هاجم الكاتب البريطاني "روبرت فيسك" الرئيس المصري محمد مرسي متهما إياه بأنه ليس ثوريا وأن الجيش نصب له العديد من الفخاخ، مترحما في الوقت نفسه على زعيم حزب الوفد "سعد زغلول" الذي قال إنه الرجل الذي كان سيكون ملائما لزعامة مصر الآن، وكان سيخدمها بشكل أفضل، وحزبه تصدى للإمبراطورية البريطانية. وقال فيسك في مقال نشرته صحيفة "الاندبندنت" تحت عنوان "مرسي ليس ثوريا وليس قوميا.. وصفوة الجيش نصبوا له العديد من الفخاخ"، في الوقت الذي انتظر أكثر من 50 مليون مصري لسماع أنهم انتخبوا أحد الإخوان المسلمين، ذهبت لزيارة منزل سعد زغلول ليس لعقد لقاء صحفي - فسعد زغلول مات منذ 85 عاما مضت- وإنما كانت زيارتي لمنزل رجل كان من الممكن أن يخدم مصر بشكل جيد اليوم، لأن سعد زغلول كان ثوريا ووطنيا تصدى حزبه "الوفد " للإمبراطورية البريطانية". ويضيف إن محمد مرسى ليس ثوريا ووطنيا إلى حد ما، كما أنه ليس رائدا من رواد الحركة النسائية في مصر، كذلك فإن صفوة الجيش الحاكم قد نصبت له العديد من الفخاخ ، حيث أن فكرة الدولة شديدة العلمانية والتي اتسم بها منافسه أحمد شفيق، قد اضمحلت كثيرا بالأمس، تلك الفكرة هي ذاتها التي كان سيؤيدها إلى حد ما وأكرر فقط إلى حد سعد زغلول. ويتابع إنه على عكس محمد مرسى اليوم، فإن سعد زغلول على أية حال أراد أن يعيش في مصر الحديثة و المتطورة، مرددا مقولة حزبه "الوفد" عام 1919 والتى كانت فلسفتها أن حركة "الوفد" القائمة حاليا في مصر ليست حركة دينية تجمع بين المسلمين والمسيحيين الذين يتظاهرون سويا، كما انه ليست حركة معادية للأجانب أو أنها حركة تدعو للوحدة العربية فقد كانت فلسفتها أن مصر للمصريين، ومن هنا نرى كيف أن مصر الآن ربما افتقدت كثيرا شخصية مثل سعد زغلول، خاصة عقب حملة انتخابية استخدمت فيها كلمتي "الإسلام" و"الأمن" على نحو مبتذل وقابل للتغير . وأوضح أن مرسي تغلب على احمد شفيق، ممثل النظام القديم، و"هذا كان سيحوز على رضا زغلول"، الذي يقول إنه رغم ذلك فإن سعد زغلول لم يكن رجل كامل الأوصاف، فقد فشل في التأثير في الوفود التي حضرت مؤتمر "فرساي" للسلام عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى. ويختتم فيسك بالقول إنه يتحتم علينا اليوم أن سيكولوجية مصر المعاصرة فهي كدولة عربية سيعمل جنرالات جيشها على تأكيد مسالة الحفاظ على سلطات محمد مرسى والتي سيتم سلبها منه واحدة تلو الأخرى، ولعلنا نتذكر أنه بالنسبة لرجل سبق عصره مثل سعد زغلول، فقد بقيت حقيقة محزنه ألا وهي أن سعد زغلول مات وهو فاقد الأمل ويأس من شعبه قائلا لزوجته قبل وفاته على فراشه مباشرة :"يا صفية قومى بتغطيتي، فلم يعد هناك أي فائدة...!" ، وكانت تلك هي آخر كلمات سعد زغلول قبل وفاته.