أكد الرئيس محمد مرسى، أن ثورة 23 يوليو عام 1952 كانت لحظة فارقة فى تاريخ مصر المعاصر، وأسست للجمهورية الأولى التى دعمها الشعب والتف حول قادتها وحول أهدافها الستة. وقال الدكتور محمد مرسى فى كلمة وجهها إلى الأمة مساء اليوم الأحد بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو.. إن هذه الأهداف لخصت رغبة الشعب المصرى فى تأسيس حياة ديمقراطية سليمة واستقلال القرار الوطنى ودعم العدالة الاجتماعية للخروج من الفقر والجهل والمرض واستغلال رأس المال والإقطاع. وفيما يلى نص كلمة رئيس الجمهورية التى وجهها للأمة بمناسبة الذكرى الستين لثورة23 يوليو 1952.. "يا أبناء شعب مصر العظيم.. فى حياة الأمم وفى دورات التاريخ أيام هامة تقف أمامها الشعوب لتستلهم منها دروسا لحياتها ومسارها فى السياسة والاجتماع وفى النهضة والإبداع وفى التقدم والرقى وتحتاج الأمم الواعية إلى إعادة قراءة هذه الأحداث لتصوب فيها ما قد يطرأ عليها من ضعف أو انحراف أو تغيير أو تبديل". "إن ثورة 23 يوليو 1952 كانت لحظة فارقة فى تاريخ مصر المعاصر وأسست الثورة الجمهورية الأولى التى دعمها الشعب والتف حول قادتها وحول أهدافها الستة والتى لخصت رغبة الشعب المصرى فى تأسيس حياة ديمقراطية سليمة وفى استقلال القرار الوطنى ودعم العدالة الاجتماعية للخروج من الفقر والجهل والمرض ومن استغلال رأس المال والإقطاع". "يا أبناء شعب مصر العظيم.. كانت ثورة 23 يوليو بأهدافها الوطنية بداية لتمكين الشعب المصرى من تقرير مصيره ودعم تحرره وليكون بحق مصدر السلطة وصاحب الشرعية.. وخاضت الثورة المصرية معركة الجلاء والاستقلال وحاولت أن تقدم نموذجا لدعم حركات التحرر فى العالم العربى والإسلامى". "حاولت ثورة 23 يوليو أن ترسى مفهوما للعدالة الاجتماعية والتنمية المخططة، وحشد الموارد من أجل مشروع وطنى متكامل.. ونجحت الثورة فى بعض هذه الأهداف، وتعثرت فى أهداف أخرى وخصوصا فى ملف الديمقراطية والحريات والتى تضاءلت مساحتها عبر الأنظمة المختلفة، "وتراجعت خطواتها لإقامة حياة ديمقراطية حقيقية قائمة على سيادة الشعب وتمكين الأمة لتكون مصدر السلطات.. وفشلت التجربة الديمقراطية فى الثلاثين سنة الأخيرة بفعل التزوير والاستبداد الذى أنتج فى نهاية المطاف فسادا استنزف كثيرا من موارد وإمكانيات مصر". "وكان لابد لشعب المصرى من تصحيح المسار وتصويب الأخطاء.. فثار ثورته الثانية فى 25 يناير 2011، ليعيد الأمر إلى نصابه.. فهذه الأمة مدفوعة دائما بإرادة أبنائها وبإرثها وحضارتها نحو تصحيح ما شذ من الأوضاع". "وانحاز الجيش المصرى العظيم لإرادة الشعب ووقف مع خيار بناء الجمهورية الثانية على أساس من الحرية الحقيقية للجميع والديمقراطية وسيادة القانون والدولة الدستورية التى نسعى جميعا لبنائها الآن". "إن ثورة يناير 2011.. هى بالتأكيد امتداد للتاريخ النضالى للأمة المصرية، الممتد منذ فترات الثورات الشعبية فى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر، من أجل حياة حرة ديمقراطية متكاملة وعدالة اجتماعية راشدة.. ولن تنسى الأمة تضحيات أبنائها ولن تنسى عطاءهم من أجل هذا الهدف النبيل ". " وستظل مصر تذكر كل من أعطى عبر هذا المسار الطويل من الذين ضحوا وحملوا أرواحهم على أكفهم فى اللحظات العصيبة.. وإننا وفى إطار سعينا لإقامة مشروع نهضة وطنى وتنمية لبلدنا بسواعد أبنائها، لابد أن نتعلم من هذا الدرس وأن نعى تماما كل النجاحات والإخفاقات، وأن نوقن تماما أن التمكين المجتمعى ودعم المشاركة الشعبية هو أهم العوامل التى تحمى تجربتنا وتدعم ثورتنا العظيمة والتى سنعمل جميعا من أجلها ونبذل فى سبيلها كل ما نملك حتى نصنع معا لبلدنا وشعبنا ما يستحقه من مستقبل مشرق". "إننى على يقين من أن الشعب المصرى قادر بتوفيق الله وعونه على العمل من أجل هذا المستقبل وتحقيق الآمال والطموحات "السيدات والسادة.. الشعب المصرى الكريم..هذه المناسبة تدفعنا إلى المزيد من الجهد وللمزيد من العمل والتضحية، وأحسب وإننى على يقين بإذن الله أننا على ذلك قادرون، سنمضى بإرادتنا إلى مستقبل أفضل وإلى آفاق أرحب من أجل وطننا العظيم مصر .. من أجل أبنائنا أحفادنا.. هكذا سنمضى .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".