا النوم الساعات الماضية    دوي انفجارات قوية في رام الله    بعد خسارة السوبر.. راحة أسبوع للاعبي الأهلي    ضبط 8 عصابات وضبط 258 قطعة سلاح وتنفيذ 90 ألف حكم خلال 24 ساعة    استمرار حملات إزالة التعديات على حرم الطرق وضبط الأسواق بمركز أبو تيح    إحالة عاطل للجنايات في هتك عرض فتاة معاقة بالقاهرة    ضبط 4 أشخاص بتهمة الحفر والتنقيب عن الآثار بدار السلام    بالأتوبيس النهري.. محافظ أسيوط يتفقد مواقع الوحدات النهرية المخصصة لنقل طلاب المدارس بالمجان    الزعيم جمال عبد الناصر.. فنانون قدموا شخصيته في السينما والدراما    إسماعيل فرغلي يشيع جثمان زوجته عقب صلاة الظهر من مسجد الشرطة    الصحة العالمية تكشف استراتيجية القضاء على مرض السعار بحلول 2030    وزير الإنتاج الحربي يوجه بالارتقاء بمستوى الخدمة المقدمة بالمركز الطبي    رانيا فريد شوقي وحورية فرغلي تهنئان الزمالك بحصد السوبر الإفريقي    عمرو سلامة يوجه الشكر ل هشام جمال لهذا السبب    الإفتاء في اليوم العالمي للمسنين: رعاية كبار السن واجب ديني واجتماعي    الاثنين.. القومي للسينما يعرض فيلم الطير المسافر في نقابة الصحفيين    بمشاركة مسار إجباري.. حكيم يُشعل المنيا الجديدة بحفل ضخم وكلمات مؤثرة    «وداعا للمسكنات».. 6 أطعمة تخفف من آلام الدورة الشهرية    رئيس هيئة الدواء: أزمة النقص الدوائي تنتهي خلال أسابيع ونتبنى استراتيجية للتسعيرة العادلة    خطة المدن الجديدة لاستقبال فصل الشتاء.. غرف عمليات وإجراءات استباقية    رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بعد الإعلان عن مقتل نصر الله: هذا ليس آخر ما في جعبتنا    تشكيل أرسنال المتوقع أمام ليستر سيتي.. تروسارد يقود الهجوم    جمهور الزمالك يهاجم إمام عاشور واللاعب يرد (صور)    تعرف على موعد حفلات تخرج دفعات جديدة من كلية الشرطة والأكاديمية العسكرية    بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي لمفاعل الوحدة النووية الثانية بالضبعة (صور)    سعر الدينار الكويتي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 28-9-2024 في البنوك    فيديو.. مزايا التصالح على المباني المخالفة والمستندات المطلوبة    وزير خارجية الصين يشيد بدور مصر المحوري على الصعيدين الإقليمي والدولي    الهند تحذر:استمرار باكستان في الإرهاب سيؤدي إلى عواقب وخيمة    30 يومًا.. خريطة التحويلات المرورية والمسارات البديلة بعد غلق الطريق الدائري    حفيد عبد الناصر: الزعيم يعيش فى قلب كل مصرى    وزارة الصحة: إرسال قافلة طبية لدولة الصومال لتقديم الخدمات الطبية    شهداء وجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة تستهدف بعلبك والمناطق الجنوبية اللبنانية    إنفوجراف| حالة الطقس المتوقعة غدًا 29 سبتمبر    سعر الفراخ اليوم السبت 28 سبتمبر 2024.. قيمة الكيلو بعد آخر تحديث ل بورصة الدواجن؟    أمين الفتوى: حصن نفسك بهذا الأمر ولا تذهب إلى السحرة    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط» 28 سبتمبر 2024    عاجل.. أول تحرك من الخطيب بعد خسارة الأهلي السوبر الأفريقي    مواقف مؤثرة بين إسماعيل فرغلي وزوجته الراحلة.. أبكته على الهواء    اليوم.. جامعة الأزهر تستقبل طلابها بالعام الدراسي الجديد    جوميز: الزمالك ناد كبير ونسعى دائمًا للفوز    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    زيزو: قرار استمراري مع الزمالك الأفضل في حياتي    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخبار مصر : مصطفى الفقي : سيناء الخطر القادم على الوطن.. والحادث نتج عن تشابك قوى عديدة على الأرض
نشر في أخبار النهاردة يوم 07 - 08 - 2012

تمسك المفكر القومى الدكتور مصطفى الفقى بمقولته الشهيرة التى تسببت فى تعرضه لهجوم حاد من قِبَل رجال مبارك ونجله، وهى «الرئيس سيأتى بمباركة أمريكية» مؤكدا أن هناك مباركة أمريكية للنظام السياسى الجديد فى مصر، وهو ما ظهر فى ميلهم ناحية الرئيس فى «الصراع المكتوم» الذى دار بين مرسى والعسكرى.. وتوقع «الفقى» أن تنقلب أمريكا على الإخوان «إذا تصادمت الإرادات».. ورصد الفقى ما مرت به ثورة 25 يناير، مؤكدا أنها فقدت جزءا كبيرا من بريقها عندما تفرغت للهدم والعقاب، مؤكدا أن جيله تعرض للظلم مرتين، الأولى فى عهد مبارك الذى كان فيه بمثابة «الجيل المسروق»، والثانية بعد الثورة وتحديدا فى فترة مرسى عندما أصبح «الجيل المحروق».
* لماذا يبدو المشهد الآن مرتبكا رغم اعتقاد البعض أنه بقدوم الرئيس الجديد ستنتهى كل الأزمات؟
- دعنى أوزع الأخطاء.. فى فترة العام ونصف العام الماضية انصرفنا إلى عمليات التصفية والعقاب والهدم ولم نتفرغ للبناء وأفقدنا الثورة المصرية جزءا كبيرا من بريقها بالتفرغ لمثل هذه الأمور، فضلا عن أنه لا يوجد برنامج إصلاحى واضح متفق عليه لأنها ثورة بلا قائد يمكنه السيطرة على الشارع.
* والإخوان؟
- الإخوان المسلمون بالتأكيد هم من استثمروها لأنهم القوة الوحيدة المنظمة التى استطاعت أن تدخل على شباب الثورة بعد يومين أو ثلاثة من بدايتها وأن تحمى الميدان وأن تقتحم الشارع المصرى وأن تدخل الانتخابات وأن تحوذ أغلبية فى البرلمان السابق.
* كيف يمكنك توصيف بدايات الرئيس.. هل كان يحتوى الأزمات أم يصدّرها؟
- أستطيع أن أقول إنه اشتغل فى هذه الفترة كإطفائى حريق، استطاع إلى حد كبير أن يحسن علاقته بالقوات المسلحة، ووزع كل تبريكاته وتحياته على كل القوى السياسية المختلفة فى مصر، وبالتالى بدايته ليست سيئة، لكن هل يستطيع أن يكمل أم لا، عن نفسى أشعر أحيانا أنه يتعرض لضغوط معينة، ومثال ذلك ما حدث فى موضوع مجلس الشعب.
* تقصد أن الضغوط من جماعة الإخوان؟
- لا أستطيع أن أجرده من الجماعة.. هل يمكنك أن تقول إن زعيم حزب «العمال» البريطانى عندما يصبح رئيسا للوزراء ينفصل عن الحزب الذى جاء منه؟ بالطبع لا. أعيد طرح الموضوع بطريقة أخرى: هل يستطيع شخص الرئيس مرسى أن يكون رئيسا لمصر -مع احترامى لمكانته العلمية والأدبية- إلا إذا كان منتميا للإخوان؟ الرجل ما زال فى بداية مرحلة تسديد ديون، للإخوان أو السلفيين أو القوى الثورية التى ساندته.
* تشعر أن هناك صراعا مكتوما بينه وبين المجلس العسكرى حاليا؟
- أعتقد أن هناك بعض النار تحت الرماد.. أقول إن العلاقة خالصة، أستقى ذلك من تصريحات المشير ومن تكرار الرئيس مرسى بأن عودة القوات المسلحة إلى ثكناتها تحمل إشارة إلى هذا المعنى وتشير إلى تفكير فى إصدار الإعلان الدستورى المكمل.. كل هذه الأمور تعبر عن وجود الصراع المكتوم.
* ما رد فعل «العسكرى» لو طلع الإعلان الدستورى المكمل؟
- أعتقد أن القوات المسلحة تقوم الآن بحسابات دقيقة فيما يتصل بعلاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وإمكانية فتحها لصراع مع قوى أخرى فى الداخل؛ القصية ليست داخلية فقط، لكن خارجية أيضاً.
* هل تعنى أن هناك أزمة بين القوات المسلحة وأمريكا حاليا؟
- يعنى أعتقد أن الأمريكان يأخذون جانب جماعة الإخوان المسلمين وشرعية الرئيس فى مواجهة المجلس العسكرى.
* لماذا؟
- لأنهم يعتقدون أن هذه الجماعة قادرة على إحداث تغييرات فى مصر والمنطقة، قد تكون تلك التغييرات إيجابية على المدى الطويل.
* بمعنى؟
- هم يدركون أن جماعة الإخوان المسلمين القوة الوحيدة القادرة على الضغط فى اللحظة المناسبة، وهى الحركة الأم التى تستطيع أن توجه الصراع العربى الإسرائيلى على نحو أفضل مما هو عليه، ولا يعنى هذا اتهام الجماعة بأنها «تبيع القضية»، بالعكس هم أول من أرسل قوافله الفدائية فى حرب 48، والقضية الفلسطينية بالنسبة لهم قضية دينية فى الأساس.
* وما الدور الذى من الممكن أن يلعبوه فى قضية إيران بالنسبة لأمريكا؟
- ربما تفكر الولايات المتحدة الأمريكية فى إحداث حائط سُنّى فى مواجهة الهلال الشيعى، هذه إحدى التصورات الأخرى التى نرى أن الولايات المتحدة شعرت بها.
* ماذا عن تصريح مرسى فى السعودية بأن «السعودية حامية الإسلام السنى»؟
- أعتقد أنه استُقبل بحفاوة فى المملكة العربية السعودية، وأعتقد أن العلاقة مع إيران من جانب جماعة الإخوان المسلمين لن تكون بالبساطة والسهولة التى نتصورها، لأن هناك اختلافات بيّنة فى هذا.
* هل تعتقد أن مصر ستعيد العلاقات مع إيران؟
- إعادة العلاقات ليست مشكلة، وكل دول الخليج لها علاقات مع إيران، وأنا ممن يطالبون بإعادة العلاقات مع إيران، وعودة العلاقات لا تعنى حبا أو كراهية، ولكن تعنى عودة إلى الوضع الطبيعى فى العلاقات بين دول كبرى فى الشرق الأوسط.
* من وجهة نظرك، لماذا انحازت أمريكا إلى الإخوان فى مواجهة «العسكرى»؟
- لأن هناك اتصالات جرت بين الإخوان المسلمين والأمريكيين منذ مدة وشعر الأمريكيون بشىء من الثقة فى التعامل معهم وأنهم قادرون على السيطرة على الشارع المصرى، وعلى مناطق أخرى فى العالم العربى والإسلامى، وبالتالى فإن التعامل معهم أفضل وأقوى وأبعد زمنا من إمكانية التعامل مع القوات المسلحة.
* مقولتك الشهيرة أن أى رئيس قادم يجب أن يأتى بموافقة أمريكية وعدم اعتراض إسرائيلى.. هل ترى أنها تحققت؟
- أنت الذى أجريت معى هذا الحديث، وأرجو أن أمر بسلام هذه المرة.. طبعا أنا قلت رؤيتى كأستاذ علوم سياسية مشاهد ولم يكن رأيا ولا رغبة، وقتها فُتحت علىّ النيران كما تعلم، لكنى أستطيع أن أقول إن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت أصول الشرعية فى مصر وطالبت المجلس العسكرى بتسليم السلطة فى أقرب وقت وعبرت عن تضامنها مع الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، وكانت موافقة عليه قبل وصوله وطالبت بسرعة إعلان النتيجة، إذن هى ساندت هذا، ولا يعنى هذا أن هناك مؤامرة بين مرسى والإخوان فى جانب والولايات المتحدة الأمريكية فى جانب، ولكن هذا يعنى على الأقل أن هناك مباركة أمريكية للنظام السياسى الجديد فى مصر.
* هذا معناه أيضاً أن النتيجة لو جاءت عكسية ربما لم تكن أمريكا لتبارك النتيحة؟
- لا أظن أنهم كانوا متحمسين لامتداد عصر مبارك لأنهم كانوا يعلمون أن ذلك سوف يفتح أبواب الجحيم فى الشارع المصرى.
* لكن الفريق شفيق قال إن مسئولا فى النظام الحاكم أبلغه بنجاحه؟
- لا يمكننى أن أؤكد ذلك، وكان هناك شائعات بأن أفرادا من الحرس الجمهورى ذهبوا إلى منزل شفيق، فاكتشفنا أن القوات ذهبت إلى المنزلين، على بعد كيلومترات حتى تستطيع أن تذهب إلى الفائز مباشرة وتحميه، الشائعات هنا متعددة، وأنا شخصيا استمعت إلى آراء شبه مؤكدة عن أن شفيق هو الفائز، وخرجت النتيجة كما هى ولا أعتقد أنها كان فيها تزوير.
* ماذا تقول للأستاذ هيكل بعد أن تحققت رؤيتك فى أن الرئيس القادم سيأتى بمباركة أمريكية؟
- الأستاذ هيكل يعرف أن هذا تحليل سياسى منى لكنه أرادنى أن أكون كرة من لهب يلقيها على النظام فى ذلك الوقت، وكان له ما أراد والنظام فتح علىّ باب الجحيم وصحيفة الحزب أفردت صفحتين كاملتين من السباب حتى من أصدقاء وزملاء لى واعتبروا أن هذا خطأ كبيرا وتجاوزا وجريمة وكأننى أنا الذى كنت أدعو إلى ذلك، بينما ملف التوريث فى ذلك الوقت يوحى بهذا تماما، كان الانبطاح أمام السياسة الأمريكية والرغبة الإسرائيلية مؤكدا لما أقوله، كنت مجرد شاهد لمشهد يصوره متخصص فى العلاقات الأمريكية.
* هل أنت معتاد على العلاقة الودودة بين أمريكا والإخوان المسلمين؟
- نعم، عندما كنت رئيسا للجنة العلاقات الخارجية فى البرلمان كنت ألاحظ بشكل واضح أن نواب جماعة الإخوان المسلمين يحظون باهتمام كل الوفود القادمة من الكونجرس ومن غيره ويحاولون دائما أن يقيموا علاقات طيبة معهم ويتحاورون معهم، وكنت أفسر ذلك بأن الجماعة مطاردة ومضطهدة فى عصر الرئيس السابق ويرون أن وجودهم فى الشارع ينبئ عن إمكانية وصولهم إلى السلطة، وهذا ما تحقق.
* لكن لا تنسَ مقولتك الشهيرة «المتغطى بأمريكا عريان»؟
- هذا رأيى وسوف أظل أقوله دائما، وهذا ليس هنا فقط بل فى كل مكان، فالأمريكان لم يدعموا قضية ديمقراطية لصالح شعب معين لكنهم يفكرون بنظرة حسابية -ولا أود أن أقول إنها ضيقة- للمصالح والخسائر ويتجهون وراءها دون وعى.
* هل يمكن أن ينقلبوا على الإخوان أيضاً؟
- يمكن أن يحدث هذا فى مرحلة معينة إذا اصطدمت الإرادات، وإذا لم يتحقق للأمريكان ما كانوا يأملونه من وصول الإخوان لحكم مصر.
* وما أهدافهم الأخرى من وصول الإخوان لحكم مصر بخلاف القضية الفلسطينية؟
- القضية الفلسطينية هى حائط الصد السنى فى مواجهة الشيعة فى إيران، وترك المسألة فى صراع إسلامى إسلامى فى المنطقة تكون إسرئيل هى الرابح فيه.
* وهل لهم أيضاً أهداف فيما يخص الجيش المصرى؟
- طبعا الجيش العراقى خرج من المعادلة والجيش السورى منهك ولا مانع أيضاً من تحجيم الجيش المصرى إذا أمكن ذلك، وكل القوى الكبيرة المحيطة بإسرائيل تكون غير قادرة على استئناف القتال إذا ما تطلب ذلك.
* أنت ترى أن توقيت علاقتهم بالإخوان يمكن أن يؤدى إلى تحجيم الجيش المصرى؟
- لا أستطيع أن أزعم ذلك لأننى بذلك أضع القوات المسلحة فى مرحلة عداء مع الإخوان المسلمين، والإخوان فصيل وطنى وخصوصا فيما يتصل بالقضية الفلسطينية ولا أستطيع أن أشكك فى مبادئهم فى ذلك.
* كيف ترى العلاقة خلال المرحلة الانتقالية بين الرئيس مرسى والمشير طنطاوى؟
- ستخضع لشد وجذب، لا أظن أنها ستكون هادئة، فتصريحات المشير فى القوات المسلحة وتصريحات الرئيس مرسى فى أكثر من مناسبة وحديثه عن حلم الحليم وغيره من التصريحات التى رددها توحى بأن هناك أشياء قد تحدث فى مرحلة معنية.
* هل تتوقع أن يحدث انقلاب عسكرى فى الفترة المقبلة؟
- لا أتوقع ذلك على الإطلاق.
* لماذا؟
- لأن القوات المسلحة محكمة الانضباط والارتباط والأقدمية فيها شعار مثله مثل شعار الطاعة العمياء، ومبارك رتب الجيش المصرى بحيث لا يقوم بعمل عسكرى ضد السلطة، إلا برضاء قيادته، أما أن تثور الدرجات الوسطى وتقوم بانقلاب عسكرى فهذا تصور لدى كثيرين لكنه غير قابل للتطبيق كما أرى.
* هل تعتقد أن الرئيس مرسى سيبقى على وضع القوات المسلحة فى الدستور أم على خروج آمن؟
- أعتقد أن الاهتمام سيكون أولا على صلاحياته كرئيس، ثانيا على وضع البرلمان القادم وانتخاباته، ثالثا على التأسيسية ووضع الدستور، رابعا على وضع ومدى تدخل القوات المسلحة فى الحياة العامة.. هذه النقاط الأربع سوف يحاول كل منهما الشد والجذب فيها.
* ما الصلاحيات التى يريدها من القوات المسلحة؟
- أن يكون له كقائد أعلى للقوات المسلحة التدخل فى تعيينات القيادات وتوزيعات القوات المسلحة وتشكيلاتها حتى يضمن ولاء الجيش له، لأن أى رئيس بلا ضمان ولاء الجيش يعتبر رئيسا شكليا.
* تعتقد أن ولاء الجيش له كامل الآن بنسبة 100%؟
- إلى حد كبير هم ما زالوا فى شهر العسل، ولا أستطيع أن أحكم بما هو قادم، لكن أستطيع أن أرى بعض المؤشرات توحى بغير ذلك.
* الخلاف حول الجمعية التأسيسية للدستور هدفه أن يكون للقوات المسلحة وضعية خاصة فى الدستور؟
- بالتأكيد القوات المسلحة تريد أن تستأثر بشىء من التكريم، نتيجة دورها فى حماية الثورة، وهم يريدون أن يكون موقفهم فى المرحلة القادمة موقفا مشرفا، لأنهم تعرضوا لإهانات كثيرة طوال فترة العام ونصف العام الماضية، ويجب أن يستعيدوا صورتهم البراقة فى الشارع المصرى وأنا معهم فى ذلك لأن فاقد الشىء لا يعطيه، إذا نلت من كرامة قواتك المسلحة لا تستطيع أبدا أن تطالبهم بمنحك الكرامة، ولعل إضراب العباسية يؤكد ذلك، فقد استطاعوا أن يفكوا اعتصام 200 ألف واحد فى 20 دقيقة.. القوات المسلحة ليست عاجزة، بل إنها مكبلة بضغوط سياسية داخلية وخارجية.
* ماذا عن دورهم بعد المرحلة الانتقالية؟
- بحكم الأعمار سوف يرحل جيل ويأتى جيل جديد، لكن أعتقد أن القوات المسلحة ستحافظ على دورها.
* ستحافظ على دورها بمعنى ستصطدم بالرئيس؟
- حتى لو كان فى الأمر اصطدام مرحلى بالرئيس لكنهم يعلمون فى النهاية أن العالم كله يراقب مدى احترام مصر للشرعية والتزامها بالقانون وبالتالى لن تجازف القوات المسلحة بغير ذلك.
* رأيك فى تصريح هيلارى كلينتون بضرورة عودة الجيش إلى ثكناته؟
- أعتقد أن هذا يزيد من جانب الولايات المتحدة الأمريكية التى ترى نفسها وصية على كل شىء، وأكرر مرة أخرى أن المتغطى بهم عريان.
* متى كنت ترى العلاقات ودودة بين الإخوان والمجلس العسكرى، ومتى كانت متوترة؟
- فى المرحلة الأولى ما قبل الانتخابات النيابية كانت العلاقات ودودة فى مرحلة الإعلان الدستورى الأول ووجود رجال الإخوان ومستشارى المجلس العسكرى، كل هذا أعطانى شعورا بأن العلاقات جيدة فى هذا الوقت، أريد أن أقول إن القوات المسلحة تجمع وطنى متدين بطبيعته ولو دققت النظر فى نسبة السيدات الفاضلات المحجبات زوجات الضباط لوجدت أنهن أكثر من قطاعات أخرى فى الشعب، لكن لا يعنى هذا الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وهنا لا أستطيع أن أقول إن الجيش يعادى التيار الإسلامى، هذا كل غير دقيق، لكنه يعادى استئثار فصيل واحد بالحياة السياسية وانفراده بها.
* ما الذى يمكنهم أن يفعلوه خاصة بعد تصريح المشير بأنه لن يسمح لفصيل واحد بالسيطرة على الحكم؟
- أعتقد أن الجولة التى تمت للرئيس مرسى فى الكليات العسكرية أدت إلى أن يدرك قيمة هذا الجيش وتأثيره وحجمه.
* تقصد أن الجولة حملت رسالة؟
- رسالة «إننا لسنا بهذه البساطة ووراءنا جهد كبير وعمل متصل ويجب أن نعامل بهذا الموقف.. نحن لسنا المجلس العسكرى وحده، نحن قوات ضخمة وإمكانيات كبيرة لا يجب الاستهانة بها».
* كان عندك تخوف من أن يطّلع رئيس ينتمى لجماعة الإخوان على ملفات الأمن القومى فيعرفها مكتب الإرشاد والتنظيم الدولى؟
- طبعا أنا لا أستطيع أن أشكك فى وطنية الرئيس المصرى مهما كان انتماؤه، لكن أرى أن الالتزام بالحفاظ على خصوصية الأمن المصرى هذه قضية وطنية أرى أن الرئيس ورفاقه مهتمون بشأنها.
* هل ترى خطورة على ملفات الأمن القومى؟
- يجب أن تكون هذه الأمور حبيسة جدران مؤسسة الرئاسة والجهات المعنية ولا يجب أن تخرج منها إلى أطر أخرى.
* نرى عددا من أعضاء مكتب الإرشاد انتقلوا إلى الرئاسة؟
- لا أستطيع أن أمنع رئيسا من أن يأتى بحوارييه أو من يؤمن بدورهم، ولكنى فى الوقت نفسه أحذر من إمكانية توظيف دور الجماعة وحصولها على معلومات معينة بما لا يتفق مع ضرورة الخصوصية المصرية.
* هل ترى أن هناك اتفاقات جرت بين المجلس العسكرى والإخوان برعاية أمريكية أو من غيرها حول وضع مبارك؟
- لا أعتقد ذلك، لكنى أعتقد أن إعادة مبارك إلى طرة هى رسالة من دولة الإخوان بأن من ظلمهم يجب أن يأخذ جزاءه بالكامل حتى النهاية، ولا رحمة فى مستبد،
* هذا معناه أنهم سيفتحون الملفات القديمة؟
- لا أستطيع أن أقول ذلك، وأقول لك إن روح جماعة الإخوان حتى هذه اللحظة لا تتسم بالتسامح المعهود الذى كنا نعرفه عن الإمام حسن البنا.. لديهم رغبة أحيانا فى تصفية الحسابات وأرجو أن أكون مخطئا.
* كيف استقبلت كلمة مرسى «وما أدراك ما الستينات»؟
- موقفهم واضح من «23 يوليو»، محاولة تصفية 23 يوليو أو التقليل من الاحتفال بها، والتقليل من حجم عبدالناصر والسادات سوف يكون موقفا لا أخلاقيا، ولا بد أن يحددوا موقفهم بوضوح من عبدالناصر.
* هل تعتقد أن قرارات مثل عودة البرلمان كان يسبقها اجتماعات فى مكتب الإرشاد؟
- أعتقد أن هناك تنسيقا بين مكتب الإرشاد وبين الرئيس الذى ينتمى للجماعة، لا بد أن يحدث هذا التنسيق يوميا، لا أقول إن الرئيس لا بد أن يلبى كل طلبات مكتب الإرشاد لكنه على علم بما يريدون.
* ما أهم التغييرات التى يمكن أن تطرأ على السياسة الخارجية لمصر فى عهد مرسى؟
- ستبدأ مصر خطا أكثر ارتباطا بالعالم العربى، كنا دائما متطلعين لغرب أوروبا وحدها، يجب أن ننظر للعالم العربى وأفريقيا، وربما كانت زيارة الرئيس لإثيوبيا لحضور القمة الأفريقية رسالة فى هذا الاتجاه، وزيارته للسعودية أيضاً رسالة لدول الخليج وهى التى اعترض عليها البعض، المسألة سوف تكون أكثر توازنا مما كانت عليه، السياسة الخارجية المصرية كانت منبعجة، لم نعط السودان حقه وانتهى الأمر إلى تقسيمه وأهملنا أفريقيا بعد محاولة اغتيال مبارك فى أديس أبابا فى 1995، أيضاً لم نتمكن من أن نحدث توازنا مع الدول الآسيوية.. مبارك لم يزر الهند منذ 25 سنة، كيف يحدث هذا مع دولة عظمى فى آسيا، كل الزيارات كانت مركزة فى بريطانيا وفرنسا وأمريكا وألمانيا، حتى الوريث كان عليه أن يزور الدول العربية والأفريقية ويتحدث معهم ويقدم اقتراحات، كانت هناك حالة صمم وعدم رؤية، مبارك لم يكن القذافى ولا صدام حسين، ليس دمويا باستثناء موضوع الثوار فيما بعد الثورة، لكنه كان رجلا فاقدا للرؤية غير قادر على استشراف المستقبل وأضاع 30 سنة أسميها «سنوات الفرص الضائعة».
* كتبت مقالا شهيرا عن الجيل المسروق؟
- كنا فى عهد مبارك الجيل المسروق، أصبحنا فى عهد مرسى «الجيل المحروق»، لأنهم حسبونا على نظام سابق رغم أننا كنا نكابد ونعانى فيه والآن نحن غير قادرين على المشاركة الفاعلة وتقديم خبراتنا.
* هل تغير الإخوان بعد الثورة؟
- بالطبع، خرج من بعضهم تواضعهم المعروف وبساطتهم وأصابهم الغرور واستعراض القوة والاستئثار بالسلطة.
* هل تعتقد أن المجلس العسكرى سيحاول إطالة المرحلة الانتقالية؟
- لا أستطيع أن أقول ذلك، إذا استطاع أن يحقق أهدافه فى أقصر وقت سيعود إلى ثكناته.
* وما أهدافه؟
- أن تكون له حصانة فى مواجهة التغيرات المقبلة فى مصر. هم يعلمون أنهم لأول مرة بصدد رئيس من خارج المؤسسة العسكرية، وهناك تغيرات يومية فى الحياة السياسية يخشون أن يتعرضوا لما تعرضت له العسكرية فى إيران بعد الثورة، وبما تعرضت له العسكرية فى تركيا لكن بعد سنوات طويلة، الدروس أمامهم كبيرة فى تركيا وإيران رغم الاختلاف بينهما، مما يدعوهم للترقب.
* هل تعتقد أنهم يبحثون عن خروج آمن؟
- الخروج الآمن معناه أن تكون هناك إشارة فى الدستور لدور القوات المسلحة فى حماية الثورة والحفاظ عليها، حتى تعطيها نوعا من الحصانة ولو الأدبية لمقامها.
* وهل يبحثون عن حصانة شخصية؟
- بالتأكيد، لأنهم حددوا أعضاء المجلس العسكرى بالأسماء وهذا معناه أن لديهم هاجس الانتقام من جانب قوى معينة لا يعرفونها حتى الآن، فمصر تمر بتغيرات يومية تقريبا.
* هل ترى أنهم لن يخرجوا إلا لو ضمنوا ذلك؟
- يعنى هم ما زالوا يسيطرون على ثكناتهم بالطبع لكن لديهم عين ترقب ما يحدث فى البلاد، ولن ينسحبوا انسحابا كاملا من الحياة السياسية والعامة إلا إذا ضمنوا حماية الأمن القومى ومجلس الدفاع الوطنى من المصالح العليا للبلاد، لأنهم مطالبون بذلك فى النهاية.
* متى يتصادمون مع الرئيس؟
- إذا كشر الرئيس عن أنيابه فى التعامل معهم وأهان القوات المسلحة فى أى تصرف، ولا أظن أن الرئيس مرسى سيفعل ذلك لأنه يعلم دور القوات المسلحة وحجمها،
* هل تتوقع أن يفى الرئيس مرسى بتعهدات ال100 يوم؟
- دائما فى الحملات الانتخابية تسمع وعودا وعندما تأتى للحياة الواقعية قد يأخذ منك الأمر وقتا أطول مما تتصور.
* هل تعتقد أن أمريكا تدخلت فى تشكيل الحكومة؟
- لا أعتقد ذلك ولكن دعنى أقل لك بصراحة إن معظم المشتغلين بالسياسة فى مصر مهما كانوا وطنيين يضعون عينهم على الموقف الأمريكى عند اتخاذ أى قرار ومن يقول بغير ذلك له أن يقول لكن الواقع هو الذى يحسم ذلك الموقف.
* وهل تعتقد أن أمريكا باعت مبارك من بعد الثورة؟
- إلى حد كبير، وفى السنوات الأخيرة كانوا يشعرون أنه لا يسيطر سيطرة كاملة ولم يكن لديهم أى اقتناع بالابن ولا بالمجموعة المحيطة به وكانوا يتصورون أنهم سيركبون جواد الثورة فتكون لهم أوضاع أفضل.
* هل ترى أن علاقة الإخوان ب«العسكرى» كانت جيدة فى الفترة الانتقالية ثم حدث الانقلاب؟
- يعنى، علاقتهم به كانت طيبة حتى وصلنا لمرحلة الدستور وانتخابات الرئاسة، ولعلنا نذكر وعد الإخوان بعدم وجود مرشح لهم فى الرئاسة، ثم تقدمهم بمرشح أصلى واحتياطى ثم أداءهم فى البرلمان والهجوم على المجلس العسكرى فى بعض المناسبات مما أدى إلى اتساع هوة الثقة بينهم.
* ما رأيك فيما يثار حول وفاة اللواء عمر سليمان؟
- أعتقد أن الوفاة طبيعية ولا أستسلم للقصص المرسلة التى لا تعتمد على دليل واضح.
* وما تقييمك لاختيار د.هشام قنديل رئيسا للحكومة؟
- كنت أتمنى رئيس حكومة سياسيا فى هذه المرحلة وليس من التكنوقراط.. وبالمناسبة فقد قدم د.كمال الجنزورى خدمات جليلة للبلاد فى مرحلة صعبة، كما أن السيدة فايزة أبوالنجا سيدة قوية تمثل نموذجا مشرفا للمرأة العربية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.