بعد إعلان المشير عبد الفتاح السيسى استقالته من منصبه تمهيدا لترشحه فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، دارت أسئلة عدة حول علاقته برؤساء مصر السابقين، أو بالأحرى القائمين على ادارة شئون البلاد، فى فترة ما بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، فبعضها توصف بالقوية كعلاقة الابن بالأب، وأخرى بالجيدة، فيما وصلت فى بعضها إلى الكره والعداء الشديد. يصف الكاتب الصحفي عبد الله السناوى، في تقرير منشور، بصحيفة «الشروق» الورقية، في عددها الصادر اليوم الجمعة، علاقة السيسى بالمشير محمد حسين طنطاوى، بأنها أشبه بعلاقة «الابن والأب»، فهى كانت ولا تزال قوية، يقول: «فى اليوم التالى من تنصيب السيسى وزيراً للدفاع، اتجه إلى المشير طنطاوى وقال له: لو أنت مش موافق يا فندم أنا هستقيل فوراً، فرد الأخير قائلاً: أنت ابنى يا عبدالفتاح». وعن إدارة المرحلة الانتقالية قبل تسليم السلطة فى 30 يونيو 2012 للرئيس المعزول محمد مرسى، يقول السناوي: «السيسى وقتها كان رئيساً للمخابرات الحربية، وكانت له عدة ملاحظات على ادارة المرحلة الانتقالية، ولكنه ليس صانعاً للقرار، ودوره كان قاصراً على تقديم تقارير إلى المشير طنطاوى توضح له حقيقة الأوضاع، دون التدخل فى صناعة القرار»، ولكن هذا الخلاف بحسب السناوى، «لم يؤثر على العلاقة الوطيدة بينهم، وظل طنطاوى محتفظاً بمكانته كقائد شجاع»، ويرى السناوى أن أكبر دليل على توطيد العلاقة بينهما، أنه بعد خروج المظاهرات إلى الاتحادية من انصار الاخوان لتأييد قرار مرسى بإقالة المشير، تقدم السيسى بمذكرة طالب فيها مرسى بالتصدى لهم ووقف ذلك فوراً، لأن الجيش لن يقبل إهانة قائده. أما عن خيوط العلاقة بين السيسى ومرسى، فقد كانت بدايتها ثورة يناير ونهايتها بثورة يونيو، ومن الممكن وصفها ب«شديدة التعقيد والمتوترة»، فالشهور المعدودة التى ربطت السيسى بمرسى، لم تخل من التوتر والشد والجذب والاحتجاج، وتعارض الرؤى بينهما. السيسى والرئيس المعزول محمد مرسي كانت بداية العلاقة بينهما، كما يقول السناوى، عندما كان السيسى مديرا للمخابرات الحربية، والمحاور الأول لجماعة الاخوان، وبالتالى كان لديه علم بقدراتهم ومؤهلاتهم ونقاط ضعفهم، ولكنه استجاب لإرادة الشعب بتنصيب مرسى رئيسا للجمهورية. ويستطرد: «انتهت العلاقة تماماً بينهما عندما اتخذ مرسى قرارات تهدد الأمن القومى المصرى، ورفض السيسى فى كثير من الأحيان، وتقدم بمذكرات لمرسى تطالبه بالتراجع عنها، إلا أن الجماعة رفضت واعتبرت نفسها هى الحاكم والآمر، ولا يوجد قوى غيرها فى المجتمع». أما عن علاقة السيسى بالرئيس المؤقت عدلى منصور، يصفها السناوى ب«القوية والمتينة»، فكان اللقاء الأول لهما فى 3 يوليو، ولم ير أى منهما الآخر من قبل، واستجاب منصور لنداء الشعب، واتخذ قرارات جريئة من بينها فض اعتصام رابعة، وقبول استقالة البرادعى، متوقعا أن يكون له دور بارز بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.