اخبار محمد صلاح بات جوزيه مورينيو المدير الفني لنادي تشيلسي الإنجليزي، الأكثر كرهاً في مصر بسبب استبعاده المستمر لمحمد صلاح النجم المصري المنضم حديثاً لصفوف البلوز في يناير الماضي. فمنذ انضمام صلاح إلى تشيلسي وتفضيله كتيبة مورينيو عن الانتقال إلى ليفربول الذي كان قاب قوسين أو أدنى من إتمام صفقة الدولي المصري لولا تدخل العملاق اللندني الأزرق وضم الفرعون الصغير سريعاً، واللاعب صاحب ال21 عاماً يعاني من عدم حصوله على فرصة مناسبة لإظهار قدراته وإمكانياته مع فريقه الجديد. في البداية بفرحة انتقال النجم المصري إلى تشيلسي واللعب تحت قيادة "العالمي" مورينيو واكتمال الفرحة بدخول اللاعب قائمة مباراة مانشستر سيتي المرتقبة في ملعب الاتحاد وهى أحد أهم لقاءات الفريق اللندني في البريميرليج هذا الموسم. وتأجلت مشاركة صلاح الأولى مع تشيلسي إلى مباراة نيوكاسل يونايتد، حين ظهر صلاح لمدة 12 دقيقة كبديل في الشوط الثاني، أظهر فيهم الدولي المصري جزءاً صغيراً مما يستطيع هذا النجم الشاب تقديمه لتشيلسي بشكل عام خلال الفترة القادمة وهو ما فتح "شهية" الجماهير المصرية لمشاركة صلاح أكثر فأكثر مع ناديه الإنجليزي الجديد تشيلسي. إلا أن استمرار صلاح على دكة بدلاء الفريق في المباراة التالية أمام وست بروميتش زاد من غضب المصريين من مورينيو بل وأصابهم الإحباط عندما دخل صلاح في الدقيقة 89 من المباراة وبالتأكيد لم يستطع أن يفعل أي شيء، في الوقت الذي تلقى فيه تشيلسي هدف متأخر أسقط بدوره البلوز في فخ التعادل. بعد ذلك.. منح مورينيو لمحمد صلاح 45 دقيقة كاملة في مباراة مانشستر سيتي أمام تشيلسي في كأس الاتحاد الإنجليزي ليلعب الدولي المصري كرأس حربة في ملعب الاتحاد المرعب لقيادة هجوم الفريق اللندني إلا أنه لم يظهر بمستواه المعهود بالتأكيد لظروف اللقاء بجانب أن تشيلسي كان في أسوأ حالاته الفنية خلال المباراة. واستمر صلاح على دكة بدلاء تشيلسي في المباراة التالية أمام إيفرتون بل أنه لم يشارك حتى كبديل خلال اللقاء وهو ما جعل بعض المصريين يعتقدون أن مورينيو سيدمر مستقبل صلاح ويدفن موهبته بل وجه البعض الأخر اللوم على النجم المصري الشاب لإختياره تشيلسي "المدجج" بالنجوم مما يعني جلوسه المستمر على دكة البدلاء فضلاً عن اختياره ليفربول حيث ينتظره التشكيل الأساسي على طبق من ذهب. وعندما لعب تشيلسي وقتها في منتصف الأسبوع أمام جالاتسراي التركي في ذهاب دور ال16 لدوري أبطال أوروبا وهى البطولة التي لا يستطيع صلاح المشاركة فيها مع البلوز لسابق لعبه مع بازل في نفس البطولة، توقع الجميع مشاركته في اللقاء التالي دون جدال أو نقاش والسبب المنطقي هو إراحة نجوم تشيلسي من مباراة الأبطال. إلا أن المفاجأة الكبرى كانت في استبعاد صلاح من قائمة مباراة فولهام التي أقيمت في الأول من مارس الماضي وفاز فيها تشيلسي بثلاثية جاءت عن طريق الألماني أندرية شورلي الذي كان يرغب في حجز مكانه هو الآخر في تشكيل البلوز الذي كان لا يخلى من الثلاثي أوسكار وهازارد وويليان خلف رأس الحربة. ثم عاد صلاح إلى دكة بدلاء تشيليس في مباراة التالية، واستمر تجاهل مورينيو للفرعون الصغير ولم يشركه أمام توتنهام ولا حتى كبديل متأخر وهو الأمر الذي أشعل بدوره الاحتقان أكثر بين مورينيو والجماهير المصرية التي أصبحت تتهافت لمتابعة نجمها المصري الأبرز في أوروبا وإنجلترا بصفة خاصة، لاسيما أن تشيلسي فاز برباعية نظيفة على جاره الأبيض السبيرز. الأمر نفسه حدث أمام أستون فيلا حيث ظل صلاح حبيس دكة البدلاء طوال ال90 دقيقة أمام الفيلانز في اللقاء الذي خسره تشيلسي بهدف نظيف في أحد أكبر النتائج المخيبة لآمال البلوز في هذا الموسم. وبعد أن استضاف تشيلسي نظيره التركي في دوري الأبطال وفاز عليه بثنائية نظيفة، جاء موعد لقاء الديربي اللندني الشرس بين البلوز وآرسنال في قمة الأسبوع ال31 من البريميرليج وهى المباراة التي حددت بشكل كبير مسيرة الفريقين في السباق نحو اللقاء هذا الموسم. وأجمع أغلبية المصريين أن ظهور صلاح في هذه المباراة أمر مستبعد للغاية لاسيما أنه لا يشارك في الأساس في اللقاءات الماضية "السهلة" نسبياً قياساً بهذه المباراة. ولكن المفاجأة كانت سعيدة جداً هذه المرة.. حيث أن تشيلسي قدم أدائه الأفضل هذا الموسم عن جدارة واستحقاق وسحق المدفعجية بسداسية نظيفة بل أن صلاح دخل كبديل في الدقيقة 67 بدلاً من البرازيلي أوسكار وسجل هدفاً رائعاً أظهر الروح العالية التي تجمع بين لاعبي تشيلسي الذين ذهبوا جميعهم إلى النجم المصري لتهنئته على الهدف والأمر الأكثر إثارة هو فرحة مورينيو بهدف صلاح وإشارة كل منهما للآخر عقب تسجيل الهدف. أظهرت هذه المباراة أكثر من الهدف الذي أحرزه صلاح حيث أنها كشفت عن علاقة رائعة ومميزة تجمع بين الدولي المصري والمدرب البرتغالي العالمي الذي اتضح للمصريين أنه يساند النجم الشاب ويدعمه بل ويحفزه أيضاً بإخباره أن سيسجل وسيتألق. مشاركة صلاح التالية أمام كريستال بالاس كبديل أيضاً، أحبطت المصريين لأن تشيلسي خسر في هذا اللقاء بهدف نظيف وبأداء سيء للغاية مما جعل البعض منهم يدرك أن الدولي المصري سيعود من جديد حبيساً لدكة البدلاء لأنه فشل في استغلال فرصته في الحفاظ على المشاركة. إلا أن المفاجأة الأجمل والأسعد كانت في المشاركة الأساسية الأولى لصلاح أمام ستوك سيتي بل وتألق رائع ومبهر للنجم المصري جعله يخرج رجل المباراة الأول بتسجيله هدف وصناعته آخر وتسببه في ركلة الجزاء التي جاء عن طريقها الهدف الثالث لتشليسي والذي انتهى به اللقاء. وجاءت تصريحات مورينيو بعد اللقاء لتؤكد ما قاله سابقاً أنه كان واثق من تألق صلاح مع تشيلسي إلا أن اللاعب يحتاج فقط لبعض الوقت للتأقلم والتكييف على أجواء البريميرليج وأن تشيلسي قام بعمل جيد للغاية ببيع خوان ماتا وجلب الفرعون الصغير لأسوار ستامفورد بريدج. هذه القصة "الطويلة" تحكي فقط عن ثبات وصبر محمد صلاح الذي تكلل بنجاح مبهر ومنقطع النظير سيستمر أن شاء الله بفضل مجهوده وإلتزامه كما فعل طوال الفترة الماضية وما يجب على المصريين حالياً هو دعمه بوعي وفكر ونضج حضاري لأن النتيجة أصبحت واضحة أمام أعينهم وأن مورينيو "الشرير" لم يعد كذلك بل أنه أصبح كالأب "الحنون" على "طفله" الجديد صلاح كما صرح مورينيو نفسه. محمد عمارة