تستعد حملة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي لتدشين تنظيم جديد تحت مسمى ''التيار الشعبي''، وستكون الانطلاقة الرسمية يوم 9 سبتمبر المقبل في عيد الفلاح، ويهد التيار إلى ''تقوية الأحزاب وتشكيل جبهة قوية تدافع عن دستور ديمقراطي مدني يضمن الحريات السياسية والمدنية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية ويحافظ على هوية مصر وثقافتها''، على حد قول حسام مؤنس منسق الحملة. ويهدف التيار الشعبي أيضا إلى توحيد الأحزاب التي ترغب في الانضواء تحت رايته لتخوض بقوائم موحدة انتخابات البرلمان والمحليات، ويؤكد مؤنس أن ''التيار يقف في نفس الوقت ضد أي شخص يكفر أو يميز أو يهين أو يحتكر سلطة باسم الدين''. وقال مؤنس لمصراوي إنهم بدأوا في جمع استمارات عضوية في العديد من المحافظات، وتدشين موقع إلكتروني وصفحة على فيسبوك، موضع عليها أهداف التيار الشعبي ومبادئه الأساسية. وأوضح المنسق أن هناك خطة نزول وعمل مؤتمرات في بعض المحافظات، مشيرا إلى أن حمدين صباحي سيكون متواجدا فضلا عن عدد من مؤسسي التيار وبعض الشخصيات العامة، وستعلن أسماء المؤسسين قبل نهاية الشهر الكريم. وقال مؤنس ''البداية ستكون الخميس القادم (غدا) في محافظة الدقهلية الخميس القادم وتتبعها كل يوم مؤتمر في محافظة معينة من القاهرة مرورا بالمنوفية ثم الإسماعيلية وهذا''. وأشار مؤنس إلى أن هناك حوار مفتوحا مع عدد من الأحزاب والحركات المدنية، مثل التحالف الشعبي وحزب الدستور و6 ابريل وشباب من اجل العدالة والحرية، لتأسيسي جبهة موحدة جامعة لهذه الأحزاب والحركات. استثمار الأصوات يقول الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، إنه يجب التفكير في استثمار ملايين الأصوات التي انتخبت حمدين صباحي في جولة الانتخابات الرئاسية الأولى، حيث كان الناس ينظرون إلى حمدين على أنه رمز التغير والثورة وبالتالي نجاحه كان شيء مهم''. إلا أن زهران يرى أن المسرح السياسي المصري كان معدا للنظام السابق وجماعة الإخوان المسلمين، مشيرا إلى أن محاولة حمدين لتأسيس ''التيار الشعبي جيدة، وأن هذا الدعم الشعبي يخلق توازن في الشارع السياسي''. ويشير زهران إلى أن الشارع السياسي المصري لن يقبل بالنظام السابق ولا ببديله المتمثل في الإخوان المسلمين، ويقول: ''هذا صعب قبوله على المستوى النظري أو العملي؛ وبالتالي لابد من وجود كتلة ثالثة كبرى تضم كل الأجنحة''. ويؤكد أستاذ العلوم السياسية أن التيار الشعبي لم يُخلق للمواجهة والتصادم مع تيار الإسلام السياسي؛ فالأخير من حقه التواجد لأنه جاء بالانتخابات، على حد قوله. ''حركة سياسية ذات تأثير'' أما عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي فأوضح أن هدف تأسيس هذا التيار محاولة تحويل الخمسة ملايين شخص الذين انتخبوا صباحي إلى حركة سياسية قوية لها قدرة التأثير مستقبلا. وقال شكر إن هذا هدف مهم وخطوة ايجابية؛ فكلما كان المواطنين عددهم كبير ويمارسون عملا جماعيا حول القضايا الوطنية، فسيكون الوضع أفضل''. وعلق الكاتب الصحفي سعد هجرس، مدير تحرير جريدة ''العالم اليوم'' يقول ''نحن الآن في احتياج حقيقي للخروج من حالة الاستقطاب بين دول العسكر ودولة المرشد''، مشيرا إلى أن التيار الشعبي يعبر عن تيار الوطنية المصرية الجامعة وكافة القوى المدافعة عن مدنية الدولة، على حد قوله. وأكد أن التيار الشعبي له أهمية في الخروج بالبلد مما هي فيه الآن من استقطاب، إلا أنه لفت إلى ضرورة أن يتم الأمر بشكل منظم قادر على استيعاب الجماهير الغفيرة، على حد قوله. وقال هجرس إنه ''من الممكن أن يكون التيار الشعبي قوة أساسية كبيرة في فترة وجيزة، وهذا طبيعي، وبه مزايا مهمة مثل الدفاع عن مدنية الدولة وهوية الدولة المصرية منذ عصر محمد على''. مخاوف من الفشل رغم أن القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي عبد الغفار شكر من مؤيدي التيار الشعبي وفكرة طرحة في الوقت الراهن، إلا أنه أبدى تخوفه من احتمالية فشل التيار إذا تمت إدارته بطريقة خاطئة خلال الفترة القادمة. وطالب شكر بتوضيح الإطار الذي سيتم من خلاله تنظيم هذه الحركة والمهام والأهداف التي يسعون إليها وعلاقتهم بالقوى السياسية الأخرى، وقال ''كل هذه عوامل من الممكن أن تلعب دور مهم في إنجاح التيار أو فشله لكي يصبح حركة شكلية''. وقال ''حسب معرفتي حمدين صباحي فهو جاد في تأسيس هذا التيار ولديهم الرؤية الكاملة لإنجاح هذا المشروع فإمكانيات النجاح وارده بدرجة كبيرة''. أما الدكتور جمال زهران فطالب كل النخبة وكافة الأحزاب بأن يلتفوا حول هذا التيار الشعبي باعتباره يمثل شريحة كبيرة من الشعب المصري لا تنتمي لتيار الإسلام السياسي ولا النظام القديم، مضيفا أنه إذا لم يتحقق هذا الالتفاف فالتيار الشعبي احتمالية فشله واردة، على حد قوله.