علم "اليوم السابع" أن الدكتور محمد مرسى عرض على الدكتور سيف عبد الفتاح والأديبة سكينة فؤاد وأحمد ماهر المنسق العام لحركة 6 أبريل، أعضاء الجبهة الوطنية، منصب مستشارى الرئيس، أو أن يكونوا معاونين له فى الفريق الرئاسى، خاصة بعد رفض الناشط اليسارى وائل خليل عضو الجبهة الانضمام للفريق الرئاسى. وأكد مصدر مطلع داخل الجبهة أن مقترح الدكتور محمد مرسى بضم أعضاء الجبهة الوطنية ضمن الفريق الرئاسى جاء عقب البيان شديد اللهجة الذى أعلنته الجبهة خلال مؤتمرها الصحفى، الذى انتقدت فيه التشكيل الوزارى الجديد، واتهمت فيه الرئيس بعدم الالتزام ببنود الشراكة الستة. وأضاف المصدر أن الدكتور محمد مرسى عرض على الأديبة سكينة فؤاد والدكتور سيف عبد الفتاح وأحمد ماهر الانضمام إلى الفريق الرئاسى، حيث قبل الدكتور سيف عبد الفتاح منصب مستشار الرئيس، فى حين لا تزال الأديبة سكينة فؤاد لم تتخذ قرارها بعد، بعد أن رفضت فى البداية، فى الوقت الذى اعتذر فيه أحمد ماهر عن عدم قبول المنصب. وكان المهندس أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6 أبريل قد أبلغ الرئاسة صباح اليوم الاثنين اعتذاره عن عدم قبول منصب مستشار رئيس الجمهورية. وأكد ماهر أن رفضه لمنصب نائب الرئيس جاء من منطلق إيمان حركة شباب 6 أبريل بأن تكون حركة ضغط شبابية، وأن تشارك فى صناعة الوطن الجديد، وأن تظل على موقفها الثابت والواحد من جميع القضايا السياسية والاجتماعية الموجودة. كما أعلن الناشط اليسارى وائل خليل عضو الجبهة الوطنية اعتذاره عن عدم الانضمام لفريق محمد مرسى الرئاسى، واصفًا قراره بأنه لم يأت بسبب هجوم أقلية، وإنما جاء تقديرًا لدوره وأولويته فى وجوده ك "معارضة جذرية وموضوعية" لمرسى وحكومته، لافتًا إلى أنه أبلغ مؤسسة الرئاسة برغبته فى البقاء مستقلاًّ عن السلطة الحالية، يدعمها حينًا وينتقدها أحيانًا. وأكد خليل فى تصريح ل "اليوم السابع" أن التشكيل الوزارى الجديد تطبيع مع الدولة العميقة والنظام القديم، مشيرًا إلى أن الرئيس محمد مرسى اختار الشراكة مع الدولة العميقة بديلاً للشراكة الوطنية، متابعًا: قرارى بالاعتذار عن عدم الانضمام للفريق الرئاسى لمرسى جاء بعد تحفظاتى على اختيار التشكيل الوزارى والاستعانة بكمال الجنزورى مستشارًا للرئيس، بالإضافة إلى غياب الاستراتيجية والتصور الواضح ومحدد المهام للفريق الرئاسى بشكل مؤسسى. وأضاف خليل: سأكون مفيدًا بشكل أكبر إن ظللت أعمل بشكل مستقل خارج مؤسسة الرئاسة، محتفظًا بقدرتى على انتقاد وتقويم الرئيس، خاصة أن مرسى فى حاجة ماسة للنقد الموضوعى. وفى سياق متصل كشف أحمد إمام، عضو الجبهة الوطنية، عن وجود اجتماعات مطولة مع أعضاء الجبهة الوطنية طوال اليومين الماضيين للخروج بموقف موحد من التشكيل الوزارى الجديد، مشيرًا إلى أن الجبهة أصدرت اليوم بيانًا شديد اللهجة تنتقد فيه اختيار وزراء ومستشارين ينتمون للنظام السابق وليسوا أهل خبرة وكفاءة، كما وعد الرئيس مرسى القوى الوطنية. وأوضح إمام أن قبول أى من أعضاء الجبهة مناصب فى مؤسسة الرئاسة هو أمر شخصى ولا يمت للجبهة بصلة، مؤكدًا أن الجبهة التزمت بعدم ترشيح أى من أعضائها لأى منصب وزارى أو معاون للرئيس فى فريقه الرئاسى. ومن جانبها أكدت الجبهة الوطنية للرأى العام المصرى أنها لم ولن ترشح أحدًا من أعضائها للفريق الرئاسى، مشيرة إلى أنها جبهة ضمير وطنى وتتخذ المواقف التى ترى أنها كفيلة بإخراج الوطن من أزمته الراهنة، انطلاقًا من مبادئ وأهداف ثورة 25 يناير كما جسدها ومازال يجسدها ميدان التحرير، مع تأكيد الحرص على القطيعة مع كل ما ينتمى للنظام السابق. وعبرت الجبهة الوطنية فى بيان أصدرته اليوم عن استيائها الشديد من تجاهل الأسماء الوطنية التى طرحت من جانبها، مشددة على أنها أقرت مبدأ عدم ترشيح أحد من أعضائها لشغل أى منصب، وتعلن عدم مسئوليتها عن أى قرارات أو إجراءات اتخذتها مؤسسة الرئاسة فى الفترة الماضية. وأوضحت الجبهة أن التشكيل الوزارى الأخير يعكس توجهًا مغايرًا تمامًا لما تم الاتفاق عليه عند تأسيس الجبهة الوطنية يوم 22 يونيو 2012، معتبرًا أن هذا التشكيل يعكس استسلامًا غير مقبول وغير مبرر لقوى الثورة المضادة، ويمثل خطوة فى اتجاه إجهاض الثورة بدلاً من إنقاذها، واستكمال مسيرتها، وهو الهدف الذى سعت الجبهة لتحقيقه، مؤكدة على رفضها القاطع لمشاركة عناصر من النظام السابق داخل التشكيل الوزارى، وبعضها معروف بمواقفه المناوئة للثورة. وأكدت الجبهة أن علاقتها بالرئيس المنتخب تقوم على أرضية المبادئ الستة التى تم إعلانها فى مؤتمر صحفى عالمى يوم 22 يونيو الماضى، والتى لم يتم الالتزام بأىٍّ منها.